قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية: إن الرئيس المصري محمد مرسي استخدم الحوار التليفزيوني الذي أجراه مؤخرا لتحسين صورته ولتلميعها وسط اضطرابات واسعة النطاق قبل الانتخابات البرلمانية التي تبدأ في إبريل القادم. وأضافت أن الرئيس مرسي سعى خلال مقابلة تليفزيونية امتدت لنحو ساعتين لتصوير نفسه على أنه رجل الشعب، رافعًا صوته والدمع في عينيه وهو يتحدث عن الفقراء في البلاد، وصوت المحتجين والمتظاهرين ضد حكمه بأنهم "بلطجية" و"خارجين عن القانون"، مشيرة إلى أن الحديث الطويل الذي امتد بعد منتصف الليل في الساعات الأولى من صباح اليوم مجرد دَفعة من مرسي لتلميع صورته. وتابعت أن إدارة الرئيس مرسي لم تقدم أي تنازلات حقيقية للمعارضة للوصول لحل للاضطرابات التي تعصف بالبلاد، حيث قدم القليل من البرامج لحل مشاكل البلاد، في حين تتزايد احتجاجات الشارع، لافتة إلى وصف مرسي للمتظاهرين بأنهم "بلطجية" وخارجون عن القانون يعيد للأذهان خطاب سلفه حسني مبارك، وهو ما يزيد الانقسامات في البلاد. ونقلت الصحيفة عن جمال عيد الناشط الحقوقي قوله: "أنا متفائل لم تعد هذه رئاسة وأخشى أن الأيام المقبلة سيتزايد الغضب، الرئاسة الآن لا تسمع، والمعارضة في حالة يرثى لها، والأهم من ذلك الشباب الغاضب خارج نطاق السيطرة". ودخلت مصر في الاضطرابات لعدة أشهر، مع تزايد الاحتجاجات على مجموعة واسعة من القضايا المحتجين يطالبون بتحقيق العدالة للضحايا الذين سقطوا خلال الاشتباكات المتفرقة. وأوضحت أنه وسط حالة من عدم الاستقرار يتراجع الاقتصاد بشدة، خاصة أن الإصلاحات الاقتصادية التي يخطط لها مرسي تشمل خفض الدعم على الوقود وغيرها من المواد الأساسية التي من المرجح أن تشعل ثورة جياع. وأضافت: في حديثه، لم يقدم مرسي -الذي جاء للسلطة في يونيو- الخطوط العريضة لخططه الاقتصادية أو لتحقيق الأمن وسط تزايد انعدام القانون، بدلا من ذلك سعى لقول شعارات تؤكد روح الوطنية حيث قال: "لن أسمح لأحد بالنيل من مسيرة الثورة.. إنني لا أنام وأبقي عيني على كل من يحاول مقاومة الثورة.. أنا أحب مصر جدا، جدا، جدا.. وأشعر أن الشعب كياني كله أنا أعيش معاناتهم".