تحققت نبوءة الراحل، أسامة أنور عكاشة، فى مسلسله «الراية البيضاء» بأن «لودرات» الجهلاء أصحاب المال والنفوذ، ستجرف معها قيما ومعانى الفن والحياة الجميلة، حيث هاجم بلطجية مسلحون بالسيوف، مبنى «آتيليه الإسكندرية للأدباء والمثقفين»، فجر الاثنين الماضى، بزعم أنهم يملكون المبنى وأنهم الورثة الأصليون للأرض، وكسروا باب مرسم «الغمرى» الملحق بالحديقة الخلفية، وحطموا محتوياته من تحف فنية كذلك التماثيل والكراسى المصنوعة من الرخام بالحديقة. فى الصباح توجه الدكتور محمد رفيق خليل، نقيب أطباء الإسكندرية، رئيس الآتيليه، والناقد السينمائى سامى حلمى ومجموعة من المثقفين والفنانين للمبنى، حيث فوجئوا بحجم الخراب والتدمير، الذى لحق بالمكان، وعندما حضر الصحفيون ومصورو الصحف، لتسجيل تفاصيل الجريمة تعرضوا للاعتداء بالضرب من قبل البلطجية، والتهديد بالقتل. وفى قسم شرطة باب شرقى، قضى مثقفو الإسكندرية، 3 ساعات كاملة من أجل محاولة تحرير محضر، بواقعة اقتحام الأتيليه، وخروج قوة من قسم الشرطة للمعاينة، ووقف مهزلة التعدى على أقدم مبنى ثقافى بالإسكندرية، حيث يعود تاريخ بنائه لعام 1883 ومدرج بمجلد الآثار ولا يجوز هدمه، بحسب القانون. طوال الساعات الثلاث حاول رفيق خليل، رئيس مجلس إدارة الآتيليه، الاتصال بهانى المسيرى، محافظ الإسكندرية، للتدخل لوقف المهزلة، إلا أن هاتف الأخير كان خارج نطاق الخدمة، فاتصل بحلمى النمنم، وزير الثقافة، وأخبره بالواقعة، ومحاولات البلطجية التابعين أحد المقاولين الاستيلاء على الحديقة الخلفية للآتيليه، حيث دمروا منذ شهرين، كابينة الكهرباء الخاصة بالمبنى بإشعال النيران فيها، إضافة لاستغلال المقاول انشغال الأجهزة الأمنية والتنفيذية فى انتخابات مجلس النواب، لاستكمال مخططه بهدم محتويات الحديقة وضمها للأرض الخاصة بها، لبناء برج سكنى. وتوجه المحافظ وعقب تدخل وزير الثقافة، صباح الثلاثاء الماضى، بصحبة مدير أمن الإسكندرية، اللواء أحمد حجازى، لمقر الأتيليه، بصحبة قوة أمنية من قسم شرطة العطارين، التى رفضت فى السابق الخروج للمعاينة وتحرير محضر إلا بعد 3 ساعات، حيث وعد المسيرى وحجازى، إدارة الاتيليه والفنانين المعتصمين بالمبنى، بوقف المهزلة والمحفاظة على المبنى الأثرى، وبعد دقائق من انصرافهما عاود البلطجية أعمال التخريب بالحديقة.