توقع الكاتب والمحلل السياسي البحريني سعد راشد أن الأزمة القطرية تتجه لمنحنى أخر خلال الأيام القادمة بعد ظهور حليف جديد للمملكة العربية السعودية في قطر وهو الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني كشخصية لها اعتبارية لدى الشعب القطري وكون أن أسرته هم الحكام قبل أن يتم الانقلاب عليهم من قبل الشيخ خليفة بن حمد مما مثل للنظام القطري صدمة ولم يستطع إلى اليوم التعامل مع هذا التطور في أحداث الأزمة. وأوضح راشد أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب في طريقها إلى التصعيد في حال استمرار النظام القطري بالسعي وراء اختلاق الفوضى بالمنطقة لتشتيت الجهود والتأثير على قرارات الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، حيث أن الإعلام القطري يعكس هذه الفوضى بشكل مباشر في التقارير الإخبارية اليومية والتي تفقد للمصداقية وتتسم بطابع التضليل على الرأي العام. وعن الأدلة التي كشفتها مملكة البحرين بخصوص الاتصالات الهاتفية مع رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم وأحد الإرهابيين واعترافات شخصيات قد انضموا إلى أكاديمية التغيير، قال راشد أن البحرين تملك مجموعة كبيرة من الأدلة التي تثبت تورط قطر في دعم الجماعات والكيانات الإرهابية ولعل مكالمة حمد بن جاسم ما هي إلا جزء أو نموذجاً للأدلة المتوفرة لدى المملكة، ومن هنا نعلم جيداً حمد بن جاسم تأمر على النظام البحريني من خلال تحريك الكيانات الإرهابية وعلى رأسها الجماعات الراديكالية وذلك لتنفيذ المشروع التوسعي للنفوذ الإيراني بالمنطقة والمنبثق من مشروع الشرق الأوسط الجديد. وأشار إلى ان أكاديمية التغيير التي أسست عام 2006 بلندن تمثل ذراعاً تعليماً إرهابياً لتدريس الشباب بتنظيم التظاهرات وكيفية خلق الفوضى واستهداف الشباب العرب بالذات، وذلك لتحقيق الأهداف التأمرية القطرية على الدول العربية وعلى رأسها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، منوهاً بأن الأكاديمية يدرس بها أساليب استفزازية للأنظمة لاستخدام العنف ليتم تصويرها عبر القنوات التابعة للنظام القطري وعلى رأسها قناة الجزيرة المتزعمة للخطط الإعلامية لتلك الجماعات. وأكد أن الإخوان المسلمين هم الركن الأساسي في أكاديمية التغيير، حيث أن جميع تحركاتهم وأساليبهم مرتبطة ارتباط كامل بالأساليب التعليمية في تلك الأكاديمية في صنع الفوضى والتظاهر مما يؤكد أن فضح أساليب الأكاديمية في تعليم الديمقراطية المدمرة سيعطي لملف الازمة القطرية متانة أكثر في تدعيم موقف الدول الداعية لمكافحة الإرهاب. إلى ذلك، نوه الكاتب والمحلل السياسي راشد أن جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية استهدفتا بشكل مباشر من قبل النظام القطري، وقد استخدمت جميع أساليب التظاهرات فيها، حيث كان يعلم النظام القطري أن هاتان الدولتان تمثلان الثقل الدولي للدول العربية والإسلامية، وأن زعزعة الأمن والاستقرار فيها سينعكس بالشكل الإيجابي للنظام القطري وإبرازهم كقوة فعالة في الشرق الأوسط وهذا ما كانت يتمناه الحليف لهذا النظام وهي إسرائيل، ولكن ثقافة الشعب المصري والسعودي كانت الحصن الحصين لتلك الأنظمة وبقائها على الساحة، وهذه الثقافة قد وجد نفسها في مملكة البحرين ودولة الامارات العربية المتحدة. وعن توقعاته بالتحركات القادمة للنظام القطري، قال راشد إن النظام القطري يبحث عن إشغال الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بخلق الفوضى بها، والهروب من الازمة وكسب الوقت قدر المستطاع لإيجاد حليف غير إيران وتركيا، وهذا الأمر ما يقوم به حالياً وزير خارجية قطر بزياراته الى دول أوروبا وغيرها، إلا أن تلك الدول قد تضررت من إرهاب قطر والدليل على ذلك التقارير الإعلامية الاستخباراتية المنشورة بالمواقع الإخبارية بوجود تورط قطر بعدد من التفجيرات وعلى رأسها تفجير برشلونة ومانشستر، مشيراً إلى ان استمرار قطر على تلك السياسة سيكلف نظامه عدم الاعتراف بشرعيته أغلب دول العالم.