قال الموسيقار حلمى بكر أنه قدم 1500 عمل موسيقى على مدار 51 عاما على مدار مشواره كملحن ، حيث عاصر جميع عمالقة التلحين و فى مقدمتهم محمد عبد الوهاب ومحمد الموجى والقصبجى . وقال بكر فى حوار أجرته وكالة أنباء الشرق الأوسط بمناسبة عيد ميلاده الموافق 6 ديسمبر ، إن محمد عبد الوهاب كان نقطة فارقة فى حياته الفنية ، حيث استطاع أن يتعلم منه القدرة على الإبداع وليس التقليد ، موضحاأن الملحن يحفر تاريخه بيده من خلال ترك بصمة سمعية جميلة تعيش وتجدد على مدار الأيام . وعن سؤاله عن تحمله المسؤولية فى انهيار الأغنية العربية ، قال أتحمل المسؤولية عندما أصبح مسؤولا أستطيع اتخاذ القرار ، ولكن العشوائية فى الغناء قضت على كل المساعى من أجل إنقاذ الأغنية العربية ، مضيفا أن الأغنية العربية تحتاج إلى ثورة مثل ثورة 25 نياير . وعن سؤاله حول ترشحه لنقابة الموسيقيين خلال الدورة المقبلة ، كشف بكر أنها مسؤولية لا يستطيع تحملها لعدم القدرة على تغيير مسار أصبح محفوفا بالمخاطر وبه ألغام تجعلك تعجز عن تقديم عمل جيد وتوقف مسيرتك الفنية ، وتبقى تاريخك فى ذاكرة النسيان . وفى سؤال عن أهم الملحنين الذين يستطيعون استكمال مسيرته الفنية ، قال إن الملحن الوحيد الذى يستطيع تحمل المسؤولية ” عمار الشريعى “وبعده ” فاروق الشرنوبى” ، موضحا أن هناك جيلا كاملا من الشباب يحاول أن يحفر اسمه من خلال التجديد على الطريقة الغربية . وعن أهم أعماله التى قدمها ، أضاف أنه قدم 48 مسرحية “ميوزيك شو” وهى لغة المسرح الحديث وهو ما يطلق عليه فى الماضى “الأوبريت” ومنها مسرحية “سندريلا” و”جولييت “. وعن أهم أعماله الفنية التى يقدمها خلال الفترة الحالية ، قال الموسيقار حلمى بكر أنه يقدم مشروعا فنيا خلال الفترة الحالية من خلال صوتين هما ” أحمد الجراح وكارمن ” ، موضحا أنهما صوتان يقدمان الأغنية بالعربية والإنجليزية، وسيكونان نقطة فارقة فى تاريخ الأغنية العربية من خلال تقديمهما أغنيات تحمل الحان الزمن الجميل والإبداع الشرقى والتجديد للغة المستقبل . وعن سؤاله عن حالة التلحين فى الوقت الحالى ، قال إن التلحين الآن مهنة لمن لا مهنة له ، موضحا أن الجميع يقوم حاليا بالتلحين والغناء وكتابة الكلمات فى نفس الوقت بالرغم من جهله وعدم قدرته على كتابة سطرين بالحروف الأبجدية . وأضاف أنه “يبكى” عندما يسمع صوتا جميلا فى هذه العشوائية وعدم قدرته ترك بصمة بالرغم من أصالة ألحانه وقوة كلماته وعذوبة صوته ، موضحا أنه عاصر عمالقة الغناء الذين حولوا الغناء العربى من الماضى إلى المستقبل بدليل أن الجميع يسمع صوت أم كلثوم ونجاة ووردة وأسمهان . ووأضح أن نجاة الصغيرة وعبدالحليم ووردة وأصالة قدموا حالة فريدة من الغناء لا تتكرر مرة أخرى ، موضحا أن مدحت صالح صوت جميل ولكن الرياح كانت عكس تياره الغنائى . وقال حلمى بكر إنه لحن للفنان محمد رشدى ثلاث أغنيات على مدى تاريخه الفنى وجاءت فى المرتبة الثانية وردة والثالثه نجاة الصغيرة ، موضحا أن عبد الحليم حافظ كان مشروعا غنائيا كبيرا ولكن القدر لم يمهله لتقديم المزيد من العطاء. وأضاف بكر أن الأغنية العربية أصبحت تمر بمأزق خطير يحتاج إلى تغيير مسار مثل نهر النيل بعد “غوغائية” الصوت واللحن الردىء والكلمات “المبتذلة” حلمى بكر ولد فى 6 ديسمبر عام 1937 بحى حدائق القبة بالقاهرة ، واكتشف العديد من المواهب الصوتية المصرية ولحن الكثير من الأغاني الناجحة ،حيث قدم 48 مسرحية غنائية ابتداء من (سيدتي الجميلة) للمهندس وشويكار و(حواديت) و(موسيقى فى الحى الشرقى) لثلاثى أضواء المسرح وعددا كبيرا من المسرحيات السياسية والنقدية ، كما قدم (تترات) 215 فيلما غنائيا سواء موسيقى تصويرية في الأفلام ومن بينها (جفت الدموع) و(الزوج العازب) و(تحياتى لأستاذى العزيز) . قدم أيضا (فوازير رمضان) لمدة 17عاما متتالية ابتداء بثلاثى أضواء المسرح ومرورا بنيللى (الخاطبة وعروستى وأم العريف) وابتكر شخصية (فطوطة) لسمير غانم فكانت فكرته فى التنفيذ، وأخذها من (بن بطوطة) وكذلك فوازير (حول العالم) لشريهان و(المناسبات) ليحيى الفخرانى وصابرين وهالة فؤاد وكذلك (قيما وسيما) للوسى ، بالإضافة إلى تيترات نحو 55 مسلسلا تليفزيونيا وعشرات المسلسلات الإذاعية ، وكان بصدد التلحين لأم كلثوم قبل وفاتها .