قالت منظمة " بلانت نون فيولنس إن عملية الدعم والتسليح التي تقدمها الدول الغربية وبعض دول الخليج إلى المعارضة السورية يجذب انتباهنا إلى إسرائيل وأجندتها التوسعية التي ترغب في خلق عدو داخلي من أجل إضعاف الدول المنافسة لها في المنطقة. وأوضحت المنظمة على موقعها باللغة الفرنسية اليوم أن الفوضى التي نراها الآن في سوريا كانت إسرائيل تعد لها منذ بضعة سنين من أجل تنفيذ حلمها، بالإضافة إلى السيطرة على الموارد الطبيعية الموجودة في البلاد المجاورة بالإضافة إلى إضعاف أعدائها في المنطقة، مستشهدا بما قالته النائبة الإيرالندية أمام برلمانها بأن الرئيس الأمريكي هو منافق القرن الواحد والعشرين كما أنه مجرم حرب. وأشارت المنظمة إلى أن أوباما وسياسته الإجرامية ما هو إلى أداة في خدمة اليهود ومطالبهم الذين يسعون إلى نشر الفوضى وجعل الدول العربية تضعف بعضها ببعض بدلا من التدخل العسكري. فقد صرح جهاز الاستخبارات العسكرية السابق "عاموس يادلين" أمام الجميع أثناء "منتدى حول سياسة إسرائيل" عقد في فبراير 2013 أن الجيش السوري الذي يعتبر التهديد الأكبر لإسرائيل يتعرض لعملية إضعاف، بل والتفكيك، مشيرا إلى أن اسرائيل تضع في اعتبارها خطر تواجد " القاعدة " على الحدود معها، غير أنه من وجهة نظر عسكرية، فإن دولة " القاعدة " أو دولة شبيهة بالصومال ستكون أقل خطورة بكثير من جيش نظامي سوري. وأوضحت "بلانت نون فيولنس" أن الهدف الرئيسي للإدارة الصهيونية في الأزمة السورية هو السيطرة وتأمين مصادر المياه في المنطقة، فعقب المؤتمر الذي عقدته الحركة الصهيونية في باريس 1919 فقد صرح حاييم ويزمان أنه من المهم قبل إقامة دولة إسرائيل تأمين المنابع المائية التي تمر مجراها من داخل فلسطين، بل والتحكم في هذه المصادر، فكما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "لفي أشكول"إن الماء هي الدم الذي يسير في شريان الأمة ". ولفتت المنظمة إلى أن اسرائيل تعرضت في الفترة من 1990 إلى 1991 لجفاف شديد، وهذا ما دفعها بعد ذلك إلى التفاوض مع تركيا الغنية بالماء حول تصدير الأخيرة حوالي 50 مليار متر مكعب من الماء لإسرائيل عبر سفن بها خزانات مياه، غير أن هذه الخطة لاقت صعوبات كبيرة. وحينما تولى بشار الأسد الحكم خلفا لوالده في سبتمبر 2000، حيث قدمت إسرائيل طلبا بالسماح بإنشاء أنابيب نقل مياه داخل الأرضي السورية لنقل المياه من تركيا إلى إسرائيل، غير أن الأسد علم أن هذا سيخلق تعاونا عسكريا وسياسيا ضد بلاده. وكشفت " بلانت نون فيولنس " إلى أن الإسرائيليين يلعبون دورا مهما في توجيه السياسة الأمريكية لخدمتهم، فاليهودي – الأمريكي حاييم سابان الذي عمل على تحويل الإعلام الأمريكي لخدمة إسرائيل، كما أنشأ " مركز سابان حول السياسة في الشرق الأوسط " الذي كان يمد الحكومة الأمريكية بالتقارير حول الوضع في سوريا خاصة حول استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية. واختتمت "بلانت نون فيولنس" أن القائمة الإسرائيلية طويلة ودموية، فسوريا ما هي إلا نقطة البداية لهذه السياسة المجدية ألا وهي سياسة نشر الفوضى.