علقت عدة صحف ووكالات عالمية على النتائج الأولية الغير رسمية التي أظهرت أن غالبية المشاركين في الاستفتاء العام قد وافقوا على مشروع الدستور المصري الجديد الذي يدعمه الإسلاميون، مشيرين إلى أن هذه الموافقة هي انتصارا مكلفا للرئيس محمد مرسي وتوقعات بمزيد من الاضطرابات والاستقطاب في البلاد قبيل الانتخابات البرلمانية. ومن جانبها، قالت وكالة أنباء "أسوشيتد برس" أنه على الرغم من أن النتائج الأولية غير الرسمية تظهر تأييد مشروع الدستور الجديد في الجولة الأخيرة من التصويت التي شهدت إقبالا ضعيفا من الناخبين، ولكن الانقسامات العميقة التي ظهرت في البلاد تهدد بتأجيج اضطرابات مستمرة. وأضافت أن تمرير الدستور في الاستفتاء يُعد انتصارا للرئيس الإسلامي محمد مرسي، ولكنه انتصارا مكلفا، حيث أن الصراع القوى على مسودة الدستور خلال الشهر الماضي نزع الأمل في أن الدستور الذي طال انتظاره سيؤدي إلى إجماع وطني على الطريق الذي ستسلكه مصر بعد التخلص من حاكمها الاستبدادي حسني مبارك قبل نحو عامين. وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أنه بدلا من تحقيق الإجماع الوطني، خيب مرسي آمال العديد من غير الإسلاميين الذين دعموه في الانتخابات الرئاسية، وأصبح أكثر اعتمادا على دعمه الأساسي في جماعة الإخوان المسلمين والإسلاميين الآخرين. وفي السياق ذاته، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الموافقة على مشروع الدستور التي ظهرت في نتائج أولية غير رسمية تدفع الفصائل السياسية المنقسمة بشدة في مصر إلى مرحلة جديدة في المعركة على مستقبل البلاد. وذكرت الصحيفة أن الوثيقة التي صيغت على عجل من لجنة يهيمن عليها الإسلاميون تترك العديد من الأسئلة دون إجابة فيما يتعلق بطبيعة الديمقراطية الناشئة في مصر، بما في ذلك التزام الإسلاميين بالحريات الفردية واستعداد معارضيهم لقبول نتائج العملية السياسية دون اللجوء إلى احتجاجات في الشوارع. ورأت الصحيفة الأمريكية أن مسار الاستفتاء على الدستور قد أخذ البلاد إلى شفا حرب أهلية، وكشف عن شعور الأقلية المسيحية بالاغتراب، واستعداد الإخوان للاعتماد على التكتيكات الاستبدادية ورفض المعارضة السياسية التفاوض في ظل تلك الممارسات. وأوضحت الصحيفة أن المعارضين والمؤيدين للدستور كلاهما لا يتوقعون نهاية فورية للعداء الحزبي الذي مزق البلاد في الشهر قبل التصويت لذلك فإن كيفية التعامل مع هذه التوترات بعد إقرار الدستور الجديد ستحدد عما إذا كانت مصر ستعود إلى الاستقرار أم ستغرق في مزيد من الانشقاقات والاستقطاب. ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن هناك فرصة للمعارضة في أن تنقل زخم نضالها ضد مشروع الدستور للفوز بمزيد من المقاعد في الانتخابات البرلمانية المقرر عقدها خلال شهرين من الآن. ونقلت الصحيفة عن أحمد ماهر، مؤسس حركة 6 ابريل، قوله أن هناك فجوة في مصر أسفرت عن "دماء وقتلى، وهناك تطرف"، مضيفا أن "ما حدث بين المصريين من شأنه أن يجعل النتائج سيئة بغض النظر عن نتيجة التصويت". وتوقع ماهر المزيد من الاشتباكات قبل الانتخابات البرلمانية. وعلى صعيد آخر، وصف موقع الإذاعة الألمانية "دويتشه فيله" الموافقة على الدستور المصري بأنه صفعة على وجه المرأة المصرية لأنه لم يضمن بشكل حاسم حقوق المرأة ويهدد بإعادة وضعها إلى 100 عاما مضت. ونقل موقع الإذاعة الألمانية عن الناشطة النسوية البارزة، نهاد أبو القمصان، قولها عن مشروع الدستور "انه كارثة. لا يوجد مادة واحدة في الدستور تذكر حقوق المرأة ، نحن كمحاميين قدمنا اقتراحات هائلة للمواد الدستورية التي من شأنها أن تعوض المشاكل الاجتماعية والثقافية في مجتمعنا لكي تسمح للنساء في نهاية المطاف للتوصل إلى حقوق متساوية. ولكن الإسلاميين تجاهلوها". أخبار مصر - صحف - البديل Comment *