سخرت منظمة " بلانت نون فيولنس" على موقعها الرسمي من مشاركة فرنسا وإيطاليا وإسبانيا في الجلسة التي عقدها " معهد بازل فوليهان الاقتصادي " مؤخرا في لبنان حول إعادة إعمار سوريا. وأوضحت المنظمة أن هذه الدول التي تقوم بتسليح المعارضة السورية لإطالة الحرب في سوريا وبالتالي استمرار التدمير للدولة العربية شاركت في هذا المؤتمر حتى تستطيع أن تخلق دورا لشركاتها في الإعمار المستقبلي لسوريا المتراوح بين 65 و100 مليار دولار إذا انتهت الحرب في 2015. واستكملت " بلانت نون فيولنس" أن وزير الخارجية الفرنسي لورا فابيوس أصبح يفرك يديه، فالفوضة البناءة التي تتبعها الولاياتالمتحدة وإسرائيل أصبحت مربحة للغاية له. وأشارت المنظمة إلى أنه في الوقت الذي تقوم الولاياتالمتحدة بمناقشة تسليم السلاح للمعارضة السورية ، فإن فرنسا وبريطانيا الذان تمكنا من رفع الحظر عن تسليم السلاح للمعارضة بدءا من شهر أغسطس، بدأ يستعدان مسبقا لضمان إرساء عملية إعمار سوريا لصالح شركاتهم. ولفتت المنظمة إلى أن فرنسا تفكر في الوقت الحالي كيف يمكن لاقتصادها أن يستفيد من التدمير الذي يقع في سوريا، فخلال هذه الجلسة التي حضرها سفراء فرنسا وإسبانيا وإيطاليا ممثلين عن الاتحاد الأوروبي، أوضح باتريس باولي السفير الفرنسي بلبنان أن الشركات الفرنسية التي تتمتع بالنفوذ القوي والكبير في لبنان بدأت تتجهز للمرحلة المقبلة من إعادة إعمار سوريا. واستطردت " بلانت نون فيولنس" قائلة إنه ليس هناك أدنى شك في أن الدول الأوروبية بدأت تتجه لإيجاد أسواق لشركاتها التي تعمل في البناء والاستثمار خاصة مع التراجع في الاقتصاد الأوروبي في الوقت الحالي، لذا فيعد قيام الدول الأوروبية برفع الحظر عن تسليم السلاح، فينبغي أن ننتظر تدميرا أقصر. وفي هذا السياق، أشارت المنظمة إلى أن اقتصاديات الدول الأوروبية خلال العام الحالي دخلت مرحلة الخطر، كما لم يتعد النمو في دول الاتحاد الأوروبي عن 0,3%، فسياسة التقشف التي تطبقها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لإنقاذ اليورو ألحقت خسائر كارثية وتراجع في اقتصاد معظم بلاد الاتحاد. وردا على سؤال حول نظرة فرنسا لما بعد الحرب في سوريا، أجاب باتريس باولي السفير الفرنسي خلال هذه الجلسة قائلا : " بالتأكيد نحن نستعد لفترة إعادة الإعمار "، مشيرا إلى أنه ليس هناك شك في أن الشركات الأوروبية تراقب وتستعد للوقت الذي ستتقدم فيه لهذه المهمة. وأوضحت المنظمة أنه منذ وصول لورا فابيوس ذات الميول الاقتصادية إلى وزارة الخارجية، تم إنشاء قسم يختص بإدارة الشركات والاقتصاد الخارجي، لذا فإن سفراء فرنسا الذين عينهم فابيوس من أجل تحقيق أهداف اقتصادية محددة، سبق وأعلن فابيوس أمام السفراء أن " هدفنا هو مساعدة الشركات الفرنسية على التوسع في الخارج وعلى غزو الأسواق حتى نقلل من العجز التجاري ونخلق فرص عمل للفرنسيين. واختتمت " بلانت نون فيولنس " بأن الدول الأوروبية تسعى لخلق حرب عالمية ثالثة في سوريا من أجل إعادة انعاش اقتصادها.