نتنياهو.. ‬تحت ‬الأرض !!‬

فى الصميم

فى ‬الصباح.. ‬كان ‬نتنياهو ‬يمشى ‬مختالاً ‬فى ‬تل ‬أبيب ‬ترافقه ‬أنباء ‬بدء ‬الإجتياح ‬البرى ‬للحدود ‬اللبنانية، ‬وانتشاء ‬بجرائم ‬الحرب ‬التى ‬ينقل ‬ميدانها ‬من ‬غزة ‬والضفة ‬إلى ‬بيروت.. ‬وبعد ‬ساعات ‬قليلة ‬كان ‬مجرم ‬الحرب ‬يقبع ‬فى ‬مخبئه ‬تحت ‬الأرض ‬هرباً ‬من ‬صواريخ ‬حزب ‬الله ‬‮«‬وهى ‬الأهم‮» ‬ ‬ثم ‬من ‬صواريخ ‬إيران ‬‮«‬الأقوى ‬والأحدث»‬ ‬التى ‬انهالت ‬على ‬كل ‬المراكز ‬العسكرية ‬فى ‬كل ‬أنحاء ‬إسرائيل ‬وأجبرت ‬ملايين ‬السكان ‬إلى ‬اللجوء ‬للمخابئ، ‬وأوقفت ‬الحياة ‬تماماً ‬فى ‬كل ‬إسرائيل!!‬
قلنا ‬إن ‬الحرب ‬مازالت ‬فى ‬البداية.. ‬ومع ‬أول ‬صدام ‬حقيقى ‬انكشفت ‬حقيقة ‬هلاوس ‬نتنياهو، ‬وأدرك ‬الإسرائيليون ‬أن ‬مجرم ‬الحرب ‬يقودهم ‬إلى ‬كارثة ‬حقيقية ‬وليس ‬إلى ‬الأمبراطورية ‬المزعومة ‬التى ‬يرسم ‬حدودها ‬فى ‬خرائطه ‬ثم ‬يهرع ‬للاختباء ‬تحت ‬الأرض ‬هرباً ‬من ‬صواريخ ‬الثأر ‬من ‬جرائمه!!‬
منذ ‬بداية ‬حرب ‬الإبادة ‬الإسرائيلية ‬فى ‬غزة ‬كان ‬الجميع (‬ومصر ‬فى ‬المقدمة) ‬يحذرون ‬من ‬أن ‬استمرار ‬العدوان ‬الهمجى ‬الإسرائيلى ‬سيدفع ‬المنطقة ‬نحو ‬الحرب ‬الشاملة ‬ومع ‬ذلك ‬رفضت ‬إسرائيل ‬كل ‬جهود ‬التهدئة ‬ومع ‬ذلك ‬استمر ‬الدعم ‬الغربى (‬والأمريكى ‬أساساً) ‬ليستمر ‬العدوان ‬ثم ‬لينقل ‬نتنياهو ‬الإرهاب ‬الإسرائيلى ‬إلى ‬لبنان، ‬متوعداً ‬بنشر ‬الإرهاب ‬فى ‬كل ‬المنطقة، ‬ومتباهياً ‬بجرائم ‬حرب ‬واغتيالات ‬ما ‬كانت ‬تتم ‬لولا ‬الدعم (‬أو ‬المشاركة) ‬من ‬قوى ‬أكبر ‬وفرت ‬السلاح ‬والمعلومات ‬وقادت ‬العمليات ‬متوهمة ‬أن ‬الترويع ‬سيخضع ‬الكل ‬ويحقق ‬النصر ‬بدون ‬حرب ‬كبرى!!‬
كانت ‬واشنطون ‬حتى ‬أيام ‬قليلة ‬تحذر ‬من ‬الحرب ‬الشاملة، ‬وسمعنا ‬التحذيرات ‬من ‬كل ‬المؤسسات ‬الأمريكية ‬الكبرى (‬البيت ‬الأبيض ‬والخارجية ‬والبنتاجون) ‬بأن ‬الحرب ‬الشاملة ‬لن ‬تكون ‬لمصلحة ‬إسرائيل ‬وأن ‬غزو ‬لبنان ‬سيكون ‬خطأ ‬فادحاً ‬وكان ‬نتنياهو ‬ على ‬الجانب ‬الآخر ‬ حريصاً ‬على ‬إلقاء ‬كل ‬التحذيرات ‬وراء ‬ظهره، ‬والمعنى ‬فى ‬توسيع ‬الحرب، ‬لنجد ‬واشنطون ‬أخيراً - ‬وكالعادة - ‬تمضى ‬فى ‬الطريق ‬الخطأ ‬، ‬وتبارك ‬جرائم ‬نتنياهو ‬وترى ‬فى ‬توسيع ‬الحرب ‬طريقاً ‬للحل ‬الدبلوماسي(!!)‬
الآن .. ‬يدرك ‬الجميع ‬أن ‬الحرب ‬الشاملة ‬قد ‬بدأت ‬بالفعل ‬منذ ‬قررت ‬إسرائيل ‬نقل ‬إرهابها ‬من ‬فلسطين ‬إلى ‬لبنان. ‬الموقف ‬الآن ‬يعتمد ‬على ‬قرار ‬واشنطون ‬قبل ‬أى ‬طرف ‬آخر. ‬إسرائيل ‬لن ‬تخوض ‬حرباً ‬ضد ‬إيران ‬إلا ‬بموافقة ‬أمريكا ‬ودعهما ‬وإيران ‬حريصة ‬على ‬الإنفراجة ‬الأخيرة ‬فى ‬علاقاتها ‬بأمريكا ‬واجتياح ‬لبنان ‬ثمنه ‬فادح ‬ولن ‬تتحمله ‬إسرائيل ‬التى ‬هربت ‬قياداتها ‬مع ‬نتنياهو ‬من ‬الصواريخ ‬فى ‬أول ‬صدام ‬حقيقى ‬فى ‬الحرب ‬إلى ‬المخبأ ‬المعد ‬تحت ‬الأرض . ‬الجولات ‬القادمة ‬ستكون ‬بالتأكيد ‬أصعب ‬وأخطر ‬بكثير!!‬