قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية: إن ظهور الدكتور محمد البرادعي كمرشح محتمل للانتخابات الرئاسية المصرية العام المقبل، إلي جانب تحويل معركته السياسية من أجل الإصلاح إلي الشارع يمثل اختباراً حقيقياً لمعرفة إلي أي مدي يمكن للرئيس محمد حسني مبارك أن يقبل منافسة قوية في صناديق الانتخاب العام المقبل. وقالت الصحيفة الأمريكية في تقرير نشرته أمس علي موقعها الإلكتروني: إن معظم المحللين السياسيين كانوا يتفقون علي أن عام 2011 سيشهد انتقال حكم مصر من مبارك إلي نجله جمال الذي يعد أقوي المرشحين لخلافة الرئيس المصري. إلاَّ أن دخول البرادعي إلي الحياة السياسية أربك كل الحسابات، خاصة بعدما أظهر استقباله في المطار - الذي يشبه استقبال الأبطال - مدي تعطش المصريين للتغيير. وأضافت «وول ستريت جورنال» بالقول إنه علي الرغم من القمع الأمني الذي يمارسه النظام المصري ضد البرادعي، فإن ذلك لم يمنع المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة المصرية من النزول إلي الشارع و الظهور وسط مؤيديه في محافظات مختلفة. وقال التقرير إن السلطات المصرية تتجنب الهجوم المباشر علي البرادعي أو قيادات حركته، إلا أنها لا تتوان عن قمع واعتقال أنصاره من الشباب المتحمس، وأشار التقرير إلي حدوث واقعة اعتقال اثنين من النشطاء الشباب اللذين كانا يعلقان ملصقات وشعارات مؤيدة للبرادعي في شهر فبراير الماضي. ونقلت الصحيفة عن مصطفي علوي سيف - رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة وعضو الحزب الوطني الحاكم - قوله إنه من المستبعد وصول البرادعي إلي صناديق الانتخاب لأنه لن يستطيع حشد التأييد الشعبي الكافي لدخول الانتخابات، مضيفاً: الدستور ليس قرآنًا، فهو ليس كتابًا مقدسًا، ولكن «18 شهر» ليست كافية لحشد التأييد اللازم لدخول الانتخابات. وأضاف بالقول: إذا كان البرادعي جاداً في خوض الانتخابات الرئاسية فعليه الانضمام إلي أحد أحزاب المعارضة، وهو ما رد عليه عبد الرحمن يوسف - مقرر الحملة الشعبية المستقلة لدعم ترشيح البرادعي - بالقول إن الانضمام إلي حزب معارضة هو أفضل خدمة ممكن أن يقدمها البرادعي للنظام، فمجرد الانضمام إلي حزب مرخص فإنك قد دخلت المسرحية، ويبقي السؤال الآن هو: «من الذي بني المسرح ومن الذي يكتب النص المسرحي؟» في إشارة إلي سيطرة النظام المصري علي جميع الأحزاب المحسوبة علي المعارضة.