رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق استكمالا لما كتبته من قبل عن بعض السلوكيات التي تعوق التقدم في المرحلة الحالية والمستقبلية والتي قد تستمر لفترة طويلة نسبيا حتي يمكن القضاء عليها يأتي حديث اليوم عن النظافة. وفي رأيي ان تلك المشكلة تحتاج الي مجابهة حاسمة من جميع الطوائف وعلي مختلف الاصعدة فهي في المقام الاول مشكلة سلوك شخصي يتعود عليه منذ الطفولة وحتي آخر العمر يستوي فيه الصغير والكبير - الغني والفقير - الحضري والريفي - الطبقة الدنيا والعليا - البيت والمدرسة - العامل والفلاح... الخ. فالنظافة سلوك وديننا الحنيف يحض علي النظافة »النظافة من الايمان« وبالرغم من وجود أجهزة معنية بالنظافة والتجميل في اغلب المحافظات الا ان مستوي الناتج منها يضيع هباء من سوء سلوك الافراد الذين يلقون بالمخلفات بالشوارع سواء بالقائها من المنزل أو من السيارات، سواء في منطقة شعبية أو منطقة راقية للاسف الشديد. والامر حقيقة يحتاج الي مجابهة قوية من جميع المستويات والاصعدة وتقع المسئولية علي عدة مستويات منها الاسرة - المدرسة - المؤسسات الادارية بالقري والمدن والمحافظات - الجمعيات الاهلية ورجال الاعمال - الاعلام.. الخ فالكل جميعا مسئولون وعليهم واجبات يتحتم تنفيذها.. وابدأ بالخلية الاولي وهي الاسرة التي يقع عليها العبء الأكبر حيث يتعلم الطفل سلوكياته من والديه وباقي افراد اسرته ويقلدهم الطفل في تصرفاتهم حيال المخلفات، وعليهم تعليم الطفل كيف يحافظ علي نظافته ونظافة ملبسه والمكان الذي يتواجد فيه وكيف يتخلص من المخلفات ويحاسب علي اخطائه أولا بأول حتي تصبح النظافة عادة غريزية عندما ينتهي من طعامه أو لعبه - علي انه من الضروري ان يكون الوالدان والابناء الكبار قدوة حسنة امام اطفالهم ومثالا حيا بينهم وعلي الاسرة ان تخصص صندوقا أو أكثر لجميع القمامة والتي يتم التخلص منها بوضعها في صناديق القمامة في الشارع وفي المكان المحدد او اعطائها لجامعي القمامة في عبوات مغلقة. ومرحلة الطفولة مهمة جدا اذا تعود الطفل علي النظافة منذ الصغر سيظل محافظا عليها في الكبر.. ويأتي دور المدرسة التي تبدأ يومها بطابور الصباح ولتكن فرصة للتفتيش علي التلاميذ والتأكد من نظافة أحذيتهم واظافرهم قبل ان يتوجهوا الي فصولهم التي يجب ان تحتوي علي سلة مهملات ومن الضروري ان يتم التأكيد علي ان النظافة جزء من السلوك الانساني وان نظافة المدرسة والفصل هو عمل حضاري بالدرجة الاولي كما يحدث في الدول الأخري المتقدمة. ثم يأتي دور الحي أو المدينة بالمساهمة مع الجمعيات الاهلية ورجال الاعمال الذي يحدد عدد صناديق القمامة اللازمة لاستخدامها في إلقاء عبوات القمامة من السكان او المارة علي ان تحتوي علي غطاء محكم والتأكد من النظافة حول تلك الصناديق لحين نقلها بواسطة العربات الي محطات المعالجة.. ويأتي دور الاعلام الذي يخصص برامج بطريقة مباشرة وغير مباشرة للتوعية بموضوع النظافة والاثار الناتجة عن المخلفات واضرارها ويحث علي المزيد من برامج تجميل الشوارع والميادين وطلاء العمارات والمنازل واعمدة الانارة وهكذا. اما جهاز شئون البيئة فعلية دور كبير وفاعل بخصوص التوعية للمواطنين بالتعاون مع مكاتب الصحة في الاحياء والمدن واساليب التخلص من مخلفات المباني والمخلفات الضارة الناتجة عن الصناعة والكيماويات واعمال التشجير للميادين والشوارع ومتابعة الجمعيات والاجهزة المعنية بالنظافة والتجميل ونشر الوعي بين المواطنين.