وصفت صحيفة "يسرائيل هايوم" الإسرائيلية، تصريحات المشير عبدالفتاح السيسي، المرشح الرئاسي عن تعديل معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل المعروفة ب "كامب ديفيد" بأنها "مثيرة للقلق". وقالت الصحيفة إن السيسي ذكر في تصريح "مثير للقلق"، أنه سيزيد من قواته في شبه جزيرة سيناء لصالح الأمن المصري والإسرائيلي، من خلال إدخال تعديلات على اتفاقية السلام. وأضافت أنه بالرغم من حساسية العملية الانتخابية، لم يتنازل السيسي عن موقفه إزاء "الإخوان المسلمين"، وفي مقابلاته الإعلامية التي يجريها حاليًا يعلن تمسكه بالعمل ضد "إرهاب الجماعة" و"حماس". وأشارت الصحيفة إلى أن شعارات "الإخوان" المؤيدة ل "حماس" زادت بعد إعلان الأخيرة حركة إرهابية وغير قانونية، كما زادت المشاعر العدائية في قطاع عزة ضد السيسي وتصاعدت إزاء العمليات التي قامت بها مصر ضد أنفاق التهريب الخاصة ب "حماس" بين سيناءوغزة، والتي يتم تهريب البضائع والمال والسلاح من خلالها، الأمر الذي "يحرك الإرهاب ضد إسرائيل ومصر معًا". ولفتت الصحيفة إلى أن "السيسي يستعد لدخول الساحة السياسية المصرية والعربية كطائر العنقاء الأسطوري – وفقا لبعض المعتقدات طائر خالد لا يموت-؛ فالجنرال المبتسم الذي يظهر جماهيريًا بملابس مدنية، يذكر في مقابلاته الإعلامية التي تجرى باللهجة المصرية الدارجة بالرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، ويرى أن إصلاح البلاد اقتصاديًا واجتماعيًا هو على رأس أولوياته، كما أنه يؤكد على تعزيز المنظومة العربية، وحل القضية الفلسطينية، تحت كنف القيادة المصرية الأم، والتي تقيم علاقات إيجابية مع دول الغرب". وذكرت أنه في غضون ذلك "تستمر قناة الجزيرة القطرية، في إشعال الجماهير ضد السيسي"، مضيفة أن "المتحدثين باسم القناة اعترفوا أن معدل التصويت للجنرال مرتفع في الخارج، لكنهم زعموا أن نسبة المشاركين في الاقتراع كانت منخفضة". وأشارت إلى أنه "في جهد بارع تميز بتفكير استراتيجي، قاد السيسي الفلسطينيين إلى المصالحة برعاية القاهرة، وظهر كقائد زعيم على الصعيد الفلسطيني وسمح للقيادي الحمساوي البارز موسى أبو مرزوق بالمشاركة في المفاوضات، ودعا خلال الفترة الأخيرة حماس إلى إصلاح علاقاتها مع القاهرة". وقالت إن "السيسي يتبع سياسة متساهلة فيما يتعلق بمنظومة العلاقات التكتيكية والاستخباراتية مع مسئولي حماس البارزين في معبر رفح الحدودي دون أن يتنازل عن المصالح الأمنية لمصر في شبه جزيرة سيناء". وأشارت إلى أنه "عشية الانتخابات الرئاسية بعث السيسي بهذه الرسالة المهدئة لحماس قاصدا من وراء ذلك الراعية لها قطر، في الوقت الذي يقبع فيه صحفيو الجزيرة بالسجون، كما أن هذه الرسالة تشكل بالون اختبار وديًا لخصومه من الإخوان المسلمين داخل الوطن، والذين حوكم بعضهم بالإعدام". وأضافت "يبدو أنه على الصعيد السياسي يعمل السيسي بتنسيق مع اللاعب الأمريكي الجالس في المقعد الخلفي في إطار خلق جبهة سنية مع دول الخليج الموالية للغرب ضد إيران، وبشكل متزامن يتم تحييد المتطرفين الإسلاميين الذين يهددون المنطقة والسلام العالمي". وختمت الصحيفة تقريرها بالقول "يبدو أن معانقة أبوالهول التي يقترحها السيسي على حماس هدفها تحييد قدرات الحركة العسكرية لضمها وإدراجها كتنظيم سياسية في منظمة التحرير الفلسطينية". وأوضحت أن "الهدف من وراء هذه الخطوة هو تعزيز شرعية السلطة الفلسطينية كممثلة عن قطاع غزة في المفاوضات مع إسرائيل". وقالت: "السؤال الذي لا يزال موضع شك هو هل ستتخلى حماس والمنظمات التابعة لها عن قدراتها العسكرية التخريبية مقابل رعاية مصرية والاتحاد مع السلطة الفلسطينية".