أكتب هذه السطور مساء الثلاثاء بعد إعلان المجلس العسكري بيانه علي لسان اللواء محسن الفنجري وبعد بيانين أو خطابين سابقين عليه للدكتور عصام شرف رئيس الوزراء . وبعد أن نزلت ميدان التحرير ولمست بأم عيني حالة عامة من الاحباط لدي الثوار جعلتني أسمي الحالة بأنها مثل طرفي مقص لا يلتقيان . ورغم أن الدكتور شرف التقي بممثلين من ائتلافات شبابية رغم كثرتها ورغم أنني استمعت جيداً لمنسق الائتلاف طارق زيدان ولمست لغة تفاؤل في كلامه الذي ختمه بقوله نحن في انتظار تطبيق ما قاله رئيس الحكومة . لكني رصدت ملاحظات عامة جمعتها من كل الذين التقيت بهم علي خطابي شرف وبيان المجلس العسكري : يتهم الثوار المجلس والحكومة بالتباطؤ عموماً في اتخاذ أي خطوة للأمام ويستدلون علي ذلك بأن القرارات التي قررها رئيس الوزراء كان المفروض أن تصدر منذ شهور وانه لولا مليونية 8 يوليو ثم الاعتصامات ما تحركت الحكومة أو المجلس بعد خمسة شهور من خلع مبارك و انهما أي الحكومة والمجلس يشبهان حسني مبارك في طريقة اصدار القرار أو التحرك وهي دائماً رد فعل للغضب الشعبي ومحاولة للخروج من مأزق وليس تعبيرا عن إيمان حقيقي بالتغيير . يضع الكثيرون خطوطاً عديدة حول لغة بيان اللواء الفنجري وما حمله من تهديد هل هو للثوار أم لقتلة الثوار هل هو للمعتصمين أم المخربين والبلطجية مع إضافة ملامح وجه اللواء الفنجري للمشهد وجديته العسكرية الصارمة وهو يلوح بيديه ، هذا كان حديث قطاع عريض من الشباب و المعتصمين واعتبره البعض لغة عسكرية ضد الديمقراطية والحرية.. في مواجهة من يطالبون بفض الاعتصام لعودة الحياة لطبيعتها يري المعتصمون أن هناك مطالب تحققت ما كان المجلس والحكومة يستجيبان لها إلا بالمليونية والاعتصام ومنها الاعداد لوثيقة مبادئ حاكمة لإعداد دستور جديد والاسراع بتفريغ دوائر لمحاكمة قتلة المتظاهرين وكذلك اعلان المحاكمات عبر وسائل الاعلام وأخيراً إقالة يحيي الجمل . . ويري الكثيرون أن ردود وزير الداخلية علي عصام شرف فيما يتعلق بتطهير الداخلية ورفضه كلام رئيس الوزراء وتهديده بالاستقالة كلها ردود مستفزة للثوار وأهالي الشهداء و المصابين لانه قال بوضوح انه لن يقيل أحداً وانه سينتظر الخروج الطبيعي لاي ضابط عند المعاش وللأسف كلام العيسوي لقي صدي مستفزا عند الأغلبية ولا يري معظم من تحدثت معهم أي أمل في تطهير الداخلية إلا بتعيين مدني أو رجل قانون علي رأسها لان هناك شبكة علاقات بين قيادات الشرطة تجعلهم يخافون علي بعضهم ويعملون حساب لبعضهم وهناك ما يشبه (اللوبي) لا يقدر عليه العيسوي أو رئيس الوزراء وهذا اللوبي هو الذي يحرك البلطجية ويرفض عودة الأمن للشارع وهو يعمل لصالح من هم داخل طره . وبهذه المناسبة فإن البلطجية الذين قبض عليهم شباب التحرير وعلقوهم عرايا علي أعمدة النور ذكر أحدهم للشباب انه مدفوع من أحد الضباط وهنا أعود لما كتبته في هذه المساحة من قبل أن ميلشيات حبيب / عز التي كانت آخر غزواتها موقعة البالون لن تهدأ وهي فقط تجمع شتاتها وهذا ما أكده في مقال نشره الأثنين الماضي بالمصري اليوم الدكتور محمود عماره المفكر الاقتصادي و الذي سمع حديثاً بالمصادفة وهو في الطائرة من ايطاليا لتركيا وكان يركب خلفه في الدرجة الأولي ثلاثة رجال أعمال مصريين يقول الدكتور عمارة ناقلاً حواراً سمعه بالحرف من أحدهم يقول لزميله :" إحنا لما نرجع مصر الاسبوع الجاي لازم نشوف حل .. إنت عارف اللواء حسنين بتاع المخابرات مستعد يتفاهم معانا ، واللواء سعيد بتاع أمن الدولة قال لي : لو إنتو رجالة وخايفين علي مصالحكم .. ادفعوا قرشين للعيال البلطجية ولو كل واحد له مصالح دفع قرشين هنخلي ليلة أبوهم سودة ، وإحنا ملناش دعوة .. همه البلطجية اللي يخلصوا الموضوع .. لو كل مرة العيال دي تطلع الشارع نسيب عليهم المسجلين خطر هيقطعوهم حتت .. فيرد عليه : بص بقي .. خلينا نشوف المجلس العسكري ده هيتصرف معاهم ازاي .. همه 100٪ هيقلوا أدبهم علي المشير و اعضاء المجلس .. ودول عسكر ، ومش هيستحملوا كتير .. إما هيخبطوا في بعض ، يا إما هيوروهم العين الحمرا .. أعتقد أن هذا الكلام فيه تفسير كامل لما يحدث وفيه احتمالات وقوع موقعة جمل أخري و الشواهد تشير لهذا وفيه أيضاً دافع لكل ثائر يخاف علي هذا الوطن وعلي الثورة.