أكد الدكتور محمد شحاتة، من علماء الأزهر الشريف، خلال كلمته فى مؤتمر الوحدة الوطنية أنه لا فرق بين مسلم ومسيحى لأن الخالق واحد ولا مجال لأن يتفاضل إنسان على آخر إلا بالعمل. وأشار «شحاتة» إلى أن حرب 73 تكاتف المسلم والمسيحى لقتال العدو، ولم نفرق بين شهدائنا سواء مسلمين أو مسيحيين وهو ما حدث أيضاً فى ثورة يناير المجيدة. وطالب «شحاتة» بتجديد الخطاب الدينى للمسلمين والمسيحيين، وقال إن مصر لن نسقط أبداً، وأقول لمن يشعلون الفتنة عودوا إلى أدراجكم فما فشل فيه الاستعمار خلال مائة عام لن تستطيعوا أن تفعلوه الآن. الحمد لله خالق الإنسان فسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته وما فى الأكوان والصلاة والسلام على النبى صلى الله عليه وسلم.. أحبتى سلام الله عليكم ورحمته وبركاته إننى سعيد أن أتواجداليوم لأبين لكل أعداء الوطن والإنسانية أنه لا فرق بين مسلم ومسيحى لأننا فى النهاية مخلوقون لله سبحانه وتعالى فلا مجال أن يتفاضل إنسان على إنسان إلا بعمله. وهذه كلمة أوجهها لمن سولت له نفسه بأن يذكى رائحة الفتنة فيوقع بين المسلمين والمسيحيين، فأعود إلى كتاب ربى فى أول سورة النساء «يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً». هذه الآية تفسيرها أن التفاضل بيننا بالعمل فكلنا مخلوقون من نفس واحدة سواء مسلماً أو مسيحياً لأن خالق الجسد الله عز وجل. وأما موضوع الديانة فكل إنسان كتب هل سيكون مسلماً أو مسيحياً فلا مجال للتفاضل.. وأن بعض الناس دائماً يريدون الفتنة فيدرأ المصرى أخاه المصرى وعليهم أن يتذكروا حرب 73 كان المسلم والمسيحى كلاهما يقاتل عدواً واحداً فلم نفرق بين شهدائنا سواء مسلمين أو مسيحيين وتكرر الوضع فى ثورتنا المجيدة 25 يناير، لم أكن أدرى الذى يسقط بجوارى مسلماً أم مسيحياً ولكن كان السؤال هل هذا شهيد مصرى أم غير مصرى الذى يحاول دائماً أن يتشدق باسم الدين، وأن يوقع المصريين فى بعضهم البعض. وأقول لبعض دعاة الفتنة وكما قال نيافاة الأنبا لابد من تجديد الخطاب الدينى على كلا المستويين المسلم والمسيحى وأعود لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذى استقبل وفد نصارى مصر داخل المسجد وأذن لهم أن يصلوا داخل المسجد، إذن الإسلام يتقبل كل الناس ويقبلهم وأيضاً الديانة المسيحية هى ديانة محبة، ديانة الروحانية ليس فيها أى عنف فسيدنا عمر بن الخطاب وهو معروف بفاروق الأمة يدخل بيت المقدس فاتحاً فيأتيه كبير القساوية ليسلمه مفاتيح المدنية ويقيم الصلاة ويعرف هذا الرجل بكرم أخلاقه بأن القرآن قال عن النصارى «لتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون» هذه الروح التى يجب أن تسود فإذا بسيدنا عمر يرفض ويصلى على سلالم الكنيسة ويقول أخشى أن يقول الناس إن عمر صلى داخل الكنيسة فيأخذوها أعداء الإسلام، ودعوة أيضاً القسيس الذى أراد أن يثبت أن الديانة المسيحية ديانة عظيمة. وأعود لكلمة نيافة الأنبا وللفيلم الوثائقى قس من قساوسة الكنيسة الأرثوذكسية يعتلى منبر الأزهر ويخطب في الناس وداخل الجامع الأزهر المسلمون والمسيحيون لا أحد يفرق بين هذا وذاك الكل يتكلم عن وحدة الأمة وأعود لأذكر أنه لن تسقط مصر أبدا لأن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: «إذا فتح الله عليكم مصرا فاتخذوا منها جنداً كثيفاً فإنهم خير أجناد الأرض قيل ولماذا يا رسول الله؟ قال: لأنهم في رباط الي يوم القيامة»، إذن لن تسقط مصر أبدا وأقول للذين يشعلون الفتنة عودوا أدراجكم لن تفلحوا أبدا فما فشل فيه الاستعمار طيلة مئات الأعوام لن تستطيعوا أن تفعلوه الآن. وأكد أيضا أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كانت زوجته نصرانية مارية القبطية وهي أول من ولدت له ولداً وهذا مثال بسيط علي أننا بيننا وبين المسيحيين نسب وصهر. الكنيسة المصرية ما حدث لها في الأيام الأخيرة هو مخطط لإيقاع الشعب المصري في بعضه لأن يقتتل الشعب فهم لن يستطيعوا أن يجتازوا رجال الجيش البواسل أو يستأسدوا عليه فالجيش المصري يضم مختلف فئات الشعب سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين وإننا مهما حاول أعداؤنا فإننا في رباط مع بعضنا البعض وأتذكر عندما كنت صغيرا كان لنا جيران مسيحيون ورب هذه الأسرة كان يداعبني حتي إنني كنت أقضي معظم وقتي معه ومع اولاده وما يحدث الآن هو صناعة غربية لأن دول الاستعمار مبدؤها «فرق تسد»، وهم لن يسودوا إلا اذا فرقوا بيننا ولن يسودوا أبدا. أما الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ومعه البابا تواضروس فأسأل الله أن يجعلهما زخرا لمصر وأن يجعلهما في محبة دائمة وبما يتعرضان هذه الأيام لهجمة شرسة علي جميع الأصعدة وأقول: الأزهر باق وبجانبه الكنيسة باقية لأننا نتحدث عن 14 قرناً كان فيها الإسلام والمسيحية قد تكاتفا خلالها في كل المحن التي مرت فمحنة صغيرة كهذه المحنة أقول هي محنة تافهة فيها بعض الصبية لا أتكلم عن انتماءاتهم فالعقيدة سيحاسبنا عليها ربنا يوم القيامة وسيحاسبنا أيضا علي أفعالنا ما حدث من بعض الأفعال سواء من هذا الجانب أو ذاك هي أعمال صبيانية تذكر بروح التخاذل والخيانة لهذا البلد ولابد علينا أن نعتلي فوق هذه الأزمة كل في موقعه سواء كان إعلامياً صحفياً أو في مركز أو منصب أو رجل دين يجب علينا أن نرتقي بأرواحنا وأفعالنا وأقوالنا لأننا سنحاسب يوم القيامة علي أقوالنا وأفعالنا. وأتمني أن تكون مثل هذه الاحتفالية في ميدان التحرير كمثل أن احتفلنا يوم أن حررنا وطننا من استعباد كان استعبادا سياسيا وأتمني أن نتحرر من الاستعباد الطائفي الديني والذي يأتي بسبب نظر كل واحد لنفسه ولا ينظر لأخيه وكلنا من أب واحد وأم واحدة فهل يجوز للأخ أن يقتل أخاه وإياكم أن يذكي أحدنا رائحة الفتنة وإياكم أن يتجرأ أحدكم علي أن يقتل رجلا أو امرأة أو طفلا أو أن يحرق مسجدا أو كنيسة هذه من المحرمات عند الله يوم القيامة سنحاسب عليها حساباً شديداً.