عمري ما فكرت أهرب »أنا مسافر الآن في اجازة« وراجع تاني لاني احب هذا البلد العظيم.. لكن نفسي اسمع اجابة واحدة: الشباب الجميل ده مات ليه.. وعمل ايه علشان يقتلوه..؟ كلمات عفوية كثيرة وصادقة صدرت من البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي وهو يغادر القاهرة في ساعة مبكرة من صباح امس عائدا الي بلاده. جوزيه نفي تماما ما تردد عن رحيله وهروبه وترك عمله مع الاهلي وظل طوال يوم امس الاول يتنقل بين سرادق النادي بصالة المبني الاجتماعي حيث اصطف وجهازه الفني واللاعبون مع رئيس واعضاء مجلس ادارة النادي وبعض رموز الاهلي واعضائه لتلقي التعازي من قبل اعداد غفيرة حضرت للنادي من كل الاندية والسرادق الذي اقامه شباب الالتراس في الشارع الجانبي امام بوابة النادي ومستشفي المعلمين ووقف معهم لاعبو الاهلي والجهاز الفني وحضر اليهم لاحقا حسن حمدي واعضاء المجلس واصطف الجميع في طابور طويل بامتداد الشارع علي صفين يتلقون التعازي مع بعض اهالي شهداء الاهلي في مشهد حزين احاطه الآلاف من جماهير الالتراس اهلاوي، والغريب انهم كانوا جميعا داخل وحول السرادق والنادي بعشرات الآلاف يبكون ويتلقون التعازي في الوقت الذي كانت بعض الفضائيات تتهم ألتراس الاهلي بالمشاركة في اقتحام مبني وزارة الداخلية. مانويل جوزيه اجتمع به حسن حمدي رئيس النادي قبل ساعات من سفره للاتفاق علي خطوط العمل في المرحلة القادمة والصعبة والغامضة. جوزيه قال: لم أفكر لحظة في الهرب.. انا حزين جدا ومتألم لما حدث، شاهدت بعيني الضحايا يتساقطون والدماء تسيل دون سبب، نفسي اعرف هؤلاء الشباب الضحايا لماذا قتلوهم.. وما ذنبهم؟ هم لم يرتكبوا اي شيء. واضاف جوزيه: اتفقت مع رئيس النادي علي اجازة حتي يوم 71 فبراير وسأعود لأواصل عملي، وانا راجع لاني احب هذا البلد العظيم والنادي الاهلي الذي له مكانة كبيرة في قلبي. مصر بلد عظيم، احترمه كثيرا واحبه لاني عرفت عنه الكثير من القيم والحضارة والتاريخ، ولا يستحق ابدا ما يمر به الان، رغم يقيني ان مثل هذه الثورات الشعبية الكبيرة دائما ما تحدث لها مثل هذه الاعمال، وحدث هذا معنا في البرتغال وبصورة افدح، لكن بعد ذلك الامور سارت في طبيعتها.. ومصر ستكون في افضل حال لانها تستحق.. مصر بلد قديم وله حضارة وتاريخ. واشار مانويل جوزيه الي افراد الجماهير وقال: اشعر هنا ان كل جماهير مصر تحبني وليس جمهور الاهلي فقط، هذا ما ألمسه حتي في الشارع، وفي كل مكان لان شعب مصر طيب وليس من طبعه العنف.. ولذلك فاني في غاية الحزن والاسي علي ما حدث ونفسي اعرف سببه. واختص المدرب البرتغالي جماهير ألتراس الاهلي بالتقدير الخاص وقال: هؤلاء شباب في قمة الاحترام والحماس والاخلاص.. انا احبهم من قلبي.. لانني اعرف كم هم يحبونني ويحبون الاهلي.. وانا راجع لمصر لاني احب هذه الجماهير ولا يمكن ان اتخلي عنهم وابتعد عن الاهلي في هذه الظروف الصعبة.. انا راجع حتي اعيد لهم البسمة من جديد.. رغم انها صعبة وعزيزة جدا. ونظر مانويل جوزيه الي لاعبيه وقال: هؤلاء اللاعبون في موقف صعب جدا.. اشعر بما يعانون منه.. كانت الصدمة عنيفة عليهم جدا، وهم يشاهدون امامهم هذا الشباب الجميل الصغير سنا يتساقط من فعل الطعن والضرب والعنف والقتل.. شافوا الدماء تسيل امامهم وداخل غرفة خلع الملابس.. قاوموا الموت وواجهوا العنف والخطر.. اشعر ان هؤلاء اللاعبين من الصعب عليهم كثيرا ان يلعبوا كرة من جديد.. هم في صدمة حقيقية وعميقة.. يحتاجون لوقت طويل حتي يعودوا.. وسنحاول معهم بعد الاجازة.