قرأت أن هناك اقتراحا لتدشين مفوضية وطنية تتبع مجلس الوزراء تتولي التخطيط للشباب ومساعدتهم في العمل وتحويلهم من مرحلة المعرفة الي التمكين والقيادة وتولي المسئولية في جميع مؤسسات الدولة..جاء ذلك خلال الاجتماع الذي شارك فيه العديد من القوي الشبابية والحركات الثورية في حضور الدكتور مصطفي حجازي المستشار السياسي لرئيس الجمهورية الذي أيد الاقتراح للنهوض بشباب مصر, الذين هم مستقبلها وأحسب أنه جاء في الوقت المناسب في ظل الظروف التي تمر بها البلاد التي هي في حاجة ماسة إلي شباب متميز لديه القدرة علي المشاركة في المشهد السياسي من خلال خلفية معرفية صحيحة والقدرة أيضا علي تولي المناصب الرسمية والتمثيل المشرف بالمجالس النيابية والمشاركة في بناء الدولة الحديثة وإدارة شئونها, وفي اعتقادي أن هذه المفوضية ينبغي أن تشرك الجامعات في هذا المجال حيث إن جامعات مصر تحظي بشباب لديه الحماس والانتماء للوطن والحرص علي المشاركة السياسية ومواجهة التحديات من خلال مسارات قانونية صحيحة بعيدا عن الاتجاهات الحزبية المختلفة. ويأتي دور الجامعة في هذا الصدد لتأكيد مسئوليتها نحو الرؤية النافذة عن التنمية الثقافية لطلابها خاصة التركيز علي توعيتهم السياسية بدعوة كبار رجال السياسة للقاء الطلاب بالجامعات لزيادة وعيهم السياسي بالفكر المستنير وتزويدهم بالملامح والركائز, وكذلك العمل علي التوازن بين العمل السياسي وممارسة الحياة المطلوبة من تعليم وعمل وإنتاج وزراعة وصناعة وتجارة..وما شابه ذلك, كما ينبغي إعداد وتنفيذ دورات تدريبية للطلاب خلال الاجازة الصيفية لتنمية فكرهم واهتماماتهم السياسية وتصاحب ذلك زيارات ميدانية للطلاب الي مواقع الدولة السياسية بمختلف تخصصاتها حتي يكون هناك تطبيق عملي ومشاهدة علي ما اكتسبه الطالب نظريا. وفي ضوء المتغيرات المصاحبة للحراك الشبابي الطلابي ينبغي عقد برلمان لشباب الجامعات يحاكي البرلمان لتعريف الطالب بنشأة البرلمان وقوامه ورسالته وأهدافه وآليات الانتخابات حيث يهدف هذا الي تدعيم حرية الممارسة السياسية وتنمية الوعي السياسي لدي شباب الجامعات والتدريب العملي علي كيفية التحاور مع الآخر وعرض طلبات الإحاطة لدي البرلمان والقدرة علي العمل السياسي البناء الذي سيكون له أبلغ الأثر وصدور التشريعات ومراقبة العمل في جميع قطاعات الدولة والعمل علي صياغة ورسم السياسات المستقبلية للمجتمع للوصول بمصر الي مكانة رفيعة المستوي. ومما سبق نجد أنه ينبغي تضمين عمل المفوضية الشبابية المقترحة سالفة الذكر دعم هذا المجال لدي الجامعات المصرية إداريا وماليا حتي نستطيع في النهاية الحصول علي قادة يساهمون مساهمة فعالة بأفكارهم ورؤاهم السياسية في تهيئة الأمة المصرية لمستقبل أفضل والتطلع الي غد مشرق, وأحسب أن هذه المفوضية تستطيع استقبال هؤلاء الخريجين وتوظيف ما اكتسبوه داخل أروقة الجامعة من خبرة ووعي وحس سياسي في المسارات الصحيحة وتوظيفهم في مواقع العمل السياسي علي مستوي الدولة بما يتفق وقدرة وكفاءة كل خريج. د. حسن علي عتمان نائب رئيس جامعة المنصورة