حالة من الغضب الواسعة انتابت الشعب المصري عامة وشباب الثورة خاصة حول إخلاء سبيل مبارك , حالة غضب اتفق عليها الجميع من أحزاب وحركات سياسية ثورية وشباب مستقل , قبل أن يختلفوا حول النزول والتظاهر ضد قرار إخلاء سبيل الرئيس المخلوع خوفاً من استغلالها اعلامياً لصالح جماعة الإخوان المسلمين. وتجنباً لوقوع اشتباكات ، اليوم الجمعة ، بين القوى السياسية الثورية وبين مؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى , فيما رأى البعض الأخر أن التظاهر ضد إخلاء سبيل مبارك واجب وطنى وثورى بعدما أصبحت العودة إلى نظامه أمر واقع وملموس من قبل الجميع .
جاءت البداية مع الجبهة الحرة للتغير السلمى وحركة شباب 6 ابريل " الجبهة الديمقراطية " الذين نظموا وقفة احتجاجية ، أمس الخميس، على كوبرى قصر النيل للتنديد بقرار المحكمة بإخلاء سبيل الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك , ليؤكد " رامز المصري " ، المتحدث الأعلامى باسم الجبهة الحرة للتغير السلمى عدم مشاركة الجبهة في أى من فعاليات اليوم الجمعة ، مع باقى القوى السياسية والشبابية .
فيما أعلنت حركة الاشتراكيين الثوريين موقفها صراحة بالدعوة إلى التظاهر أمام دار القضاء العالى ، اليوم الجمعة ، في تمام الساعة الواحدة ظهراً ، من اجل الاعلان عن رفضها ببراءة الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك , مؤكدة أن براءة مبارك هى اهدار لدماء شهداء الثورة ولكافة اهدافها التي ناضل الشعب المصري وضحى من اجلها .
وقال هيثم محمدين المتحدث الأعلامى باسم الحركة أن ما حدث خلال العاميين الماضيين من محاكمة مبارك ورموز نظامه كان عبارة عن مسرحية هزلية وضعها النظام الحاكم وسار عليها بعدما تأكد من اتلاف كافة الادلة التي تدين رجال النظام السابق وعلى رأسهم الرئيس المخلوع , مؤكداً ان مبارك لم يقم فقط بقتل المتظاهرين وإنما قام على مدار ثلاثين عاماً بإهدار كرامة المصريين وتجويع واستبداد الشعب المصري والعمالة لصالح الغرب .
وأضاف محمدين أن النزول من أجل التظاهر ضد براءة مبارك هو استكمال للثورة المصرية ولأهدافها ضد كل من خانوها بداية من مبارك وطنطاوى ومرسى والسيسى , مؤكداً ان الفريق اول عبد الفتاح السيسى إن كان يرى في التفويض الذي اعطاه اياه الشعب المصرى كان بمثابة كارت أخضر للإفراج عن مبارك وأعوانه فهو واهم , مؤكداً ان الشعب المصري سوف ينزل مرة أخرى للميادين من اجل اسقاط كافة الانظمة الفاسدة والمستبدة .
في حين تراجعت حركة شباب 6 ابريل " جبهة ماهر " عن دعواتها لأنصارها من اجل التظاهر ، اليوم الجمعة ، ضد قرار براءة مبارك , وهو ما أكد خالد المصري المتحدث الأعلامى باسم الحركة أن قرار التراجع جاء من اجل ضمان عدم الاستغلال الاعلامى الخاطئ لتظاهرات الحركة من اجل الترويج لنزول المتظاهرين للمطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسى إلى منصبه مرة أخرى , وتجنباً لوقوع اى مشادات بين الطرفين خاصة مع دعوة انصار الرئيس مرسى إلى التظاهر غداً للمطالبة بعودته إلى منصبه .
وأضاف المصري الحركة سوف تدرس كيفية الرد المناسبة على قرار الإفراج عن مبارك والتى تراها مفتوحة تماماً اما الخيار القانونى أو الخيار الشعبي بالتظاهر ضد براءته , مطالبة كافة القوى السياسية والشعب المصري إلى التراجع عن النزول غداً والعودة إلى التنسيق بين كافة القوى السياسية للوصول إلى رد سياسى وشعبى موحد وقوى ضد براءة مبارك.
اما شباب من اجل العدالة والحرية فقد تمسكت بدعوتها الشعب المصري إلى التظاهر امام دار القضاء العالى من أجل المطالبة بإعادة محاكمة الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك , مؤكدة أن براءة مبارك هى انتكاسة للثورة المصري التي طالب بمحاكمة قتلة الشهداء ومحاكمة من قاموا بإفساد الوعى السياسيى المصري وقاموا بإهانة الشعب المصري وسرقته على مدار اعوام طوال.
في حين أكد كلاً من منى عزت المتحدثة الإعلامية باسم التحالف الشعبي الأشتراكى وحسام مؤنس المتحدث الأعلامى باسم التيار الشعبي عدم مشاركة الحزب أو التيار في اى من فعاليات ، اليوم الجمعة ، تجنباً لاستغلال تواجدهم في الشارع من اجل التأثير على الرأى العام , ومن أجل تجنب وقوع اشتباكات بين المتظاهرين من القوى الثورية وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين , مؤكدين ان اية خطوات جديدة من جانبهم ضد قرار المحكمة ببراءة مبارك سوف تتم عقب التشاور الداخلى لكياناتهم .