بدأ حل يرتسم لاعادة فتح طرق امداد قوات الحلف الاطلسي في افغانستان عبر باكستان، مع اعطاء الحكومة الباكستانية تعليمات الى مفاوضيها باختتام المحادثات. واعلن الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري متحدثا امام رؤساء الدول والحكومات الخمسين المشاركين في قوات ايساف المجتمعين في اطار قمة الحلف في شيكاغو ان حكومته اعطت تعليمات الى مفاوضيها باختتام المحادثات الجارية بهذا الصدد مع الولاياتالمتحدة، بحسب نص كلمته الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة عنه. من جهته افاد الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال مؤتمره الصحافي الختامي عن احراز "تقدم" في المحادثات، بعدما التقى قبل الظهر نظيره الباكستاني. واعلن الحلف الاطلسي في بيانه الختامي انه "يعمل مع باكستان لاعادة فتح خطوط النقل البري في اقرب وقت"، فيما توقع امينه العام اندرس فوغ راسموسن ان يتم ذلك "في وقت قريب جدا". وقال راسموسن ان قطع طرق الامداد في باكستان لم يكن له حتى الان "تاثير كبير" على العمليات في افغانستان غير ان الانسحاب التدريجي للقوات الدولية بحلول نهاية 2014 يطرح "تحديا لوجستيا" سيزداد تعقيدا اذا لم يكن من الممكن العبور من الاراضي الباكستانية. ووصلت المفاوضات مع باكستان حول اعادة فتح طرقها لقوافل الحلف الاطلسي في اتجاه افغانستان الى طريق مسدود بسبب رسم العبور الذي تطالب به اسلام اباد والذي تعتبره الولاياتالمتحدة "غير مقبول". وتمنع اسلام اباد عبور القوافل البرية للحلف الاطلسي لاراضيها منذ ستة اشهر ردا على مقتل 24 من جنودها من طريق الخطأ في غارات جوية اميركية على مركز حدودي باكستاني في صلالة. ءوقال زرداري الذي دعي في اللحظة الاخيرة الى القمة ان "حادثة صلالة شكلت صفعة قوية وبررت اعادة النظر في التزامنا وتعاوننا" مع الاطلسي. وكان التقى وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاحد على هامش القمة سعيا لايجاد حل. وقال فرحة الله بابار المتحدث باسم زرداري للصحافيين ان اليومين اللذين قضاهما الرئيس في شيكاغو اتاحا "توضيح" مواقف الطرفين، فيما اقرت السفيرة الباكستانية في واشنطن شيري رحمن بانه ما زال هناك "خلافات في وجهات النظر" مبدية في الوقت نفسه املها في ان تسفر المفاوضات عن حل "بطريقة مسؤولة في اقرب وقت ممكن". ومن العقبات الرئيسية امام المفاوضات مع باكستان رسم العبور الذي تطالب به وافادت عدة وسائل اعلام اميركية ان اسلام اباد تطالب بخمسة الاف دولار عن كل مستوعب، ما يزيد بثلاثين مرة عن الرسم المفروض قبل اغلاق الطرق. وقال مسؤول اميركي كبير لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه ان "الباكستانيين يريدون التوصل الى حل، لكن عليهم ان يحسموا امرهم فيما بينهم. طلبوا رسوما باهظة ويجب ان يكونوا اكثر واقعية بشان كلفة المرور". واضاف ان الولاياتالمتحدة مستعدة لان تدفع رسما اعلى من قبل لكن من غير الوارد ان تقبل بمثل هذه الزيادة الباهظة. وتقدم واشنطن مساعدة عسكرية سنوية لاسلام اباد تزيد من ملياري دولار، تخصص 300 مليون منها لتمويل تعبئة اكثر من مئة الف جندي باكستاني على طول الحدود مع افغانستان.