علي مدار يومين شهدت العاصمة الإثيوبية أديس أبابا فعاليات قمة الاتحاد الأفريقي ال 28 التي حفلت بمشاهد بارزة أهمها عودة المغرب إلي صفوف الاتحاد الإفريقي بعد 33 عاما من انسحابه علي خلفية نزاع الصحراء الغربية حيث خطف المغرب الأضواء في القمة، وشهدت الجلسة المغلقة الخاصة بمناقشة عودة الرباط إلي الاتحاد مرة أخري تجاذبات بين مؤيدين ومعارضين، فيما تغلبت الحكمة الإفريقية وحُسم قرار الموافقة بالعودة بالتوافق. وبعد أكثر من ثلاثة عقود علي انسحاب المغرب مما كانت تسمي آنذاك منظمة الوحدة الأفريقية.. أعاد الاتحاد الأفريقي رسميا الرباط لعضويته.. ووسط تصفيق الحضور بنهاية القمة السنوية ال 28 لوح العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي بدأ حملة منذ العام الماضي من أجل العودة للاتحاد لرؤساء الدول والوفود معبرا خلال كلمة لرؤساء الدول عن ارتياحه للدعم الصريح والكبير للشركاء الأفارقة. وأيدت 39 دولة من اصل 54 عودة المغرب إلي الاتحاد الافريقي ليحتفي المغرب بعودته إلي الاتحاد معتبرا تلك العودة »قرارا تاريخيا» ونصرا دبلوماسيا. وكان تصويت قادة دول الاتحاد الأفريقي علي انتخاب وزير الخارجية التشادي موسي فقيه محمد لرئاسة الذراع التنفيذية للتكتل الذي يضم 54 دولة من أبرز نتائج القمة حيث تقدم علي نظيرته ومنافسته الكينية أمينة محمد وفاز بمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي خلفا لدلاميني زوما، الوزيرة الجنوب أفريقية السابقة وأول امرأة تترأس الاتحاد الافريقي. كما قام الاتحاد الأفريقي - بموافقة مجموعة دول غرب أفريقيا - بانتخاب الرئيس الغيني ألفا كوندي، رئيساً له لدورة جديدة في عام 2017 ليخلف سلفه في المنصب الرئيس التشادي إدريس ديبي. واستقلبت القمة 5 رؤساء جدد تولوا السلطة مؤخراً، أو أُعيد انتخابهم وهم: رئيس جامبيا آداما بارو، ورئيس غانا »نانا أكوفو»، ورئيس جمهورية سيشل »داني فور»، ورئيس جمهورية »ساو تومي وبرينسيب» مانويل بينتو دا كوستا، ورئيس زامبيا إدجار لونجو، فيما شاركت وجوه أخري للمرة الأولي وهم العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي حضر القمة للمرة الأولي منذ انسحاب المغرب من الاتحاد الأفريقي، والسكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس الذي شارك في القمة لأول مرة منذ توليه منصبه الجديد مطلع العام الجاري. ومشاركة نائب الرئيس الكوبي » سالفادور فالديس ميسا » كضيف شرف للقمة. في الوقت نفسه كان من أبرز الغائبين عن القمة، الرئيس الإريتري »اسياس أفورقي»، الذي يُقاطع القمم الأفريقية منذ عام 2002. كما تغيّب الرئيس التونسي »الباجي قائد السبسي»، عن القمة للمرة الثانية، ومثل بلاده في القمة وزير الخارجية خميس الجهيناوي. وغاب أيضا الرئيس الجزائري »عبد العزيز بوتفليقة»، مسجلا بذلك غيابا طال لأكثر من 10 أعوام، ورأس وفد بلاده رئيس الوزراء عبد المالك سلال. ومن جنوب القارة، غاب رئيس أنجولا »خوسيه إدواردو دوس سانتوس»، وملك سوازيلاند، »مسواتي الثالث»، الذي يقاطع القمم الأفريقية. ومن وسط القارة، غاب رئيس الكاميرون بول بيا. ومن أبرز ما جاء في البيان الختامي للقمة إعادة هيكلة مفوضية الاتحاد الأفريقي، حيث تضمن التأكيد علي ضرورة إعادة هيكلة مفوضية الاتحاد الأفريقي وآلية عملها، فضلاً عن إنشاء منطقة تجارة حرة بين دول القارة، إلي جانب تمكين الشباب وإعلان 2017 عاماً للاستثمار في الشباب. وقررت القمة دعم التنمية وحقوق الإنسان في إفريقيا، والترحيب بعودة المغرب إلي عضوية الاتحاد الإفريقي، وكذلك تمويل ميزانية الاتحاد الإفريقي. واتفق القادة الأفارقة علي عقد القمة الأفريقية ال29 في يوليو القادم بمقر الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا. وأشادت القمة بتقرير رئيس رواندا »بول كاجامي» رئيس لجنة إصلاح مؤسسات الاتحاد الأفريقي، كما دعت إلي مواصلة عمل اللجنة من أجل تقديم هيكل متكامل لإعادة بناء هيكلة الاتحاد الإفريقي. وشددت كذلك علي أهمية تمكين الشباب الأفريقي سياسياً واقتصادياً، واعتماد الخطة العشرية الأولي من أجندة الاتحاد. كما دعت القمة إلي ضرورة العمل علي تعزيز قدرات حفظ السلام الأفريقية؛ وإيجاد التمويل المستدام لها، وفي هذا الصدد كلفت رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما بالتواصل مع الأممالمتحدة لإيجاد التمويل المستدام لقوات حفظ السلام الإفريقية لمنع النزاعات والصراعات. وكلفت القمة الرئيس الأوغندي يوري موسفيني بالتفاوض مع الاتحاد الأوروبي حول ملف الهجرة. كما ناشدت القمة أطراف النزاع في ليبيا، جنوب السودان، بوروندي، وإفريقيا الوسطي، استبعاد الخيار العسكري، واعتماد الحوار لحل الخلافات في السلطة، وضرورة تعزيز الجهود المبذولة لاستعادة الأمن والاستقرار في مالي، مع العمل علي دعم الصومال لتمكينه من إجراء انتخابات رئاسية نزيهة وديموقراطية. ورحبت القمة بتعاون الأممالمتحدة مع الاتحاد الإفريقي ومنظمة »إيجاد» (شرق إفريقيا) لإنهاء الأزمات، مشيدة بخارطة الطريق التي قدمها جوتيريس لحل النزاعات والصراعات في إفريقيا. • مرام عماد المصري