قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه يجب أن يحترم الجميع قرار بريطانيا بالخروج من الاتحاد الأوروبي، واصفا إياه ب"الصدمة". وأضاف ماكرون- في كلمة للشعب الفرنسي نقلتها قناة "فرانس 24" الناطقة بالعربية اليوم - أن خروج بريطانيا يمثل ناقوس خطر تاريخي يجب أن يتم سماعه في كل أوروبا والتفكير في هذا الشأن؛ موضحا "للمرة الأولى منذ 70 عاما يغادر أحد الأعضاء الاتحاد الأوروبي.. إنه يوم حزين". وتابع: "لا أريد العودة إلى أسباب هذا القرار.. هذا ليس دوري.. لكني أتذكر أن حملة الدعوة لخروج بريطانيا من التكتل كانت مبنية على الأكاذيب وأشكال التبسيط وعلى الوعود التي لم تتحقق أبدا.. علينا دائما أن نتذكر أين ستصل بنا الأكاذيب في الديمقراطيات". وأكد الرئيس الفرنسي أن "هذا الخروج سيتحقق بعد ساعات لأننا جعلنا من أوروبا كبش فداء لصعوباتنا ولأننا لم نغير الأوضاع في القارة.. نحن بحاجة إلى أوروبا أكثر من أي وقت مضى، في ظل تصاعد قوة الصين ووجود تحديات كتغير المناخ، ومن أجل إثراء الأفكار ومواجهة التحولات في مجالات الهجرة والتحول الرقمي". وشدد ماكرون على ضرورة إجراء إصلاحات عميقة في قارة أوروبا، تتمثل في "جعل أوروبا أكثر سيادة وديمقراطية وقربا من المواطنين بشكل يومي، وإعادة بناء مشروع أوروبي أكثر وضوحا". وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن العلاقات مع المملكة المتحدة لن تتغير، موضحا "غدا لن يتغير أي شئ.. سنعيش خلال العام الجاري مرحلة انتقالية.. نستطيع أن نسفار ونقوم بالصيد والتصدير.. غدا صباحا لن تكون القواعد مختلفة في الحياة اليومية"، لافتا إلى أن الخروج يعني من جهة أخرى أن المملكة المتحدة لن تشارك في القرارات الأوروبية، ما يعني زيادة 5 نواب فرنسيين في الاتحاد الأوروبي ليحلوا محل النواب البريطانيين. وأكد أن الفرنسيين المقيمين في بريطانيا سيمارسون حياتهم بصورة طبيعية، وأن حقوقهم مضمونة خلال الفترة الانتقالية وأنه سيتم الحفاظ عليها والدفاع عنها، وبالمثل لن يتغير شئ بالنسبة لحياة البريطانيين الموجودين في فرنسا، لافتا في الوقت ذاته إلى أن هؤلاء لم يصبحوا مواطنين أوروبيين مالم يطلبوا الجنسية الفرنسية، وأن تداعيات هذا الأمر لن تكون كبيرة. وشدد ماكرون على ضرورة التحضير لشكل العلاقات المستقبلية بين التكتل الأوروبي من جهة وبريطانيا من جهة أخرى، مشيرا إلى أن هذا هو هدف المفاوضات التي ستبدأ بين الجانبين، مؤكدا ضرورة تمسك التكتل الأوروبي خلال هذه المفاوضات بمصالحه ومصلحة مواطنيه وفق قواعد الشراكة "التي سنبنيها مع المملكة المتحدة.. والتي أتمنى أن تكون أقوى وأكثر استدامة.. لكنها ستكون مختلفة عن علاقات الماضي". ولفت إلى أنه لا يمكن القبول بعلاقات جديدة تجعل لدى بريطانيا "قدم في الداخل وقدم في الخارج.. بالتالي الواجبات ستختلف والحقوق ستختلف"، مضيفا أنه يرغب في أن تكون هذه المفاوضات قوية وصارمة "لأنني أريد أن أحميكم وأحمي وحدة أوروبا التي لابد منها". وأكد ماكرون أن العلاقات الثنائية بين بلاده وبريطانيا هي علاقات تاريخية كتبت بالدماء والمعارك، مشددا على أن تضحيات الشعب البريطاني لن تنسى، مضيفا أن بلاده ستستمر في نسج علاقات ثنائية قوية في مجالات الدفاع والعلوم والثقافة مع لندن، لافتا إلى أنه سيزور لندن قريبا لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والحفاظ عليها.