لا يمكن تفسير حالة الاقبال الجماهيري الواضحة علي مشاهدة الفيلم السينمائي »الممر» إلا بأنها تعبير مباشر عن ترحيب وتعطش شعبي عام للأعمال الفنية الجادة والهادفة بصفة عامة،..، بالإضافة إلي وجود عطش شديد ورغبة جارفة لدي الجمهور، للارتواء بمشاهدة الاعمال الفنية رفيعة المستوي، خاصة ما يتناول منها قضايا أو موضوعات ذات مدلول قومي أو وطني عام. وفي ذات الاتجاه يأتي تفسير حالة الترحيب العامة بالفيلم من مجمل النقاد والمتخصصين، وأيضا اصحاب التذوق الفني العام من جموع المثقفين، علي انه تأكيد جديد لواقع قديم ومتجدد، يقول بأن الاعمال الفنية الجيدة وذات المحتوي الزاخر بالقيم الوطنية، في اطار انساني رفيع تدفع الكل للاعجاب بها ومساندتها والاقبال عليها. كل هذا طبيعي ومتوقع تجاه عمل فني جاد وراق، توفرت فيه العوامل والاسس اللازمة للنجاح علي المستوي الجماهيري، وفي مقدمتها الاتقان والحرفية والحبكة الدرامية، سواء في المادة المكتوبة والسيناريو والحوار أو الإخراج أو مستوي الاداء الذي اتسم بالمصداقية والواقعية دون مبالغة أو أفتعال. لكن الاكثر أهمية من ذلك في تقديري، رغم أهمية ما ذكرته سابقا، هي الرسالة الواضحة التي اكد عليها هذا العمل الفني الجاد والوطني وبالغ الرقي والناجح في ذات الوقت،..، وهي سقوط الحجة او المقولة الخاطئة والمكذوبة، التي عانينا منها كثيرا، وهي حجة »الجمهور عايز كده»، التي طالما لجأ اليها بعض المنتجين والمخرجين لتبرير اعمالهم الهابطة فنيا والمتدنية قيميا أو المسيئة اخلاقيا،..، فقد ثبت بالفعل سقوط هذه الحجة او الذريعة، وعدم صحتها علي الاطلاق، في ظل الاقبال الجماهيري الشديد لمشاهدة »الممر».