"الرئيس سعى لتلميع صورته وسط الاحتجاجات المتصاعدة ضده" "تصوير مرسي للمتظاهرين بالمجرمين من المرجح أن يُعمق العداء في البلاد" "الإصلاحات الاقتصادية التي يريد مرسي تمريرها ستؤدي للمزيد من الاحتجاجات" علقت وكالة أنباء "اسوشيتد برس" على حوار الرئيس المصري محمد مرسي، قائلةً إن المقابلة التلفزيونية يبدو أنها كانت محاولة من الرئيس مرسي لتلميع صورته وسط الاضطرابات الواسعة النطاق والاحتجاجات المنتشرة ضده قُبيل الانتخابات البرلمانية التي ستبدأ في أبريل. وأضافت الوكالة الأمريكية أنه خلال الحوار، الذي أمتد لأكثر من ساعتين وتم بثه بعد منتصف الليل، سعى مرسي لتصوير نفسه على أنه رجل الشعب عبر التحدث عن الفقراء في البلاد ، بينما صور الجماهير الذين يحتجون ضد حكمه بأنهم بلطجية و خارجين عن القانون ومأجورين. وتابعت أن تصوير مرسي للمتظاهرين باعتبارهم مجرمين من المرجح أن يعمق العداء في البلاد المُستقطبة بالفعل بشكل خطير.. مشيرةً إلى تنديد النقاد بتصريحات مرسي باعتبارها مجرد تهديدات تذكر بخطاب سلفه الاستبدادي، حسني مبارك. ولفتت الوكالة إلى أن هذه المقابلة توضح الديناميكية التي ميزت السياسات المصرية طوال الاضطرابات السياسية التي هزت البلاد منذ شهور، فإدارة مرسي، مدعومة من جماعة الإخوان المسلمين، لا تزال لم تقدم أي تنازلات للمعارضة مثلما لم تقدم أيضا شيئا يذكر فيما يتعلق بحل مشاكل البلاد المتفاقمة. وتابعت : فوسط حالة عدم الاستقرار، الاقتصاد المصري يعاني من تدهور مستمر دون رادع ، والإصلاحات الاقتصادية التي يريد مرسي تمريرها بهدوء تدريجيا - بما في ذلك خفض الدعم على الوقود وغيره من المواد - من المرجح أنها لن تؤدي إلا لتأجيج المزيد من الاحتجاجات. ورغم ذلك، أوضحت الوكالة الدولية أن الرئيس المصري، الذي جاء إلى السلطة في يونيو كأول رئيس منتخب في مصر، في حديثه، لم يقدم أي رؤية واضحة لخططه الاقتصادية أو الأمنية وسط تزايد حالة انعدام القانون المتزايدة.. وبدلاً من ذلك، سعى مرسي لكي يظهر بصورة شخصية وطنية لا تتنازل وزعيم رحيم يشعر بمعاناة شعبه. وفي سياق تعليقها على الحوار، لفتت "اسوشيتد برس" إلى أن مقابلة مرسي تأخرت وقتاً طويلاً ، حيث كان من المقرر أن تذاع في الساعة 8 مساء يوم الأحد ولكن لم يتم بثها حتى الساعة 1:30 من صباح يوم الاثنين، مما أثار تكهنات في مصر بأن قادة الإخوان يريدون مشاهدة الحوار أولا. ورأت الوكالة أن لهجة الحوار وأسلوب الأسئلة كانت لينة وناعمة على غرار مقابلات مبارك خلال فترة حكمه، مشيرة إلى أن المذيع المصري الشهير، عمرو الليثي، لم يجادل أو يتحدى كثيرا إجابات السيد مرسي. ففي بعض الأحيان، بدا الليثي وكأنه يحث مرسي لعرض مبادئ حياته، حيث ذكر أن الرئيس ما زال يعيش في شقة مستأجرة بدلاً من الانتقال إلى قصر الرئاسة الفخم ، إلى جانب الإشارة إلى دخل مرسي المحدود في منصبه السابق بوصفه أستاذا في الهندسة في إحدى الجامعات المحلية. Comment *