ذكر موقع منظمة " بلانت نون فيولنس" اليوم أن التحالف القطري السعودي التركي ضد النظام السوري الحالي يرجع إلى خلافات حول موارد الطاقة من بترول وغاز طبيعي، وكشفت المنظمة أن سوريا تمتلك وفق تقديرات عام 2010 ما يقارب 2 مليار و500 مليون برميل بترول بالإضافة إلى مخزون هائل من الغاز الطبيعي. وأشارت "بلانت نون فيولنس" أو " كوكب بلا عنف " إلى أن سوريا تعتبر الطريق المفضل أو السهل لتصدير الغاز الطبيعي الذي تمتلكه ممالك الخليج إلى دول غرب أوروبا الأكثر استهلاكا للمصادر البترولية عبر تركيا. وفي عام 2009 أجرت تركيا وقطر مفاوضات مع المملكة العربية السعودية من أجل بناء خط أنابيب يبدأ من قطر ثم السعودية مرورا بسوريا ثم تركيا التي يوجد فيها بالفعل خط جاهز لتصدير الغاز إلى أوروبا وهو خط " نابوكو "، لكن العقبة التي كانت أمامهم هو بشار الأسد. وأوضحت " بلانت نون فيولنس " أن قطر كانت تنوي أن يبدأ خط الغاز من موقعها الغازي " القبة الشمالية " الذي يقع أسفل الخليج العربي ويعتبر ثالث أكبر مخزون غازي في العالم إذ يضم ما يعادل 900 ألف مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، وكان يقابل " القبة الشمالية " من الجانب الآخر موقع غاز إيراني يسمى " جنوبإيران " ويعتبر أيضا من أكبر المواقع الغازية العالمية. وفي عام 2011 طلبت قطر من الرئيس السوري بشار الأسد إقامة هذا الخط الغازي لنقل الغاز الطبيعي القطري إلى تركيا ثم إلى أوروبا، غير أن الأسد رفض وتحدى قطر بقيامه بالاتفاق مع إيران والعراق من أجل إقامة خط غازي في أراضيه ينقل الغاز الطبيعي الإيراني من موقع " جنوبايران " إلى الدول الأوروبية مباشرة عبر البحر المتوسط. ولفتت " بلانت نون فيولنس " إلى أنه بعد اتخاذ الأسد هذا القرار غرقت سوريا بالمقاتلين التكفيريين الممولين من قطر، واستكملت المنظمة أن قطر تعمل من بضعة أعوام على مضاعفة إنتاجها وتصديرها للغاز الطبيعي، فعلى الرغم من كونها أكبر مصدر عالمي إلا إنها تسعى للسيطرة على السوق العالمي في هذا المجال من خلال برنامج وضعته يستهدف زيادة إنتاجها من 31 مليون إلى 77 مليون طن خاصة أن الاتحاد الأوروبي يدعم شراء الغاز الطبيعي من الشرق الأوسط والاستغناء عن الغاز الطبيعي الروسي الباهظ الثمن. وهذا يفسر تدعيم فرنسا وبريطانيا للمعارضه السورية وسعيها الحثيث لرفع الحظر عن تصدير السلاح لها. وبينت " بلانت نون فيولنس " إلى أن الحرب على سوريا هي مجرد حرب للهيمنة على السوق العالمي لمصادر الطاقة، فهي بالأحرى حرب غاز طبيعي وكل طرف يدافع عن مطامعه ومصالحه سواء كان منتج مصدر " قطر وتركيا "، أو مستهلك مستورد" الاتحاد الأوروبي ". ولكن خلف هذه الطموحات القطرية، تختفي اليد الأمريكية التي تريد مواصلة هيمنتها على مصادر الطاقة والتي نتج عن ذلك سقوط الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ثم العقيد الليبي معمر القذافي.