أصبح التحول الاقتصادي الجذري حديثا مقدسا في جنوب إفريقيا، ويطالب الرئيس جاكوب زوما، الجميع بدعمها، حتى لا يعاني أحد من الجوع في حين يتمتع آخرون بحياة كريمة. قال موقع نيوز 24: "رغم اعتبار جنوب إفريقيا دولة متقدمة اقتصاديا، مازال الفقر والجوع موجودان لا يمكن إخفاءهما، ما يتطلب تحولا اقتصاديا جذريا؛ بتغيير جوهري في هيكل النظام، ومؤسساته، وأنماط الملكية، والإدارة والسيطرة على الاقتصاد لصالح جميع المواطنين، خاصة الفقراء والطبقة العاملة". وأضاف الموقع أن المشكلة التي تواجه الرئيس الجنوب إفريقي اليوم وتعيق التحول الاقتصادي الذي يهدف القضاء على الجوع، تحول بعض أفراد الشعب ضد سياسته والمطالبة ومحاولة الإطاحة به، متابعا: "أكثر ما يحاربه زوما للقضاء على الجوع هو الاحتكار الأبيض؛ أي القلة من الأشخاص البيض في البلاد الذين يسيطرون على الاقتصاد، ومنع التوزيع العادل للموارد، وحتى يكون هناك عدل، يجب تقسيم ثروة البلاد بين السود والبيض على حد سواء". وذكر "نيوز 24" أن ما يعتمد عليه زوما في محاولة تغيير وجهة نظر منتقديه، الترويج إلى أن هناك حكومات خارجية تريد السيطرة على اقتصاد البلاد، لذا يجب أن يلتف الشعب حول القيادة حتى لا يزداد الأمر سوءاً وحتى تستطيع جنوب إفريقيا تحقيق التحول الاقتصادي الحقيقي والتصدي للمشكلات الحالية، وطالب زوما المنتقدين والمعارضين باستخدام المنصات الصحيحة للمعارضة؛ مثل المؤتمرات السياسية والحزبية، وليس مظاهرات الشوارع. وأشار الموقع إلى تصريحات زوما، التي قال فيها: "البرنامج النووي الذي تعد له جنوب إفريقيا ويشغل العالم حالياً، ليس أعظم ما نفكر به من أجل شعبنا، بل الأولوية لإعادة التفكير في كيفية تنمية غذائنا، وإذا فعلنا ذلك بطريقة صحيحة، يمكن للمزارع والغابات ومصائد الأسماك أن توفر طعاما مغذيا للجميع، وأن تولد مصادر دخل لائقة، وأن تدعم في الوقت نفسه تنمية ريفية ترتكز على الناس، وتحمي البيئة". وتابع "نيوز 24": "لكن في الوقت الراهن، تتعرض التربة والمياه العذبة والمحيطات والغابات والتنوع البيولوجي للتدهور السريع، ويشكل تغيير المناخ ضغطا إضافيا على موارد البلد، ما يزيد من المخاطر المرتبطة بالكوارث، مثل الجفاف والفيضانات، ولم يعد كثير من الريفيين رجالا ونساءً، قادرين على تغطية نفقاتهم على أراضيهم، ويضطرون إلى الهجرة للمدن بحثا عن الفرص، وثمة حاجة إلى تغيير عميق في نظام الأغذية والزراعة في جنوب إفريقيا، إذا ما أردوا تغذية كل الجائعين بحلول عام 2050". وحققت جنوب إفريقيا تقدما ملموسا في سعيها للقضاء على الجوع؛ حيث سجلت انخفاضا بنسبة 30% من سكان القارة الذين يعانون من الجوع في الفترة ما بين 1990- 2015، إلا أن التغيير المناخي والصراعات وانعدام العدالة الاجتماعية مازالوا يهددون مساعي القارة لتحقيق مستقبل خال من الجوع والفقر. ورغم كل التخبط الذي تعيشه جنوب إفريقيا مؤخراً، إلا أن اقتصادها مازال قويا؛ حيث حقق معدلات نمو تفوق المعدل المتوقعة، لكنها تعرضت لتأثيرات التغيير المناخي المرتفع، بالإضافة إلى نضوب الموارد البشرية، والجميع لا يستفيدون من عائدات النمو الاقتصادي القوي، كما أن العديد من الأسر التي تعيش في المناطق الريفية لا تستطيع الحصول على دخل مجز، ولا تستفيد من أنظمة الحماية الاجتماعية، وحتى يتسنى القضاء على الجوع في جنوب إفريقيا نهائياً بحلول 2025 في إطار أهداف التنمية المستدامة، لابد من شراكة متنوعة بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي والفاو وغيرهما من المؤسسات الإقليمية والإنسانية وشركاء التنمية.