بعنوان «السيسي وحماس.. معانقة أبي الهول»، قالت صحيفة «يسرائيل هايوم» العبرية في تقرير لها، إن الكثير من المصريين صوتوا خلال الأيام الأخيرة لصالح المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، وكشفت النتائج عن دعم 90% للجنرال قبل أيام من الانتخابات الرئاسية التي تجرى نهاية هذا الشهر. ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن شعارات جماعة الإخوان المسلمين المؤيدة لحماس زادت بعد إعلان الأخيرة حركة إرهابية وغير قانونية، كما زادت المشاعر العدائية في القطاع الإسلامي ضد السيسي وتصاعدت إزاء العمليات التي قامت بها مصر ضد أنفاق التهريب الخاصة بحماس بين سيناءوغزة، التي يتم تهريب البضائع والمال والسلاح من خلالها، الأمر الذي يحرك الإرهاب ضد إسرائيل ومصر معا.
وذكرت أنه على الرغم من حساسية العملية الانتخابية، لم يتنازل السيسي عن موقفه إزاء «الإخوان»، وفي مقابلاته الإعلامية التي يجريها حاليا يعلن تمسكه بالعمل ضد إرهاب الجماعة وحماس، لكنه أعلن في تصريح مثير للقلق أنه سيزيد من قواته في سيناء لصالح الأمن المصري والإسرائيلي، وذلك من خلال تعديلات في اتفاقية السلام.
ولفتت الصحيفة إلى أن «السيسي يستعد لدخول الساحة السياسية المصرية والعربية كطائر العنقاء الأسطوري - وفقا لبعض المعتقدات طائر خالد لا يموت - فالجنرال المبتسم الذي يظهر جماهيريا بملابس مدنية، يذكّر في مقابلاته الإعلامية التي تجرى باللهجة المصرية الدارجة بالرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، ويرى أن إصلاح البلاد اقتصاديا واجتماعيا هو على رأس أولوياته، كما أنه يؤكد تعزيز المنظومة العربية، وحل القضية الفلسطينية، تحت كنف القيادة المصرية الأم، التي تقيم علاقات إيجابية مع دول الغرب».
وذكرت الصحيفة أنه في غضون ذلك «تستمر قناة (الجزيرة) القطرية، في إشعال الجماهير ضد السيسي»، مضيفة أن «المتحدثين باسم القناة اعترفوا أن معدل التصويت للجنرال مرتفع في الخارج، لكنهم زعموا أن نسبة المشاركين في الاقتراع كانت منخفضة».
وأشارت «يسرائيل هايوم» إلى أنه «في جهد بارع تميز بتفكير استراتيجي، قاد السيسي الفلسطينيين إلى المصالحة برعاية القاهرة، وظهر كقائد زعيم على الصعيد الفلسطيني، وسمح للقيادي الحمساوي البارز موسى أبو مرزوق بالمشاركة في المفاوضات، ودعا خلال الفترة الأخيرة (حماس) إلى إصلاح علاقاتها مع القاهرة».
وقالت الصحيفة إن «السيسي يتبع سياسة متساهلة فيما يتعلق بمنظومة العلاقات التكتيكية والاستخباراتية مع مسئولي (حماس) البارزين في معبر رفح الحدودي دون أن يتنازل عن المصالح الأمنية لمصر في شبه جزيرة سيناء»، مضيفة أنه «عشية الانتخابات الرئاسية بعث السيسي بهذه الرسالة المهدئة ل(حماس) قاصدا من وراء ذلك الراعية لها قطر، في الوقت الذي يقبع فيه صحفيو (الجزيرة) بالسجون، كما أن هذه الرسالة تشكل بالون اختبار وديا لخصومه من الإخوان المسلمين داخل الوطن، والذين حُكم على بعضهم بالإعدام».
وأضافت الصحيفة: «يبدو أنه على الصعيد السياسي يعمل السيسي بتنسيق مع اللاعب الأمريكي الجالس في المقعد الخلفي في إطار خلق جبهة سُنية مع دول الخليج الموالية للغرب ضد إيران، وبشكل متزامن يتم تحييد المتطرفين الإسلاميين الذين يهددون المنطقة والسلام العالمي».
واختمت «يسرائيل هايوم» تقريرها بالقول: «يبدو أن معانقة أبي الهول التي يقترحها السيسي على (حماس) هدفها تحييد قدرات الحركة العسكرية لضمها وإدراجها كتنظيم سياسي في منظمة التحرير الفلسطينية»، مضيفة: «وبيدو أن الهدف من وراء هذه الخطوة هو تعزيز شرعية السلطة الفلسطينية كممثلة عن قطاع غزة في المفاوضات مع تل أبيب».
وقالت الصحيفة: «السؤال الذي لا يزال موضع شك هو: هل ستتخلى (حماس) والمنظمات التابعة لها عن قدراتها العسكرية التخريبية مقابل رعاية مصرية والاتحاد مع السلطة الفلسطينية؟».