يشهد حزب المصريين الأحرار صراعا داخليا بين عدد من النواب وعصام خليل، رئيس الحزب، والمهندس نجيب ساويرس، المؤسس؛ بسبب محاولات السيطرة على بعض نواب الحزب والتحكم في مواقفهم السياسية وعدد من القضايا المطروحة داخل البرلمان. وآخر الصراعات، ما حدث مع النائبة نادية هنري، أمينة المرأة بالحزب، التي استقالت من منصبها داخل الحزب وعضويتها بالهيئة العليا؛ بعد صراع طويل مع الدكتور عصام خليل؛ لمحاولاته التدخل في عملها، سواء كنائبة برلمانية أو الفعاليات التي تنظمها كأمنية لجنة المرأة ب"المصريين الأحرار". وكشف مصدر داخل الحزب عن مشادة حدثت بين هنري وخليل عبر الهاتف، وتطورت حتى وصلت لتقديم استقالتها من منصبها وتجميد عضويتها بالهيئة العليا، مضيفا أن عددا من النواب حاول تهدئة الأوضاع بين الطرفين، لكن هنري أصرت علي الاستقالة من جميع المناصب التي تتولاها داخل الحزب مع البقاء على عضويتها فقط؛ حتى لا تتعرض للفصل من مجلس النواب بسبب تغيير صفتها الحزبية. وعلى جانب آخر، كشف نائب برلماني عن الحزب، وجود أزمة مالية طاحنة؛ بسبب عدم دفع ساويرس مصروفات الحزب خلال الفترة الماضية، سواء إيجار المقرات بعدد من محافظات الصعيد ووجه بحري أو عدم دفع رواتب العاملين بالحزب منذ 3 أشهر، الأمر الذي دفع بعض العاملين للشكوى إلي النواب ومطالبتهم التوسط لدفع رواتبهم، لافتا إلى اهتمام ساويرس بالمقرات الرئيسية الموجودة في وسط البلد فقط، وتجاهل مقار الحزب في المحافظات. وأَضاف النائب – الذي فضل عدم ذكر اسمه- أن حجم المشاكل الموجود في الحزب يزداد كل يوم، في ظل حالة التفكك الموجودة، وأنه حاول الاستقالة أكثر من مرة، لكنه تراجع خشية فصله من مجلس النواب، مؤكدا أن المهندس نجيب ساويرس أصبح منشغلا بعدد من القضايا ومحاولة السيطرة علي النواب فقط، دون الاهتمام بالحزب وتوسيع نشاطه على أرض الواقع، والتواصل مع المواطن عن طريق العمل الحزبي. وتابع: "الحزب ليس له تواجد فعلي بين المواطنين في الشارع، وكل ما يفعله القادة الظهور في وسائل الإعلام والترويج لفكرة أن المصريين الأحرار رقم واحد في مصر، لكنها مجرد خدعة للمواطن، مؤكدا أنه بدأ التواصل مع وسائل الإعلام كنائب مستقبل، وليس عن المصريين الأحرار، المحسوب على رجل الأعمال نجيب ساويرس المكروه في الشارع". من جانبها، قالت النائبة نادية هنري، إنها استقالت من جميع المناصب التي كانت تتولاها في الحزب، من بينها أمانة المرأة؛ بسبب عدد من المشاكل والتحديات الموجودة داخل الحزب، وإنها لم تستطع تحقيق ما تتمني؛ لعدم توافر الإمكانيات اللازمة للنهوض بدور المرأة، سواء في الحزب أو المجتمع، مضيفة أنها نظمت العديد من المبادرات أثناء توليها رئاسة الأمانة، واستطعت أن تقوم بدور جيد يشهد له الجميع، لكن تغيرت الظروف ولم تستطع الاستمرار في الحزب. وأكد شهاب وجيه، المتحدث الرسمي ل"المصريين الأحرار"، أن الحزب كغيره من الأحزاب السياسية يعاني من قلة الموارد المالية، لكن لم تصل إلي حد عدم صرف رواتب العاملين أو تأخر دفع قيمة المقرات، التي تعد أحد المصروفات الأساسية داخل الحزب. وعن استقالة نادية هنري من أمانة المرأة، أوضح أن النائبة فضلت ترك المنصب في هذه المرحلة، وأن أسبابا خاصة دفعها إلي الاستقالة.