دائمًا كانت مصر في حاجة ماسة إلى شباب متميز لديه القدرة على المشاركة في المشهد السياسي من خلال خلفية معرفية صحيحة، والقدرة على تولي المناصب الرسمية، والتمثيل المشرف فى المجالس النيابية والمشاركة في بناء الدولة الحديثة. ومن وقت لآخر تخرج علينا الدولة الممثلة في مؤسسة الرئاسة أو الوزراء، بدعوة شباب الثورتين 25 يناير و30 يونيو، للمشاركة الحقيقية في الحياة السياسية، إلا أن الوضع الحالي مازال يرفع شعار"الغموض وعدم الشفافية". ويتزامن الإعلان عن مسابقة تعيين مساعدين للمحافظين والوزراء من الشباب الأسبوع المقبل، مع تأخر حركة المحافظين، وهو ما كان سببا له، كما صرح بذلك اللواء عادل لبيب، وزير التنمية المحلية. وسيتم الإعلان عن المسابقة فى المحافظات اعتبارًا من الأحد المقبل، على أن تستمر لمدة 4 أيام، وتعد اهم الشروط التى سيتم الاختيار على اساسها، الحصول على مؤهل عالٍ ولا يزيد العمر عن 40 عامًا وأن يكون لدى المرشح أكثر من لغة فضلاً عن خبرته فى التواصل المجتمعى وقدرته على الإدارة إلى جانب خبراته القيادية، وإجادته للاختبار الذى ستعقده المحافظة عند إجراء المقابلات الشخصية، وشرط أساسى أن يكون من العاملين فى الإدارة المحلية سواء فى دواوين العموم للمحافظات أو الوحدات المحلية داخل المحافظات. وعن ذلك يقول محمد فؤاد القيادي بحركة شباب 6 إبريل"الديمقراطية " إن المشكلة التى تقع فيها الدولة هي اختيار شباب بعينهم من أجل مناصب معينة، وهذا يعد نوعا من استقطاب الشباب، مشيرًا إلى أن الحركة ترفض المناصب لان مصلحتنا هي مصلحة الوطن وليس تحقيق المصالح الشخصية. وأكد "فؤاد " أن تمكين الشباب لابد أن يكون بأسس واضحة الملامح، عن طريق الجلوس مع كل طرف على حدة، للوصول إلى نقطة تلاقي، لا سيما في ظل وجود اختلافات كبيرة بين الشباب. وتابع القيادي بحركة 6 إبريل:" القرارات في مصر لا تنفذ برغم وجود أفكار بنّاءة بشكل مستمر". فيما أوضح هاشم يحيي، عضو ائتلاف شباب ثورة الغضب المصرية، أن الشباب لا يريدون الغنائم التى تعرضها الحكومة كأنها منحة لهم وليست حقا، مشيرًا إلى أن الشباب الذي سيتم اختياره لابد أن يتحمل مسئولية الوطن. وتابع يحيي:"الشباب الذين سيتولون المناصب القيادية في مصر لابد أن يكونوا على قدر من المسئولية لتهيئة البلد إلى الأفضل، فمصر بحاجة إلى قيادات شبابية من الثوريين المخلصين، واحتواؤه بعد فشل السياسات الحالية فى احتواء الوطن وأزماته. من الناحية السياسية قال دكتور حسن عتمان أستاذ السياسة بجامعة المنصورة، إن الحكومة عليها أن تفي بوعودها وتولى شابا أو اثنين في مناصب قيادية، إلى جانب عقد برلمان لشباب يكون له نفس دور البرلمان الحقيقي ولكنه يمثل طموحات الشباب وأهدافهم فقط. وعبر "عتمان" عن استيائه من تأجيل تنفيذ المفوضية، بسبب خشية الحكومة الانتقالية من اتخاذ قرارات مهمة والانتظار لحين انتخاب البرلمان، برغم أن تمكين الشباب جزء من خارطة الطريق.