أستأذن القرّاء الأعزاء في التعبير عن حالة من السعادة تغمرني بعدما تلقيت عددا كبيرا من الرسائل علي بريدي الإلكتروني يشكرني فيها أصحابها علي اليوميات الأخيرة التي نشرت بالأخبار يوم الجمعة الماضي تحت عنوان : لا ناسخ ولا منسوخ بين دفتي كتاب الله .. هذه اليوميات بالذات حذرني منها الزميل الأستاذ محمد درويش مدير التحرير و المشرف علي صفحتي الآراء واليوميات بالأخبار ، فقد كان يتوقع أن يجلب نشرها لي وللجريدة مشاكل غير مأمونة العواقب حيث إنها تمس ثوابت دينية عند عدد كبير من المسلمين توارثوا الاعتقاد فيها أجيالاً وراء أجيال .. ورغم التحذير إلاّ أنني تمسكت بنشرها لحرصي علي التوضيح لألوف المسلمين من قراء الأخبار بأن القرآن ليس به ناسخ و لا منسوخ ، وأن مسألة النسخ هذه ما هي إلاّ اعتقاد خاطيء من الرعيل الأول ناتج عن قصور في فهم بعض دلالات الآيات القرآنية جعلهم يتوهمون بوجود تعارض بينها ، ولكي يخرجوا من هذا المأزق زعموا بوجود ناسخ ومنسوخ ، بينما المتدبر بعمق لكتاب الله يجده خاليا تماما من أي تعارض وبالتالي من هذا الزعم الخاطيء الذي لن يشفع لنا فيه عند الله يوم الحساب أن الأوائل قد سبقونا إليه ونحن نسير وراءهم كالقطيع .. وفي الحقيقة أنا التي أشكر للقراء الأعزاء عقولهم الواعية وفكرهم المستنير .. لقد عبّر لي بعضهم عن ارتياحهم الشديد بعد قراءة اليوميات حيث إنها حلّت إشكالا كبيرا كان يثير لديهم أسئلة " قاتلة " من نوعية : هل كان الله لا يعلم ثم علم ؟ هل الله مثل البشر " بيرجع في كلامه " ؟ وهل نسخة القرآن التي نزلت إلي السماء الدنيا جملة واحدة في ليلة القدر في باديء الدعوة غير النسخة التي نزلت علي الرسول صلي الله عليه و سلم متفرقة بعد ذلك؟ وغير ذلك من الأسئلة التي استطعت بفضل الله تعالي وبفضل العلماء الذين قرأت لهم مؤلفات في عدم صحة الزعم بهذه الأكذوبة الكبري ، استطعت أن أجيب عنها في اليوميات لدرجة أن بعض القراء أكدوا لي أنهم محتفظون بعدد الأخبار المنشورة فيه اليوميات مثلما احتفظوا من قبل بكل الأعداد المنشورة بها يومياتي السابقة والتي تناولت العديد من القضايا الدينية مثل ما نتصوره من السنّة وهو ليس من السنّة ويتناقض مع القرآن بشكل فاضح ، وكذلك ما يتعلق بتعدد الزوجات في الإسلام وكيف أن الله لم يقيده إلاّ بشرط العدل فقط .. وغير ذلك مما نشر ومما سينشر إن شاء الله وأدعوه سبحانه أن يمكنني به من تصحيح المفاهيم المغلوطة عند بعض الناس .. تعظيم سلام تعظيم سلام و تحية من القلب لوالد أحد الجنود المختطفين في سيناء ، لقد قدم درسا في الفداء وحب الوطن عندما تحدّث في إحدي الفضائيات قائلا : " أنا مش عاوز تفاوض مع بلطجية وإرهابيين ، دكّوا الجبل علي دماغهم وإدّوني ابني جثة أروح بيها لأمه شهيد " .. هذه هي مصر وهؤلاء هم المصريون.