ميرسي يا بص وطل على اهتمامك بمشاكلنا، أنا عندي فضفضة عايز رأيكم فيها. أنا مخطوبة يعني هو كلم أهلي وكده وقرينا فاتحة وكل حاجة رسمي؛ بس مستنيين الإجازة بتاعة بابا لما يرجع نعمل بقى خطوبة، وهما قرايبنا من نفس العيلة؛ بس من بعيد شوية. المهم بقى إن خطيبي ده أنا خايفة منه أوي عشان عمل كام حركة كده مخلياني مرعوبة: 1- كانت فاتحة أختي عملناها في البيت عندنا ومش عازمين ناس كتير عشان يادوبك المكان يقضّي أقرب المقربين؛ المهم ماما كلمته وعزمته لوحده، وهو قال هييجي، وكلم أختي و بارك لها، وكله تمام ومظبّطين كل حاجة؛ جه بقي يوم الفاتحة اتأخر فباكلمه باسأله اتأخرت ليه وكده إحنا مستنيينك، قال لي أنا مش هاجي، ليه يا ابني؟ عشان شايف إن إحنا ما احترمناش أهله وما عزمناهمش ولا عرّفناهم حتى، وإن إحنا عزمنا عليه عزومة مراكبية عشان و لا حتى بابا كلمه، أنا اسبهليت لأن لحد قبلها بساعة كنا عادي خالص، وهتلبس إيه وهتلبسي إيه وكله تمام. المهم حصلت بقى مشكلة، وبابا اتكلم معاه؛ بس للأسف ما اقتنعش برضه إن هو غلطان وأنا خفت جداً، وحسيت إن عقله صغير أوي؛ بس الموضوع يعني عدى، واتكلمنا فيه كتير لحد ما خلاص بقى اتفقنا إن ما يبقاش فيه حساسية كده عشان الحياة تمشي. هي حركة بسيطة؛ بس أنا مش قادر أنساها عشان حسيت كمان إن هو خدعني كده عشان كان قايل لي هاجي هاجي وفاجأني يوم الفاتحة بالحركة دي. 2- الحاجة التانية بقى حساسة أوي؛ إحنا عارفين بعض بقالنا مثلاً سنة ونص، أوك، المهم إن إحنا على طول بنشوف بعض في بيتنا، مش بنخرج إلا قليل أوي؛ المهم بقى إن هو على طول بييجي إيده فاضية، قليل أوي لما يجيب حاجة غير كده، وعلى طول كان بيديني عيدية في العيد، العيد ده بقى جالنا وبعدين مشي وقال لي أنا نسيت أديكي العيدية، وبعدين نفّض. فأنا مش عارفة أنا مزوداها، ولا دي علامات المفروض إن لها معنى؛ بس غير كده إحنا متفاهمين إلى حد كبير، وفيه بيننا توافق كويس والحمد لله، وعلاقتنا كويسة؛ بس برضه عايزة أعرف رأيكم، هل أتجاهل المواضيع دي ولا إيه؟ وميرسي أوي يا بص وطل إنك موجود في حياتنا. muddle
أولاً برجاء تقبّلي مني ومن كل أسرة بص وطل تهانيها وتمنياتها بالزواج السعيد في المستقبل إن شاء الله لك ولأختك التي قُرأت فاتحتها لتوها. لا أريد الاستزادة والإطالة في الموقف الأول الذي رويته؛ حيث امتنع خطيبك عن حضور قراءة فاتحة أختك انتصاراً منه لكرامته وكرامة أهله التي اعتقد أنها أهينت برفضكم دعوتهم. ولا بأس في هذا الشأن؛ فالحساسية في موقف كهذا أمر مشروع، ويمكن قبوله منه؛ هذه واحدة. ولكن الأقرب لما حدث في هذه الواقعة أنه كان بالفعل يرى في عدم دعوتكم لأهله شيئاً منطقياً نظراً لمحدودية الدعوات؛ ثم حدث أن كان لأهله رأي آخر، وأقنعوه به، وهو أنه فيما فعلتم شيء من عدم الاحترام لهم؛ فاقتنع وانتصر لهم، وبالتالي يجب ألا تتوقفي كثيراً عند هذا الموقف؛ فهو موقف عابر لا يعبّر عن شخصه. النقطة الأهم التي استشعرتها من بين ثنايا كلماتك؛ هو اهتمامك الواضح بالشكليات المادية، وعلى الرغم من أنني لست من مناصري تلك النظرة الحالمة للحب بأنه لا يعبّر عنه سوى بالمشاعر ولا داعي للهدايا والمجاملات المكلفة؛ ولكن في هذه الحالة، وكما وضح من حديثك؛ أنه كان مداوماً على إعطائك العيدية كل عيد؛ ولكنه لم يفعل في هذا العيد فقط، وبالتالي لا أرى في تصرفه بخلاً أو عدم اهتمام؛ لأن المبررات التي يمكن أن تسوقيها لنفسك دفاعاً عنه كثيرة ومنها: أنه ربما يمر بضائقة مالية وتحرّج من أن يفصح لك عنها نظراً لحساسية الموقف، والتي تكون موجودة في أي موقف خاص بالماديات. ربما أنه نسي بالفعل أن يعطيكي تلك العيدية لسبب أو لآخر، وأنا شخصياً أعرف ثنائياً متحاباً للغاية، ونسي أحدهما عيد ميلاد الآخر رغم أنه يحبها بشكل قوي، ولم يكن معنى نسيانه عدم اهتمام أو فتور في المشاعر؛ فهو يحبها حباً جماً؛ ولكن كل ما في الأمر أن النسيان هي صفة إنسانية وارد أن تحدث في أي شيء. نصيحة صغيرة أقدمها لك يا m، وهي ألا تجعلي المادة والهدايا وهذه الأمور فاصلاً ومعياراً حاكماً في علاقتك بخطيبك؛ لأنها ستكون بداية النهاية، سوف يشعر حينها أنك تتسولين هداياه وليست مشاعره، وبالتالي نحن في غنى عن الوصول لهذه النتيجة طالما أنه ليس بخيلاً، وطالما أنه سبق وأن قدم لك عيدية وهدايا وخلافه، وإذا استمر في التصرف بهذا الشكل يمكنك حينها أن تنبّهيه بطريقة غير مباشرة كأن تجلبي له هدية دون مناسبة وتقدميها له، وعندما يسألك عن السبب تؤكدين له أن الهدايا هي تعبير عن المشاعر وتعبير عن الحب؛ بصرف النظر عن قيمتها، وأنه ليس من الضروري أن ترتبط الهدية بمناسبة معينة.