أجرت صحيفة "جارديان" البريطانية اليوم السبت حوارا مع طبيب سوري شهد أحداث هجوم غاز السارين الذي أودى بحياة 1500 شخص في الغوطة منذ قرابة ثلاثة أشهر. وقال الطبيب السوري علي أبو عماد – في الحوار الذي بثته صحيفة "الجارديان" البريطانية على موقعها الإلكتروني - إنه لم يسمع انفجارا يدل على سقوط الصاروخ، بينما تبين له من توافد أعداد كبيرة من المصابين على مستشفاه المؤقتة حدوث شيء خاطئ، مضيفا أنه "خلال الست ساعات الأولى من الهجوم، وصلنا أكثر من ستة آلاف شخص يعانون من أعراض مختلفة، ولكن أغلبهم كانوا يعانون من صعوبة في التنفس". ولفت أبو عماد إلى أنه قبل وقوع الهجوم "كنا نعاني بالفعل من نقص في الأدوية والعمالة الطبية، مما جعلنا غير متأهبين لمثل هذا الهجوم حيث لم يكن لدينا أقنعة أو ملابس من التي تستخدم عادة للوقاية من الأسلحة الكيميائية". وأوضحت الصحيفة أن أبو عماد، الجراح البالغ من العمر خمسة وثلاثين عاما، عالج الضحايا الذين تدفقوا على المستشفى مع ثلاثة أطباء آخرين بقدر استطاعتهم، كما أضاف أبو عماد أن المصابين الذين وصلوا إلى المستشفى كانوا يعانون من نوبات تشنج وزيادة في لعاب الفم وصعوبة في التنفس، ونوه إلى أن غاز السارين يهاجم الجهاز العصبي، حيث تستطيع أقل كمية من الغاز أن تقتل أي شخص في دقائق. وأوضح أن المستشفى كانت تعمل بدون كهرباء نظرا لنقص الوقود، مضيفا أنه لم يكن لديه الكثير من العمالة الذين تم تدريبهم طبيا، كما قال "إنه بعد مرور ثلاث ساعات، نظرت إلى الضحايا المتواجدين على أرضية المستشفى حيث لم يكن لدينا أي أسرة في المستشفى، حينئذ شعرت كما لو أنه يوم القيامة، مضيفا أنه من المحال أن يكون ذلك مشهد طبيع نراه على الأرض، لقد شعرت حينها أنني كنت على كوكب آخر". ولفتت الصحيفة إلى أنه بعد مرور ثلاث ساعات من العمل المضني، بدأ أبو عماد يعاني من أعراض الغاز، ألا وهي الصعوبة في التنفس والاجهاد وتقلص في حدقة العين، مضيفا "حينئذ لم أجد من يعطني عقار الأتروبين لمساعدتي على التنفس أو يزودني بالأوكسجين". وأشار أبو عماد إلى أنه شاهد معاناة مئة طفل، توفي منهم 20 طفلا، مضيفا أن بعض الأطفال جاءوا الى المستشفى في حالة سيئة للغاية وتوفوا بعد نحو ساعة من وصولهم الى المستشفى، بينما بقي بعضهم على قيد الحياة لمدة يوما آخرا، وآخرون لليوم الثالث، كما توفي البعض منهم بين يديه. واختتم أبو عماد حواره مع "جارديان" قائلا "لا زلت أعاني منذ ذلك حاليا حيث أن وجوه الأطفال لم تتركني حتى اليوم، كما أنهم متواجدون معي في غالبية الوقت، لذا فإنني أشعر أنني لست الرجل ذاته الذي كنت عليه قبيل هجوم الغوطة".