قضت محكمة أمريكية بمعاقبة نيجيري ، متّهم بمحاولة تفجير طائرة أمريكية في ليلة عيد الميلاد عام 2009 ، بالسجن مدى الحياة. وقد اعترف عمر فاروق عبد المطلب ، البالغ من العمر 25 سنة ، بأنه حاول تفجير الطائرة في عملية وُصفت بأنها انتحارية لحساب تنظيم القاعدة. وقد دعت عائلته الحكومة الأمريكية إلى مراجعة العقوبة. وكان عبد المطلب قد أُصيب بحروق عندما فشل في السيطرة بشكل كامل على المتفجرات التي كانت مخبأة في ملابسة الداخلية. وكانت الطائرة الأمريكية متجّهة في رحلة من مدينة أمستردام الهولندية إلى ديترويت الأمريكية وعلى متنها نحو ثلاثمئة راكب. وقد حضر بعض من ركاب الطائرة جلسة المحاكمة التي أعلنت فيها القاضية الفيدرالية نانسي إدموندز الحكم السابق. وقالت نانسي إن محاولة عبد المطلب الفاشلة "عمل إرهابي لم يكن من الممكن التسامح معه". وقد واجه الشاب النيجيري ، الذي كان يدرس الهندسة في جامعة "لندن كوليدج" ، ثمانية اتهامات من بينها الإرهاب والشروع في القتل. وكان تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ، والذي يتخذ من اليمن مقراً له ، قد أعلن أنه وراء هذا الهجوم الفاشل. مراجعة الحكم عائلة عبد المطلب تطالب بمراجعة الحكم على نجلها بالسجن مدى الحياة وقد تلقت بي بي سي بياناً من عائلة الشاب النيجيري قالت فيه "إنهم يشكرون الله لعدم سقوط ضحايا في العملية التي وقعت في عام 2009". وطالبت عائلة عبد المطلب "وزارة العدل الأمريكية بمراجعة الحكم بالسجن مدى الحياة" كما دعوا "الحكومة النيجيرية بمساندتهم ومخاطبة السلطات الأمريكية لإعادة النظر في قرار المحكمة." وقبيل النطق بالحكم دفع أنتوني تشامبرز مساعد محامي الدفاع بعدم قانونية الحكم على عمر فاروق عبد المطلب بالسجن مدى الحياة طالما لم يصب أي من الركاب بأذى. وقال تشامبرز: "لم يلقى أي من الركاب مصرعه في المحاولة ، كما لم يتعرض أي منهم لأي إصابة مهددة للحياة". لكن مدعين قالوا إن صدور حكم بالسجن مدى الحياة مبرر لأن المحاولة الفاشلة أثارت الخوف لدى العامة ، وكبدت المطارات خسائر مادية نتيجة فرض مزيد من الإجراءات الأمنية. وخلال جلسات المحاكمة استمعت القاضية إلى إفادات بعض شهود العيان الذين قالوا إن الهجوم الفاشل أدى إلى تغيير أنماط حياتهم للأبد. وقد عُرض أثناء الجلسات شريط مصور من مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي أي" الأمريكي وقت حدوث التفجير ، وبينما كان يعرض الشريط كان عبد المطلب يهتف "الله أكبر" وقد دافع عمر فاروق عبد المطلب عن نفسه ، بعدما استغنى عن خدمات محاميه ، قائلاً "إن المجاهدين فخورون به لأنه يقاتل في سبيل الله" مضيفاً إن "الله يخبرهم بذلك في القرآن". وأشار فاروق عبد المطلب أن حياته وحياة آخرين من المسلمين "تغيرت بفعل الهجمات التي يتعرض لها المدنيون الأبرياء" ، وذلك في رد على إفادات بعض شهود العيان. إجراءات أمنية جديدة وكان عبد المطلب قد اتهم بمحاولة استخدام سلاح دمار شامل، وبخمس جرائم أخرى، لإسقاط طائرة كان يستقلها ونحو 300 شخص عند اقترابها من مدينة ديترويت الامريكية عشية عيد الميلاد في ديسمبر/ كانون الاول من عام 2009. وتجدر الاشارة الى ان محاولة عبد المطلب الفاشلة تفجير الطائرة قد دفعت ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما الى تشديد الاجراءات الامنية على الطيران المدني. وأعلن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، عن مراجعة شاملة لإجراءات الأمن في المطارات الأمريكية والدولية بعدما اتضح وجود ثغرات أمنية واستخباراتية. وقال أوباما إنني "أتحمل مسؤولية ما جرى في نهاية المطاف". وتابع أوباما بعد إصدار تقريرين أمنيين بشأن محاولة التفجير إن أجهزة الاستخبارات لم تقم بعملها بشكل صحيح من حيث ربط البيانات مع بعضهما. وأضافت السلطات الأمريكية عشرات الأسماء إلى قائمة الأشخاص الممنوعين من السفر على متن الطائرات الأمريكية أو المتجهة إلى الولاياتالمتحدة.