لا تزال مفاوضات اعادة فتح الطرق الباكستانية امام قوافل الحلف الاطلسي والتي تعتبر ذات اهمية استراتيجة بالنسبة لعملية السحب التدريجي لقوات الحلف من افغانستان، تراوح مكانها بانتظار حل لمسالة رسم العبور الذي تطالب به باكستان والذي تعتبره الولاياتالمتحدة "غير مقبول". ويعتبر السماح بمرور قوات الحلف الذي تحظره اسلام اباد منذ ستة اشهر اثر مقتل 24 من جنودها في غارة جوية اميركية عن طريق الخطا، حيويا للحلف الذي يستعد لبدء عملية لوجستية طويلة ومكلفة لسحب قواته البالغ عديدها 130 الف عنصر مع معداتها من افغانستان بحلول اواخر 2014. وبدا في مطلع الاسبوع ان احتمال اعادة فتح طرق الامداد ممكن بعد ستة اشهر من الاغلاق. فقد اجازت باكستان الجمعة لاول قافلة متوجهة الى السفارة الاميركية في كابول بالدخول الى افغانستان انطلاقا من اراضيها. الا ان الاجواء ساءت الجمعة عشية افتتاح قمة الحلف الاطلسي فقد الغي لقاء كان مقررا بين الامين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن والرئيس الباكستاني اصف علي زرداري في اللحظة الاخيرة وكان السبب الرسمي تاخر وصول زرداري. وافاد مسؤول اميركي كبير ان الاتفاق "لا يمكن ان يتم التوصل اليه" خلال القمة. واحدى نقاط الخلاف هي رسم العبور الذي تطالب به باكستان على كل مستوعب". واضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته ان الرسم البالغ "بضعة الاف الدولارات على كل مستوعب" هو "غير مقبول". واشارت وسائل اعلام اميركية عدة الى مبلغ خمسة الاف دولار على كل مستوعب اي اكثر بثلاثين مرة من الرسم الذي كان مفروضا قبل اغلاق الحدود. ومرد هذا المازق الى نوع من الالتباس بين اوساط السلطات الباكستانية التي غالبا ما تشهد تجاذبات بين الحكومة المدنية ومسؤولي الجيش النافذين. وقال المسؤول الاميركي "على الحكومة الباكستانية التوصل الى اقتراح منطقي تقدمه على طاولة الحوار". وفي محاولة لحلحلة الوضع، عقدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينون اجتماعا مع زرداري على هامش قمة الحلف الاطلسي لكن دون ان يعرف ما اذا توصلا الى تحقيق تقدم. وفي العام 2011 وقبل اغلاق حدود باكستان، ارسلت الولاياتالمتحدة 35 الف مستوعب الى افغانستان. كما يملك الحلف الاطلسي شبكة لوجستية اخرى لايصال عتاده الى افغانستان مرورا بروسيا ودول اسيا الوسطى، الا ان كلفة ذلك تفوق بمرتين ونصف المرة ما هي عليه اذا سلكت الطرقات الباكستانية. ولا تزال اعادة فتح طرق الامداد اساسية للحلف بينما من المفترض ان يرحل 23 الف جندي اميركي من اصل تسعين الفا من افغانستان بحلول اواخر الصيف، بالاضافة الى مجمل القوات الفرنسية بحلول اواخر السنة. وكان راسموسن صرح امام صحافيين قبل بدء القمة الاحد "امل ان تتم المفاوضات بشكل ايجابي من اجل اعادة فتح طرق التموين قريبا جدا". وبالنسبة الى باكستان، التي غالبا ما يتهمها الغرب بدعم المتمردين والحلف على حد سواء، فان رسوم العبور على قافلات الحلف تشكل موردا مهما لا سيما وان الاسرة الدولية قد تصرف اهتمامها عن المنطقة بعد العام 2014. وتدفع الولاياتالمتحدة اكثر من ملياري دولار من المساعدات العسكرية كل عام لاسلام اباد من بينها 300 الف مخصصة لتمويل تعبئة اكثر من مئة الف جندي باكستاني على طول الحدود مع افغانستان.