لا ينكر أحد في العالم أن ثورة المصريين في 52 يناير 1102 والتي تحل ذكراها بعد ايام قد نجحت وحلقت بنجاحها في سماء الدنيا واعادت اسم مصر رائعا موصولا بحلقات تاريخها الذهبي بعد ان نجح مبارك بصورة غير مسبوقة ايضا في التاريخ في ان »يمرمط« باسمها الأرض و»يقزم« دورها ويجعل المصري مهانا في عيشه وكرامته في كل الدنيا حتي تحول »المصري« مثلا في دول الخليج الي ملطشة بفعل نظام غير آدمي اسمه »الكفيل«. وقد رأيت بعيني في احدي دول طوال العمر المصريين من العمال وحتي اساتذة الجامعة يلجأون للسفارة يشكون ظلم الكفيل فتغلق في وجوههم ابواب سفارتهم وعندما سألت السفير لماذا تفعلون هذا السلوك العدواني ضد بني الوطن فقال عندي تعليمات الا استمع لشكوي ضد أي خليجي. وفي نفس السياق ولا تندهش عندما غرقت العبارة اياها ومات اكثر من ألف مصري وقبلها كانت الاخبار تتري عن قوارب الموت السريع لشباب مصريين زي الورد هربوا من ضيق العيش تحت حكم مبارك وجاءت السيرة في المساء امام حسني مبارك وهو يلعب الطاولة مع حسين سالم فوجيء الجالسون بمبارك يقول »همه ايه اللي طلعهم بره البلد يستاهلوا الموت« ولم يجرؤ احد علي الرد عليه والقول له انت السبب انت من اجبرتهم علي الهروب من جهنم وجحيم الحياة في الداخل حتي ساروا لقدرهم المحتوم في الخارج.. الم يخرج مبارك وسوزان والشقيقان ليفرحا بمباراة كرة قدم ويلوحون بأعلام مصر امام شاشات العالم وهناك مئات من المصريين تناثرت اعضاؤهم حرقا في قطار الصعيد. لم يفكر مبارك ان يقف دقيقة حدادا أو يعتذر عن »ماتش كورة« بينما المصريون جميعا في حزن ونكد.. ألم يفكر طوال الاعوام العشرة الاخيرة في اسباب نوم المعتصمين في الشارع امام مجلس الشعب وشارع قصر العيني؟ اسأل هذه الاسئلة الآن لأنني ضحكت كمدا مما قاله فريد الديب محامي المخلوع في دفاعه المتهالك المهتريء المتهافت الديكوري بجدارة ان مبارك هو مفجر ثورة 52 يناير. يا حلاوة علي رأي مظهر أبو النجا.. اذا كان مبارك مفجر الثورة يا تري لماذا وضد من قامت الثورة؟ يمكن ضد الهانم والعيال والكبير طلع مظلوم ومخدوع ومضحوك عليه وشارب حاجة أصفرا كما ارادت بعض الاعمال الفنية الساذجة ان تصور لنا في عهده.. انني اعتقد ان ما قاله الديب جزء من خداع عام تمارسه هيئة الدفاع عنه ليحللوا الملايين التي يقبضونها من وكلاء عائلة مبارك في الخارج لذلك اري ان الثورة التي نجحت في اقتلاع رءوس النظام لن تستكمل نجاحها ونحن نقترب من ذكراها الأولي الا بمطاردة اطراف واذناب وذيول نظام مبارك و»جز« ريشهم واجنحتهم، لن تنجح الثورة الا باستعادة كل الاموال الهاربة وكشف شبكة علاقاتهم في الداخل والخارج والاخطر هنا في الداخل لانه طالما يوجد لهم ذيول معنا فلا تتوقع نظاما جديدا أو دولة متحضرة عصرية نحلم بها.