استبدال الدولار الأمريكي ب الروبل الروسي في التعاملات التجارية بين مصر وعدد من الدول خطوة متوقعة سيكون لها مروردًا قويًا على انخفاض الأسعار ثانيةً خلال الفترة المقبلة، وهو الأمر الذي يتوق إليه المصريون منذ بداية الحرب بين روسيا وأوكرانيا وما أعقبها من زيادة يومية في الأسعار. وتأتي الخطوة المتوقعة باستبدال الدولار بالروبل الروسي في المعاملات التجارية الخارجية لمصر، على خلفية اعتماد الجنيه المصري في البنك المركزي الروسي، و تحديد قيمة صرفه أمام الروبل يوميًا بأكثر من 2 روبل. أهمية قرار اعتماد الجنيه في المركزي الروسي الروبل الروسي ويؤكد خبراء الاقتصاد أن خطوة اعتماد الجنيه المصري ضمن العملات التي يحدد قيمة صرفها يوميًا أمام الروبل، خطوة هامة جدًا، ولها العديد من النتائج الإيجابية على الاقتصاد المصري. فمن المؤكد أنه فور قيام البنك المركزي المصري باعتماد الروبل كخطوة مماثلة، ستستغنى مصر وروسيا عن الدولار الأمريكي كعملة أساسية للتصدير والاستيراد بين البلدين. ويمكن لمصر حينها توفير مليارات الدولارات المستنزفة في استيراد القمح الروسي وغيره من الحبوب وزيوت الطعام؛ لاستخدام الروبل كعملة بديلة للدولار الأمريكي الذي يشهد قفزات جنونية بشكل يومي. وفي المقابل، ستستغنى روسيا أيضًا عن الدولار المستخدم لحصولها على الصادرات المصرية من خضراوات وفاكهة. وبالتأكيد سيكون لهذه الأمور أثر إيجابي قوي على الأسعار في مصر، وخاصة أسعار الخبز وزيت الطهي الذين شهدا ارتفاعات غير مسبوقة خلال الفترة الماضية. مصر ستستخدام الجنيه في التبادل التجاري مع روسيا و دول أخرى ويقول الدكتور محمد شعراوي، أستاذ اقتصاديات أسواق المال، إن اعتماد الجنيه المصري كعملة رسمية في روسيا سيقرب مصر من الانضمام لمجموعة "البريكس" التي تضم كل من (روسيا، والصين، والهند، والبرازيل، وجنوب أفريقيا). وأوضح، في تصريحات صحفية، أن انضمام مصر لمجموعة "البريكس" يعني أن جميع واردات مصر من هذه الدول ستكون بالجنيه المصري بدلًا من الدولار. ومن المعروف أن حجم الواردات المصرية من دول البريكس كبير جدًا، وفي حال التعامل بالجنيه بدلًا من الدولار سيمكن لمصر استيراد احتياجاتها من المواد الخام بأقل الأسعار، والاحتفاظ بالسيولة الدولارية الكافية في البنك المركزي المصري، وبالتالي خفض أسعار في الأسواق المحلية. حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا و الصين ويشير الدكتور علاء علي الخبير الاقتصادي ورئيس مجموعة دعم الائتمان بالبنك الزراعي المصري، إلى أن حصيلة واردات مصر من روسيا ارتفعت بشكل كبير بنسبة 16.5% خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر 2022، مقابل الفترة نفسها من عام 2021م. ومن جانبه، محمد شعراوي إلى أن حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا يصل إلى ما يقرب من 5 مليارات سنويًا، بينما يصل حجم التجارة بين مصر والصين إلى ما يقرب من 18 مليار دولار سنويًا. تأثير استبدال الدولار بالروبل على السياحة السياح الروس وبالإضافة إلى ما سبق، سيكون لاعتماد الروبل بديلًا عن الدولار الأمريكي مردودًا إيجابيًا أيضًا على السياحة الروسية في مصر. فسيساهم الأمر في زيادة تدفق السائحين الروس إلى الدولة المصري، والقضاء على العقبات التي تحول دون زيادة الرحلات الجوية بين مصر وروسيا.
