السلام عليكم.. لو سمحتم أنا مخنوقة أوي ومش عارفة ألاقي حل لمشكلتي.. أنا مخطوبة بقالي سنة و6شهور، وأنا وخطيبي بنحب بعض جدا، خطيبي بيشتغل في الكويت وبيرجع البلد كل فترة، وأخته متجوزة هناك وعايشين مع بعض. المشكلة إن من شهرين رجعوا يقضوا الأجازة هنا، بابا عنده محل بيع أحذية رجالي، فخطيبي أخد جوز أخته وراح لبابا يشتري من عنده، فبابا ماكرمهومش ولا نقص في الثمن، وحرج خطيبي جدا قدام جوز أخته، وخطيبي عصبي ومابيسيبش حقه، فقام راح لبابا وعلّا صوته في الشارع، وحصلت مشكلة بينه وبين بابا، وبابا كان عايزني أسيبه، فأنا مارضيتش لأني عارفة إن بابا غلطان. ووقفت جنبه وخليته يكلم بابا يعتذر له، وهو عمل كده علشان بيحبني، المهم سافر ورجع تاني من أسبوع، ومابقاش يكلم بابا زي الأول، بجد أنا عندي مشاكل كتير بسبب الموضوع ده بين أهلي وخطيبي، وعمال يقول أنا مابنساش اللي هانني، ولا عمري هانسى، ويوم ما نتجوز هتروحي لهم وهايجوا لك بس مش هابقى موجود. أنا طيبة جدا وبيتضحك عليّ بكلمتين، ومش عارفة أتعامل مع حد في الزمن ده، حاسة إني ضعيفة أوي وكل الناس بتنهش في بعض، وأنا مش عارفة أعمل حاجة، أنا خايفة من المستقبل أوي لأن خطيبي بيعمل مشاكل مع ناس كتير، بس أنا بيعاملني بطريقة تانية، خايفة بقى لو اتجوزنا تتغير المعاملة وأتضرب وأتهان، وأنا أصلا مابعرفش آخد حقي.. قولوا لي أعمل إيه؟
nosa
عزيزتي.. مشكلتك في كلا الشخصين، فوالدك يبدو من طابعه البخل، فها هو يبخل أن يجامل خطيب ابنته وزوج أخته في شيء بسيط مثل هذا، كأن يعطي خطيب ابنته البضائع دون مقابل كهدية له، أو على الأقل يعطيها له بثمن مخفض، حتى يظهر لخطيب ابنته الود والمجاملة، ويُكبّر بهذا الخطيب أمام زوج أخته، فقد قال رسول الله عليه الصلاة والسلام "تهادوا تحابوا"، ومن الطبيعي والمتوقع أن يقوم والدك بهذه المجاملة لخطيب ابنته. أما خطيبك فهو يبدو بكل أسف طماع ويريد أخذ أي شيء، حتى أنه غضب بشدة لدرجة أنه ذهب لأبيك ورفع صوته في الشارع، ثم تبع ذلك تصرفات غريبة، من أنه لا يتحدث إليه، ويقول لك إنه لا ينسى أي منازعة من أي شخص، أي أن قلبه أسود، كما أنه لن يزور أهلك بعد الزواج. وكل هذه ردود أفعال مبالغ فيها على تصرف والدك، فلو كان خطيبك خاليا من الطمع ومنطقيا في أفعاله لتعجب من فعل والدك، ربما انتقده داخله أو مع أسرته، وربما نعته بالبخل، ولكن كرامته كانت ستأبى أن يبيّن جشعه وضيقه من أمر كهذا. لذا فكّري يا عزيزتي.. أي حياة هذه تحياها فتاة مقبلة على الزواج؟! وكيف تكون علاقة زوجها بأهلها بهذه الطريقة؟! وهنا الحكم لك عزيزتي، وأنت التي تقررين من منهم على حق، فإن كان أبوك ليس بخيلا وقد فعل ما فعل حتى يرى رد فعل خطيبك وإن كانت كرامته لن تسمح له بأن يفكر في الموضوع بهذه الطريقة التي تدل على طمعه فيك بشده، وأنه سوف يستاء قليلا من تصرف أبيك الذي لا يليق، ولكن لأن له عزة نفس وكرامة سوف يجعل الموضوع يمر مرور الكرام، ويتعامل معك بنفس الحب والود، ولا يفعل كل ما فعل حتى يظهر بهذه الصورة غير اللائقة، والتي أظهرته في صورة الطماع، والذي يطمع في أن يعطيه حماه الأشياء دون مقابل. فأنت عزيزتي لم تذكري أي شيء عن طابع أبيك، هل طابعه البخل؟ بخيل عليكم وعلى الناس جميعا؟ هنا يكون خطيبك محقّا، ولكن ليس له أن يظهر نفسه بهذه الصورة الرديئة بأنه طماع، لأن خطيبك في الحالتين سواء كان أبيك بخيلا فعلا، أم أنه يختبر الخطيب، قد ظهر بصورة سيئة للغاية، فلا أحد يرى هذه الصورة إلا وقال إن هذا الخطيب يطمع فيك وفي أسرتك فأبيك حر في تصرفاته، وليس عليه محاسبته، إن كان يريد أن يتزوج فتاة أبيها بخيل فليكمل الزواج، أما إن كان هذا يسيئه فله أن يتركك ولا يتم الزواج.. وهنا تكونين أنت الحكم يا عزيزتي، فإن كنت تري أن أبيك بخيل بالفعل، فلك أن تغفري لخطيبك هذا الأمر وتقنعيه أن هذه طبيعة أبيك، ولكنك أنت مختلفة في هذا تماما معه، ولكن لا بد أن يقتنع بأن هذا لا يضيره في شيء ما دام لا يطمع فيما مع أبيك أو معك، أما إن كان أبوك من وجهة نظرك ليس بخيلا، وأن هذا مجرد اختبار من أبيك لخطيبك، والذي في الحالتين كان لا بد له أن يتغاضى تماما عن تصرف الأب حتى لا يظهر في صورة العريس الطماع، ففي هذه الحالة تأكدي يا عزيزتي أن هذا الخطيب رجل طماع، وليس هذا فقط، بل ويؤسفني أن أقول لك إنه يفتقد الكرامة، وعزة النفس، التي في الحالتين سواء كان أبوك بخيلا أم لا، فكان لا بد له ألا ينظر إلى هذه الصغائر، ويقوم بعمل كل هذه المشكلات من أجلها. فصدقيني يا عزيزتي إن كان هذا طابع خطيبك، فهو لا يصلح للزواج، وكما تنبأت أنت ستظهر كل تصرفاته السيئة هذه بعد الزواج بصورة شديدة، طالما أنها ظهرت بهذه الطريقة وأنتم ما زلتم على البر، فلك الخيار هنا من أن تعيشي مع رجل يكره أهلك ولا يذهب لهم ولا يجد بينه وبينهم أي ود، علاوة على شدة طمعه التي تظهر بصورة جالية، أم أن تتركيه، وفقك الله لما فيه الخير..