* حسن نافعة: السعودية طلبت التفاوض مع إيران بعد إدراكها أهمية طهران في إنهاء الأزمة السورية * طارق فهمي: ورقة ضغط على أمريكا مع قرب مراجعة الاتفاق النووي بين واشنطنوطهران * جهاد عودة: السعودية تلقي "طوق نجاة" لإيران بدعوتها للتفاوض * - غطاس: السعودية قطعت الطريق على أمريكا بدعوة إيران للتفاوض..والخليج أدرك أن واشنطن تستخدم طهران كفزاعة لهم دعا وزير الخارجية السعودى سعود الفيصل نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، فى أى وقت يراه الأخير مناسبا، للتفاوض والحديث مع إيران. وقال الفيصل إن المملكة وجهت الدعوة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لزيارة السعودية مضيفا، أن «المملكة مستعدة لاستقباله فى أى وقت يراه مناسبا له، كما أننا مستعدون للتفاوض والحديث مع إيران. أكد الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بمركز الأهرام الاستراتيجي، أن دعوة السعودية ايران للتفاوض هدفها وضع استراتيجية تنسيق في مواجهة الولاياتالمتحدةالأمريكية وذلك مع قرب مراجعة الاتفاق النووي الإيراني الأمريكي. وأضاف في تصريح ل"صدى البلد"، ان السعودية تريد ان تنقل الى الولاياتالمتحدة انها طرف فاعل في المنطقة وأمن المنطقة من امنها. مشيرا الى ان هناك اتصالات سعودية دولية في كل الاتجاهات خلال الفترة الماضية لمواجهة المخططات الامريكية . واعلن العاهل السعودي ابلغ اوباما خلال زيارة الاخير للسعودية ان السعودية لن تقبل بأن تكون خارج اي اتفاق ايراني أمريكي وأنها لابد ان تكون في الصورة . وأوضح فهمي ان ايران قبلت دعوة وزير الخارجية السعودي ايضا بهدف ابلاغ واشنطن انهم يملكون اوراق ضغط في المنطقة. أكد الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية أن دعوة السعودية لإيران للتفاوض هي خطوة مهمة جداً خلال الفترة الحالية مشيراً إلى أن هذا له علاقة بما يحدث في سوريا وأن السعودية بدأت تقتنع أن استمرار النزاع المسلح في سوريا لن يحل الأزمة وليس في صالح المنطقة بأكملها . وأضاف نافعة في تصريح ل"صدى البلد" أن المحور الأساسي في هذه المفاوضات سيكون الأزمة السورية لأن إيران ستسهم بشكل كبير في تسوية الأزمة لأن حدوث خلخلة أو انفراجة في الأزمة السورية سيؤدي بالتأكيد إلى حدوث انفراجة في أزمات أخرى وكثيرة . وأوضح ان السعودية طلبت منذ يومين لانعقاد مجلس الجامعة العربية ثم تراجعت مرة أخرى وهذا تأكيد أن السعودية أدركت أن إيران لها دور كبير بالمنطقة ويجب ان تكون موجودة كجزء من حل المشكلة . وقال أستاذ العلوم السياسية اعتقد انه سيتم الإعلان عن صفقة كبيرة بين البلدين قريبا بعد هذا التفاوض وستعد هذه الصفقة بمثابة نقطة انطلاق للعلاقة بين البلدين. قال الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلاقات الدولية: إن طلب السعودية، التفاوض مع إيران خطوة ليست مفاجأة، مشيرًا إلى أن الدولتين بينهما اتفاقية أمنية قديمة وبينهما بعثات دبلوماسية متبادلة. وأضاف في تصريح ل"صدى البلد" أن الخارجية السعودية، تسير بخطى ناجحة بكل المقاييس بقيادة وزير الخارجية سعود الفيصل الرجل المحنك خاصة على المستويين الدولي والإقليمي. وأوضح عودة أن هذا التفاوض بين البلدين هدفه وضع مستقبل المنطقة الجديد وأعتقد أن إسرائيل وتركيا ومصر يترقبون هذا الاجتماع لمعرفة نتائجه. وأكد أستاذ العلاقات الدولية أن الأزمة السورية التى يختلف عليها البلدان لن تكون عائقًا في هذه المفاوضات، بعد أن أعلنت الولاياتالمتحدة انها لن توجه ضربة عسكرية لسوريا. وأشار إلى أن دعوة السعودية إيران للتفاوض تعبر بمثابة طوق النجاة لها، بسبب المأزق الإقليمي التى تتعرض له منذ فترة وسيكون انطلاقة جديدة في العلاقات بين طهران والرياض . وتساءل "عودة": ماذا أعدت مصر لتقدمه في النظام الإقليمي الجديد باعتبارها الدولة المحورية في المنطقة العربية؟ وتابع أعتقد ان دور وزارة الخارجية المصرية الضعيف في القترة الحالية لن يكون لديه الحلول او المقترحات التى من الممكن تقديمها. أكد الدكتور سمير غطاس المتخصص في الشئون الإيرانية، أن دعوة المملكة العربية السعودية ايران للتفاوض هي خطوة استراتيجية استباقية تعكس نضج الدبلوماسية السعودية لقطع الطريق على الأمريكان،مشيرا الى ان دول الخليج أدركت تماما ان أمريكا تستخدم الايرانيين كفزاعة لهم . وأضاف في تصريح ل"صدى البلد" أن الامريكان حسنوا علاقتهم بايران بعد سقوط النظام الحاكم في مصر وأيضا للتلويح بها في وجه الخليج . وتابع : "اعتقد أن زيارة وزير الدفاع الأمريكي قد يكون لها علاقة بهذه الخطوة السعودية، ليس لأن وزير الدفاع طلب ذلك ولكن قد يكون لوح بإيران خلال مباحثاته مع الجانب السعودي وبناء عليه اتخذت السعودية هذا القرار" . وقال غطاس أن الإيرانيين سيقبلوا الدعوة فورا لأن السعودية بالنسبة لهم طوق نجاة من ناحية تخفيف الحصار المفروض عليهم وتحصيل مكاسب سياسية تقوي موقفهم دوليا . وعن دعم ايران لنظام بشار الأسد في سوريا ودعم السعودية للمعارضة أوضح الخبير في الشأن الإيراني أن نقاط الخلاف في العلاقات السياسية بين الدول تنحى جانبا حال التفاوض بين الدول والدليل على ذلك ان كل دول العالم بينها نقاط خلاف ونقاط اتفاق ولكن كل دولة تبحث عن مصلحتها في النهاية بغض النظر عن الخلافات وأعتقد ان الاجتماع المنتظر بين البلدين لن يتطرق للملف السورى.