عندما نشرت يومياتي ، الخميس الماضي 3 إبريل.. كان من ضمن فقرات اليوميات فقرة بعنوان "وبدأ السباق".. كتبت فيها ملخصاً عن حوار ساخن بيني وبين صديقة مثقفة حول البيان الذي ألقاه المشير السيسي معلناً ترشحه للرئاسة في 26 مارس الماضي. ولما كان الحوار يتضمن رأياً مؤيداً للسيسي، وجدت أنه من الواجب أن تتطرق اليوميات إلي المرشح الثاني حمدين صباحي باعتباره المرشح الذي يحمل ثقلاً سياسياً.. راجعت بروفة اليوميات الأربعاء 2 إبريل، وغادرت الجريدة مطمئنة إلي أن يومياتي تمام التمام. استيقظت صباح الخميس، امسكت بالجريدة وبدأت بالصفحة الأخيرة طبعاً- وإذا بي أفاجأ بحذف فقرة "وبدأ السباق"!، اشتعلت غضباً، كيف يحدث ذلك؟ من الذي قام بحذف الفقرة من يومياتي؟ من الذي يريد أن يضعني في خندق سياسي معين أو يوحي بذلك؟. اتصلت بالزميل الكاتب الصحفي محمد درويش مدير التحرير المسئول عن متابعة المقالات واليوميات بالأخبار. . قابل عاصفة غضبي، وبركان إنفعالي بتقدير وتفهم، وقال لي: "لقد جاء إعلان في وقت متأخر، كنت قد غادرت الجريدة، وقام أحد محرري الديسك بحذف تلك الفقرة دون قصد. لقد اعتذر زميلي الكاتب محمد درويش إعتذاراً أخجلني، وطلب مني أن أنشر ما حذف في مقالي الإسبوعي "حبر علي ورق". وهذا نصه: سألتني صديقتي الدكتورة سعاد جابر: ما الجديد في رأيك في كلام السيسي. أليس هو نفس الكلام الذي سبق أن قاله كل رئيس سابق ؟ قلت لها: السيسي يا سعاد له مفتاح شخصية ألا تذكرين مفتاح الشخصية الذي كنا ندرسه في روايات العقاد "سير العبقريات". هذا ما أقصده. مفتاح شخصية السيسي الذي وصل به إلي تلك الشعبية الكاسحة من الشعب والحب الحقيقي النابع من قلوب الجماهير هو: الصدق. السيسي في بيانه قال إننا نعيش مرحلة صعبة، تحتاج منا جميعا أن نعمل معا ، ونتحمل معا رحلة العبورالشاقة من الوضع الإقتصادي السيئ الذي تعيشه مصر إلي بر الأمان الذي يحقق الحياة الكريمة لكل المصريين. هناك من وعد بحل مشاكل مصر كلها في مائة يوم ولم يفعل شيئاً. وهناك من حلق بنا في سماء الأحلام الوردية وكأنه يملك العصا السحرية وللأسف لم نر شيئا من هذا. في ظني أن المشكلة الإقتصادية ليست هي أصعب تلك التحديات، فمن الممكن أن نبحث عن الحلول غير التقليدية. التحدي الأكبر في رأيي هو المشكلة الثقافية التعليمية. الإنسان المصري في حاجة إلي إعادة بناء بعدما تهدمت داخله الكثير من القيم، ووصلت الأخلاق إلي حالة انهيار رهيب، غير مسبوق. المشاكل الإجتماعية تفاقمت وتصاعد خطرها علي المجتمع في ظل انشغالنا جميعا بالسياسة طوال السنوات الثلاث الماضية. المخدرات زادت بصورة خطيرة، الجرائم زادت واختلفت نوعيتها وأصبحت جريمة خطف الاطفال واغتصابهم ثم قتلهم خبراً يومياً. احترام الكبير سناً أو الأقدر خبرة قيمة اندثرت في مجتمعنا، الإهتمام بالوقت والإتقان شئ غائب تماماً. التحديات كبيرة وصعبة أمام الرئيس القادم أيا كان. الله في عونه !