أعرب البابا تواضروس الثاني في مقابلة مع وكالة أنباء "أسوشيتد برس"، عن رفضه للدستور الجديد بوصفه "تمييزيا"، ورفضه لجولات الحوار الوطنى التي يرعاها الرئيس، معتبرا أنها لا معنى لها. وأكد بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية، على أنه يجب أن ينظر إلى المجتمع المسيحي في مصر على قدم المساواة مع الأغلبية المسلمة ومعالجة شكواهم بصورة أفضل. وقال "تواضروس" في الحوار الذي أجراه مع الوكالة خلال زيارته لدير المحرق بأسيوط: "نحن جزء من تراب هذا الوطن، وامتدادا للفراعنة"، مضيفا: "نعم، نحن أقلية بالمعنى العددي ولكننا لسنا أقلية عندما يتعلق الأمر بالقيمة والتفاعل والتاريخ والحب لوطننا". وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن الموقف السياسي العلني لتواضروس يعكس حراكا جديدا داخل المجتمع القبطي، ففي الماضي كان سلفه - البابا شنودة الثالث - حذرا تجاه توجيه أي انتقادات علنية للقيادة المصرية. وبسؤاله عن مشاركته في الحوار الوطني الذي يرعاه الرئيس مرسي، قال البابا لأسوشيتد برس: "وسوف نشارك بفعالية في أي حوار وطني نرى فيه فائدة للأمة، لكن عندما نجد أن الحوار ينتهي قبل أن يبدأ ولا يتم تنفيذ أيا من نتائجه، بالتأكيد هذا لا يكون فيه مصلحة للأمة". وأوضح البابا تواضروس أنه سعيد برؤية المزيد والمزيد من المسيحيين يشاركون في الحياة السياسية وفي موجة الاحتجاجات التي اجتاحت مصر منذ أوائل عام 2011، مؤكدا على أنه "يجب أن تظل جميع الاحتجاجات سلمية". وانتقد الدستور الجديد للبلاد، الذي جعل حلفاء مرسي من الإسلاميين يصطدمون مع جميع قوى المعارضة من أجل تمريره، مما أثار غضب المعارضين الذين قالوا إن الخطوة تعكس إصرار الإخوان وحلفائهم على فرض طريقتهم دون بناء توافق في الآراء. وقال تواضروس: إن" الرابط المشترك الوحيد بين جميع المصريين هو أنهم جميعا مواطنين.. الدستور يجب أن يكون تحت مظلة المواطنة وليس مظلة دينية"، وأضاف أنه "تم إضفاء ميلا دينيا على بعض البنود وهذا في حد ذاته تمييز لأن الدستور من المفترض أن يوحد ولا يفرق". وأعرب البابا في حواره مع "أسوشيتدبرس" عن أمله في أن يتم حدوث تغييرات في الدستور، قائلا: "ربما الدستور سيتغير مع الانتخابات البرلمانية القادمة أو الرئاسية في 2016، أو ربما سيبقى دون تغيير مؤقتا ويتم تعديله في وقت لاحق". Comment *