التحالف الوطني يعزز شراكاته مع الأمم المتحدة    «شهباز» يهنئ هاريني أماراسوريا لتوليها رئاسة وزراء سريلانكا    ‫ ماذا لو انتصرت إسرائيل ؟    روسيا: العالم الحديث يواجه تحديات غير مسبوقة ووحدة الدول ضد النازية دفعت لإنشاء الأمم المتحدة    أحمد خالد حسانين وعبد الواحد السيد ينهيان إجراءات وصول بعثة الزمالك    محافظ الإسماعيلية يتفقد نادي وشاطئ الفيروز ويوجه بسرعة تطويره ورفع كفاءته    محافظ الدقهلية يشهد نموذج محاكاة للتأكد من استعداد الوحدات المحلية لمواجهة سقوط السيول والأمطار    مهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما يعلن أسماء لجان تحكيم مسابقاته    فنانو مصر يدعمون لبنان    صندوق أسرار مريم الجندي.. والدها من أشهر الفنانين وأخوها مخرج معروف    خالد الجندى: الله خاطب المشككين في وجوده بهذه الآية    افتتاح مشروع تطوير مجمع رعايات الأطفال للأمراض المعدية بحميات العباسية    متحدث الإسكان: قرار إلغاء 70% من غرامات تأخير الشقق والمحال لدعم المواطن    أهالي "كفر الأشقم" بالشرقية يسغيثون: بقالنا 3 سنين من غير مياه | صور    وزير الكهرباء يشارك في فعاليات أسبوع الطاقة الروسي    آس: بينيا يشعر بالغضب بسبب خطوة برشلونة بعد إصابة تير شتيجن    وزارة الرياضة تنفذ سلسلة من الأنشطة المتنوعة للنشء بمراكز الشباب    هيئة الكتاب تشارك ب500 عنوان فى معرض الكتاب بنقابة الصحفيين    تأكيد مشاركة 45 وزيرًا و70 رئيس مدينة حتي الآن.. تفاعل دولي ومحلي واسع لاستضافة مصر المنتدى الحضري العالمي 4 فبراير المقبل لتدشين حقبة جديدة للتنمية العمرانية    البنك المركزي المصري يقبل ودائع بقيمة 848.4 مليار جنيه    «100 يوم صحة» قدمت 85 مليون و960 ألف خدمة مجانية خلال 54 يوما    بكتيريا «الإيكولاي».. انتبه لأطفالك في المدرسة    محافظ المنيا: متابعة أعمال رصف ورفع كفاءة عدد من الشوارع والطرق بمركز بني مزار    رئيس جامعة القاهرة: لدينا علاقات قوية مع الجامعات الصينية ونبحث تبادل الزيارات والبرامج المزدوجة    بمجموعة من الإعفاءات.. «الضرائب»: النظام المتكامل للممولين يتميز بالتعامل مع كافة الأوعية    تين هاج: أنا مشجع لفريق تفينتى ولم أرغب فى مواجهته    اتحاد الكرة يعلن عن تشكيل الجهاز الفني لمنتخب الشباب بقيادة روجيرو ميكالي    وزير العمل: مصر تدعم كل عمل عربي مشترك يؤدي إلى التنمية وتوفير فرص العمل للشباب    لصحة أطفالك.. فوائد ممارسة الرياضة أثناء الدراسة    المشاط تلتقي ممثلي «منتدى الشباب» ضمن قمة المستقبل 2024 بنيويورك    وزيرة التضامن تتوجه إلى جنيف للمشاركة في فعاليات الدورة ال 57 لمجلس حقوق الإنسان    وزير الخارجية: قضية المياه وجودية لمصر ولن نسمح لأي دولة بالتصرف وفق أهوائها    المواطنة والهوية الوطنية.. كيف تؤثر القيم الإنسانية في مواجهة الفكر المتطرف؟    اختلال عجلة القيادة.. تفاصيل إصابة 4 أشخاص إثر تصادم سيارتين بمنشأة القناطر    الجيزة تزيل 13 كشك و"فاترينة" مقامة بالمخالفة بالطريق العام في المنيب    بلال ل أحد منتقديه: نصحناك من 20 سنة..«تمارس مهنة مش مهنتك»    «إلغاء الوجبات المجانية على الطائرات».. توجه عالمي لشراء المأكولات قبل السفر (تفاصيل)    زيلينسكي يسعى لحشد الدعم للبنية التحتية للطاقة في أوكرانيا    الشلماني يثير حفيظة القطبين قبل موقعة السوبر    جامعة الأزهر: إدراج 43 عالمًا بقائمة ستانفورد تكريم لمسيرة البحث العلمي لعلمائنا    طقس الفيوم.. انخفاض درجة الحرارة والعظمى تسجل 33°    CNN: استراتيجية ترامب فى إثارة مخاوف الناخبين بشأن الاقتصاد تحقق نجاحا    إيرادات مفاجئة لفيلم عاشق في دور العرض المصرية.. تفاصيل وأرقام    «سيدات سلة الأهلي» يواجهن الشمس ببطولة منطقة القاهرة    صوت الإشارة.. قصة ملهمة وبطل حقيقي |فيديو    النزلات المعوية.. مستشار الرئيس: نستنفر لخدمة المرضى دون تأخير.. ده واجب قومي علينا    ضغوطات وتحديات في العمل.. توقعات برج الحمل في الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر 2024    وفاة الفنان محمود صفا وزوجته في حادث سير مروع    وزير الخارجية: لا يمكن الحديث عن تنمية اقتصادية واجتماعية دون أمن واستقرار    الإسماعيلي ينتظر رد «فيفا» اليوم لحسم ملف خليفة إيهاب جلال (خاص)    وزير الدفاع يشهد تنفيذ المرحلة الرئيسية لمشروع مراكز القيادة الاستراتيجي التعبوي التخصصي    العراق يمنح سمات الدخول إلى اللبنانيين الواصلين إلى المنافذ الحدودية    ضبط مخزن في طنطا لإعادة تعبئة المبيدات الزراعية منتهية الصلاحية باستخدام علامات تجارية كبرى    الصحة تعلن حصول 3 مستشفيات على شهادة اعتماد الجودة من GAHAR    بالفيديو.. أسامة قابيل للطلاب: العلم عبادة فاخلصوا النية فيه    الإفتاء: الإسلام حرم نشر الشائعات وترويجها وتوعد فاعل ذلك بالعقاب الأليم    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 24-9-2024 في محافظة قنا    أضف إلى معلوماتك الدينية| دار الإفتاء توضح كيفية إحسان الصلاة على النبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المفكر الإسلامي الكبير فريد عبدالخالق في حوار مع "الوفد":
المرجعية الدينية لا تعني شل أفكار الناس الدستور من وضع البشر وليس كتاباً إلهياً ويمكن تغيير المواد الخلافية
نشر في الوفد يوم 28 - 02 - 2013

ضيف هذا الحوار هو أحد القيادات التاريخية لجماعة الإخوان المسلمين الذي عاصر بداياتها وأزماتها منذ أوائل القرن الماضي وحتي وصولها الي السلطة، يؤمن بالحريات التي كفلها الإسلام للجميع،
ويري أنها تؤكد حق المحكومين في أعناق الحكام ومساءلتهم دون تقديس ولا تأليه. متابع جيد للأحداث وحاضر الذهن رغم عمره المديد الذي قارب المائة عام، يدعو الجميع الي نبذ الخلافات والصراعات والتكاتف عبر حوار حقيقي لإعادة بناء مصر. كما يري أن موجة الاضطرابات السياسية الحالية هي نتاج طبيعي للتحرر من العقود الاستبدادية الطويلة.
هذا الحوار مع القطب الإخواني والمفكر الإسلامي الكبير الدكتور فريد عبدالخالق، يجيء في وقت شائك وأوضاع ملتبسة ومرحلة مفصلية ومهمة يزيد فيها الانشقاق والانقسام وتبرز خلالها ظواهر العنف والفوضي مما يهدر كيان الوطن بأكمله.
بطاقة شخصية
مواليد 1915
خريج معهد التربية العالي 1936
عمل مديرا لدار الكتب المصرية والوثائق القومية
وكيل وزارة الثقافة
شاعر وخطيب وباحث ومفكر
حصل علي الدكتوراه في الاحتساب علي ذوي الجاه والسلطان
دخل موسوعة چينيز للأرقام القياسية بصفته أكبر باحث في العالم يحصل علي دكتوراه عن عمر 94 عاما.
عضو الهيئة التأسيسية لجماعة الإخوان المسلمين.
من مؤلفاته: أساسيات في الإسلام والحضارة، الإخوان المسلمون فكرة وحركة، الإخوان المسلمون في الميزان، ديوان شعر بعنوان المقاومة، تأملات في الدين والحياة، في الفقه السياسي.
بماذا تفسر ما يحدث في مصر الآن؟
- ما يحدث في مصر الآن ليس بدعا لأن التطورات في المناخات السياسية والثقافية تعبر عن حركة الشارع وحركة المجتمع، وهذا شيء طبيعي لأن دول الربيع العربي بها مثل هذه القلاقل والفتن وهذا نتيجة أن الشعوب العربية عاشت تحت حكم استبدادي والشارع لم يشارك مشاركة عملية في اختيار من كان يحكمه أو كان يستطيع أن يحاسبه أو يغيره ودائما بعد الثورات الكبري تحدث مثل هذه الأمور من عدم الاتزان أو عدم تحديد الرؤية والمسار الصحيح في وقت قصير.
أليس سبب ما يحدث هو عدم تحقيق أهداف الثورة؟
- هذه الأهداف قد يختلف الناس عليها، أنا شخصيا أعتبر الهدف الأساسي هو التغيير الذي قامت من أجله الثورة والمطلوب استكماله وتحقيقه علي أرض الواقع حتي تكون ثورة تاريخية تغير وتؤثر وعلينا أن نرصد تطورات المجتمع التي تحدث.
كيف ترصد هذه التطورات؟
- التطورات والأزمات التي حدثت منذ 25 يناير وحتي الآن أحدثت نوعا من الالتباس في الفكر والتوجه وأفرزت مؤيدين وآخرين معارضين لدرجة أن المعارضة ليست للحاكم فقط بل يوجد اتهامات متبادلة، وبعض الإعلاميين غير مدققين أو منصفين في الاتهامات لجماعة الإخوان المسلمين وللرئيس الذي يمارس السلطة منتخبا من الشعب باختيار حر لدرجة أن منافسه الفريق أحمد شفيق هنأه واعترف بهذا ولكنه عاد بعد ذلك وهاجم الرئيس، فما يحدث امتداد طبيعي للثورات، وحسن البنا كان يؤكد احترام إرادة الشعوب حتي لا تشتعل الثورات وهي غير مأمونة ومكلفة كثيرا ولابد من وجود نوع من الحوار والتفاهم بين الحاكم وشعبه حتي نترك للأجيال القادمة مفهوما راسخا أن طريق التغيير يكون بأسباب مقبولة ومقنعة بعيدا عن الثورات، ويعرف الشعب طريقه الاستراتيجي بطريقة الاختيار عن طريق الانتخاب وتداول السلطة سلميا.
كيف تتم معارضة رئيس منتخب بهذه القوة خلال بضعة أشهر؟
- بصراحة ومن غير تعصب لأحد عندما نتحدث عن مستقبل مصر نري الأزمات والأهداف المختلفة التي جعلها تترك هذه الأزمات التي لا تتماشي مع الأهداف العليا للثورة ولا مع شرعيتها والكل يعلم أن الإخوان أصحاب دعوة ولهم مرجعية من الكتاب والسنة والشعب اختار محمد مرسي علي أساس هذه المرجعية، وبالنسبة للتيار الإسلامي في مقابلة التيار الليبرالي المدني واضح أن الإخوان عليهم مسئولية ودور كبير وهم قادرون علي هذا لأنهم الحمد لله استطاعوا أن يفرقوا بين العمل الدعوي الذي يقوم به مكتب الإرشاد بقيادة د. محمد بديع مرشد الجماعة وبين حزب الحرية والعدالة الذي يشرف عليه د. سعد الكتاتني حتي يحصل الشعب علي دوره ولا يوجد فصيل سياسي مهما كان يستطيع أن يدعي أنه صاحب الكلمة الأخيرة في مجريات الأمور.
ما علاقة الإخوان المسلمين بثورة 23 يوليو 1952؟
- كان يوجد علاقة بين جماعة الإخوان المسلمين وحركة الجيش قبل 1952 وذكر ذلك عبداللطيف البغدادي وكمال الدين حسين وأنور السادات والضباط الأحرار عايشوا الإخوان المسلمين بل وصل بعضهم الي حد المبايعة للإخوان علي أن يتعاونوا لصالح الأهداف العامة التي يعمل من أجلها الإخوان المسلمون وهو الإصلاح الذي يكون له مرجعية دينية، وهذه المرجعية عبارة عن وقفة عند الحاجات الحياتية للمجتمع بمعني أن الإسلام أقر مبادئ أساسية لا غني عنها للإنسان والمجتمع الكريم كالعدالة والمساواة واحترام القانون والمشاركة وليست مرجعية دينية بأن نضع الناس في قيود وأن نشل حريتهم وأفكارهم بأن يعيشوا في مجتمع ديني مغلق، ومن ناحية أخري الضباط شاركوا في تدريب بعض شباب الإخوان علي العمليات القتالية للمشاركة في حرب فلسطين وتفجيرات القناة قبل الثورة واستمر التعاون بين الضباط الأحرار والإخوان الي أن قامت الثورة في 32 يوليو 1952 وساندها الإخوان.
وماذا عن ثورة 25؟
- جماعة الإخوان المسلمين شاركت مشاركة فعلية وجادة في ثورة 23 يوليو 1952 ومع هذا لم تشارك في السلطة، وتم تنحيتها وإقصاؤها وفي ثورة 25 يناير شاركت جماعة الإخوان المسلمين مع جميع الفصائل السياسية المختلفة وأصبحت مسئولية علي عاتق الإخوان المسلمين بعدما ظفرت بثقة الشعب وحصلت علي أغلبية والوصول الي السلطة والمسئولية التي أعنيها أن يحقق الرئيس مرسي البرنامج الذي تقدم به وعلي أساسه أصبح رئيسا شرعيا ومنتخبا للبلاد بعد فترة كانت مصر تحكم من خلال رؤساء يأتون من المؤسسة العسكري.
لكن جماعة الإخوان المسلمين متهمة بإقصاء وتهميش غيرهم بعد وصولهم الي السلطة؟
- أي باحث منصف يري وجود ثورة مضادة علي ثورة 25 يناير وأن الإسلاميين لهم تكتل من الإخوان والسلفيين والجماعة السلفية وهذا تيار إسلامي قائم له قناعاته وفكره ونشاطه ويوجد التيار العلماني والليبرالي واليساري وهذا التيار له أحزابه وأفكاره الموجودة والبعض يحاول الوقيعة وعمل الفرقة بين التيار الإسلامي والتيار المدني العلماني وهذا ما يدعيه البعض بالإقصاء والتهميش والاستقطاب.
بهذا قد وضعت التيار المدني في كفة الثورة المضادة؟
- لا.. لم أقصد هذا ولست من أنصار هذا بالعكس لأني أري أن التفاهم والحوار والتوافق أرضية مشتركة ومتواجدة بين القوي السياسية جميعها طالما شاركت في ثورة 25 يناير ولا يجب أن ينظر الي القوي الثورية النهضوية علي أساس التفرقة التي قد تؤدي الي التناحر والصراعات علي الحكم وهذا ليس في الصالح العام، ولكن علي الجميع أن يعترف بطبيعة مصر الدينية سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين وهذا يجعل التوافق أكبر من الاختلاف الذي يجلب الصدام ويمنع التعاون المشترك الذي ظهر أيام الثورة ولهذا أري ضرورة الحوار بين الفصائل السياسية للتفاهم في القضايا المختلف عليها لإنقاذ مصر من تشتيت الجهود هذا انعكس علي الشباب الذي أصبح مشتتا وطرأت عليه أخلاقيات شاذة لم نكن نعرفها مثل العنف والتحرش الجنسي.
كيف تري أداء الإخوان المسلمين في السلطة؟
- الإخوان المسلمون في السلطة يؤدون دورهم بقدر ما يستطيعون وتوجد نقاط بها نقص أو ضعف وعلي كل فصيل أن يقيم نشاطه ويقوّم نقصه ويكمله وهذا ما تقوم عليه الجماعة وعلي باقي الفصائل أن تحذو نفس الحذو حتي ننهي الصراع والعنف بحوار حقيقي يقوم علي الثقة وليس حوارا يقوم علي الدعاوي الكاذبة والتخوين.
لكن هذه الثقة مفقودة بين الطرفين؟
- وجود مؤيدين ومعارضين شيء طبيعي لأن الاختلاف وارد ولكن لابد أن نحسن الظن ببعضنا البعض ونقدر علي تجاوز الخلافات وننتقل الي نقاط التقاء ونعرف أننا نخوض مرحلة سياسية استراتيجية جديدة علينا سواء في السلطة أو الشعب، ولهذا علينا أن نغلب المصالح العليا علي الانتماءات السياسية وليس من مصلحة مصر الآن وجود تنازع طائفي أو سياسي أو ثقافي بل نكمل بعضنا البعض.
هل الاستفتاء علي الدستور أدي الي زيادة الفرقة والتنازع؟
- الدستور الذي يحكم أي بلد حضاري وراق تحكمه مبادئ عليا تجعل مبادئ الدستور واقعا يعايش بدلا من أن يكون بنودا يختلف عليها، وتفعيل المواد الدستورية شيء والمادة نفسها شيء آخر والحقيقة نحن نعاني عيبا لابد أن نراجعه في أنفسنا بحيث أن المبادئ العليا التي نتفق عليها لنهضة عامة واستراتيجية لها احترام والتزام وتنفيذ وهذا ينعكس علي تطبيق الدستور طالما نتفق جميعا علي شريعة الله والشريعة ثابتة لن تتغير ولكن الدستور يمكن في أي وقت تري فيه الدولة أن يتم مراجعة مواد الدستور التي عليها اختلاف حتي نتجنب الأزمات التي نعاني منها لأن الدستور ليس كتابا إلهيا بل هو صنع بشر، ولكن البعض تناسي هذا أو ادعي أن الإخوان يسعون الي أخونة الدولة.
ما الذي يغضبك من هذا القول؟
- لأن الكلام زاد عن الدستور وعن أخونة الدولة وأن الإخوان يسعون لأخونة المؤسسات ومهما الإنسان كان منتميا وله فكر سياسي لن يستطيع أن يغير غيره، ويغير معيشته فالمعتقدات السياسية بها مشترك، وقد قدمنا المصالح العليا علي الأهداف الذاتية ممكن جدا أن نغلق باب الصراعات السياسية ونلتفت الي البناء والوطنية الحقيقية بحيث نشكل الصراع ونحوله الي رصيد إيجابي في الدولة.
وما أصول الحكم في الإسلام؟
- الله سبحانه وتعالي حدد لنا أصول الحكم وما يجب أن يتبعه الحاكم أو الشعب وماذا يحدث عندما يختلفان في شيء فقال الله تعالي للحاكم: «إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل» فإذا طبق الحاكم هذا الأمر فماذا علي الشعب أن يفعل؟ طلب الله تعالي من المحكوم «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم»، وأكمل المولي سبحانه وتعالي وشرح أمر الاختلاف قائلا: «وإذا تنازعتم في شيء فردوه إلي الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر»، ولم يقل اخرجوا علي الحاكم وسبوه والعنوه أو استهزأوا به.
ماذا عن الخلافات الدائرة بين القضاء والإخوان المسلمين؟
- أنا شخصيا أري أن المجلس الأعلي للقضاء والمحكمة الدستورية العليا بها أزمة جعلت نفس السلطة القضائية مازالت موجودة كما هي بعد ثورة 25 يناير، والقانون الخاص بالسلطة القضائية يحتاج الي مراجعة قانونية حتي يكون دور السلطة هو الدفع في طريق التقدم، بدلا من أن تحولها الي صدام وبالتالي اتهامات للقضاء خاصة داخل الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية أو المجلس الأعلي للقضاء.
هل هذا يبرر حصار المحكمة الدستورية العليا من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين؟
- بالطبع لا.. فنحن ضد الحصار بالمفهوم العام ونؤمن بأن السلطة القضائية ينبغي أن يكون لها مكان محترم وقانون محترم يجعل السلطة الدستورية هي القاضي لإنقاذ البلد من التشريعات المنحرفة ومن تعطيل المصالح العليا.
يوجد اتهام لجماعة الإخوان المسلمين بوجود ميليشيات منظمة قامت بالاعتداء علي المعتصمين أمام قصر الاتحادية؟
- كل ما حدث من تصرفات داخل قصر الرئاسة وأمامه ووجود نزعة للاعتراض والدعوة الي العصيان المدني وتحويل القوي السياسية الي قوي معارضة كمبدأ فنحن ضده والإخوان ليس لديها ميليشيات عسكرية مسلحة، ولكن هذه الميليشيات التابعة لجماعة الإخوان لها نشاط رياضي أو نشاط شعبي وأنا لا أعطيها أكثر من حقها، وليس لها نشاط عسكري حقيقي يريد محاربة المعارضة أو السلطة نتيجة لتحول الدولة للعصيان المدني لأنه فكرة شريرة.
لكن القوي السياسية تدعو إلي العصيان المدني لأن مؤسسة الرئاسة لا تستمع إليها؟
- مؤسسة الرئاسة لها سلطات محددة ودستور حددها ولا نريده أن يتصرف تصرفا بعيدا عن القانون ولا خارج الدستور، لأن مرسي يحكمه الدستور والقانون والشرعية وأي تصرف خارج عن هذا مرفوض والمعارضة لديها مواقف أخري بعيدة عن السباب والاتهامات والتدمير والخلاف الذي سيضر بالجميع في المستقبل.
هل تتوقع صداما بين الإخوان والقوات المسلحة؟
- أتمني ألا يحدث صدام علي الإطلاق لأن التجارب التي نذكرها في تاريخ مصر كلها أن الجيش وطني ومازال يحصل علي هذا الاستحقاق ونحن حريصون علي هذه العلاقة الوطنية الراقية بين سلطة الجيش وبين الحاكم والأوضاع الدستورية التي تؤكد أن الجيش يؤدي واجبه في حماية الوطن، ومن ثم علينا أن نتعاون معه إذن لا توجد مناسبة للصراع خاصة مع القيادة الحالية المتمثلة في الفريق أول عبدالفتاح السيسي لأنه يوجد تقارب وتفاهم بأن القوات المسلحة يجب أن تكون بعيدة عن الخلافات السياسية.
ما مدي قانونية جماعة الإخوان المسلمين؟
- مثلها مثل قانونية أي جماعة أو حزب داخل المجتمع وبعد الثورة أصبح تكوين الجماعات بالإخطار وجماعة الإخوان كأي جماعة من حقها أن تمارس أنشطتها ولديها لوائح ودستور تلتزم به.
لكن سوء الأحوال في ظل وصول الجماعة الي السلطة أوصلنا الي العصيان المدني؟
- البعض يبحث عن إشعال النار بدلا من البحث عن آليات تخدم التوجه العام وأيضا المعارضون تسرعوا بالدخول في العصيان المدني وكأنه الحل السحري لحل الأزمات مع أنه يزيد الأمور تعقيدا وهذا سوء تقدير وقصر نظر في الوعي السياسي، وعدم القدرة علي تجاوز الخلافات.
هذا العصيان المدني نتيجة لخيبة الأمل لدي الناس؟
- أري أنه في نفس الساحة السياسية يوجد في مقابل العصيان المدني يوجد آخرون يريدون الشرعية والحرية ومعارضة متواجدة ولكن أين الإنصاف فالإعلام لابد أن يكون منصفا حتي وإن كان له تشددات لها أسبابها الفعلية وأنا مؤمن تماما أن الدولة تملك أسباب القوة والتعاون ويمكن أن تنتقل الي وضع ديمقراطي وحضاري ولكن كيف يتم تفعيل هذا لأننا مازلنا لا نستطيع تفعيل ما نملك .
لماذا الهجوم علي الإعلام وهو الذي ساند وعضد وتعاطف مع جماعة الإخوان المسلمين قبل 25 يناير؟
- لا.. أرجو أن نترفق بعض الشيء!! هذا الإعلام كان يطلق علينا وصف الجماعة المحظورة فكيف ساند وتعاطف.
لم أقصد الإعلام الحكومي الذي أصبح تحت سيطرة الإخوان المسلمين ولكن قصدت الإعلام الخاص؟
- لا فهذا من حسن الظن فقد كانت الإرادة مسلوبة والأموال منهوبة ويتم استخدام السلطة والشعب لا يستطيع أن يمارس حريته لا في الاختيار أو الأعمال وبجدارة أسمانا المحظورة، مع أنه لم ينجح بهذا في إثارة الشعب علينا ونحن لم نسع للإثارة، والإعلام استخدم هذا الإقصاء.
ما تفسيرك لظاهرة استقالات مستشاري الرئيس الذين لا ينتمون إلي التيار الإسلامي؟
- كون أن المؤسسة الرئاسية تتعاون مع مستشار أو مساعد للرئيس فالعالم الديمقراطي فيه هذه النوعية من التعاون، لكننا مازلنا متخلفين من الناحية الديمقراطية ولا نعرف آليات تطبيقها التي تؤكد الشرعية والحرية وأقصد جميع الفصائل السياسية بما فيها جماعة الإخوان المسلمين ولهذا لم نجد في أي فصيل المقدرة الحقيقية لرسم التعاون الفعلي في الشارع بما يحقق أهداف الثورة بترسيخ الحرية والديمقراطية والشرعية والمحاسبة لأننا نتحرر من ببقايا عهود لم نكن نحصل فيها علي حقوقنا، ولأن الشارع لم يكن له حق اختيار حاكمه أو مراقبته ومحاسبته.
وماذا عن خلاف الحلفاء بين حزب النور والحرية والعدالة بعد إقالة د. خالد علم الدين؟
- تغيير الأشخاص اذا خلصت النوايا لن يظهر خلافات ولهذا أعتبر هذا الخلاف غيبة في الوعي الإسلامي الراشد وإن كان خلافا ليبراليا سيكون غيبة للوعي الليبرالي الراشد لأن ترشيد الوعي السياسي يجمع الكثير من القوي المختلفة سواء كان سلفيا أو إخوانيا أو ليبراليا ولهذا المجتمع في حاجة الي مراجعة الأوضاع السلبية التي تحتاج الي تغيير وأن نبحث بحثا جادا عما يلتزم به كل فصيل التزاما مجتمعيا متفقا عليه، ويحل التعاون بديلا عن الصراع.
لماذا تم تغيير الخطاب الإخواني تجاه إسرائيل بعد وصول الجماعة الي السلطة؟
- الكيان الصهيوني مازال مرفوضا من جماعة الإخوان المسلمين بسبب تصرفاتهم التي تضرهم وتضر الصالح العام للسلام فهم لا يحترمون الاتفاقيات والدليل علي هذا استمرار سياسة الاستيطان علي الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهذا نذكره في الصحف ووسائل الإعلام والندوات والمحاضرات ولكن علي المستوي الرئاسي للدولة فهذه خطابات رسمية احتراما للاتفاقيات.
هل أنت راض عن أداء حكومة د. قنديل؟
- أولا.. علينا أن نعرف أن مصر مليئة بالمشاكل، وبالتالي الحكم علي وزارة قنديل يكون من خلال أداء الوزارات الاقتصادية والخدمية وهذا القطاع به قصور شديد ولو أن حكومة د. قنديل سارعت بتطبيق الحدين الأعلي والأدني للأجور لكانت استراحت وأرضت الناس التي تعاني وأصبح لدي الحكومة قبول وارتياح في الشارع يمكنها من الالتفات الي إصلاح المشاكل وبالتالي يزيد وعيها السياسي لأنه يوجد صعوبات تواجه الوزراء في تنفيذ الاختصاصات.
كيف تري مطالب جبهة الإنقاذ التي تطالب بتغيير النائب العام، وإقالة حكومة قنديل وإجراء تعديلات دستورية وضمانات نزاهة الانتخابات؟
- مطالب جبهة الإنقاذ التي ذكرتها لا يوجد اعتراض عليها لدي الإخوان ولا غيرهم لأنه ما يوجد مطلب فيه مصلحة البلد لإنقاذها من خطر قائم إلا ويتفق عليه ولكن لابد أن تراجع المطالب ولا تكون متجمدة وهذه المطالب من حيث المبدأ لا اعتراض عليها ولكن لابد أن يعرف الجميع أنه لا يوجد فصيل واحد يقر أنه صاحب الكلمة النهائية ولهذا لابد أن نبحث عن المصلحة المشتركة.
كيف تري الرئيس محمد مرسي؟
- محمد مرسي رئيس نعتز به جدا ومن يقرأ التاريخ ويري ما كان يفعله الحاكم العسكري وحرمانه للبلد من أن يكون الشارع هو صاحب الكلمة ومن الشرعية العاقلة، سيري وجود تحول جدي وحقيقي نقل البلد الي وضع جعل السلطة الحقيقية في يد من يختار الحاكم وليست في يده.
الرئيس الذي فعل هذا أم ثورة 25 يناير؟
- لا.. ثورة 25 يناير أعطته الفرصة الحقيقية لإحداث هذا التغيير وهذه مبادئ ديمقراطية حقيقية لم تكن تعرفها مصر ثم إن مرسي يفتح صدره لمبدأ الحوار ويدعو الناس ليكونوا أصحاب الكلمة الحقيقية، عندما يجلسون معه ويتحاورون حول المصالح والأضرار ويؤيد المصلحة في الوضع المناسب وهو حريص علي العبور مع جميع القوي الوطنية علي الأزمات الموجودة والتي نعاني منها.
ماذا تقول للرئيس محمد مرسي؟
- أقول له عليك أن تزداد ثقة بربك لأنك والحمد لله تنتمي لمرجعية من الواضح أنها ثابتة في الشارع والمساجد كلها صلة قائمة مع الشعب وفيها نقطة التقاء كبيرة وهي الإيمان بالله وعليك العمل بما يرضي الشارع ويحقق المصالح وهو يعمل هذا فالباب مفتوح ولم يغلقه علي نفسه ويزعم أنه صاحب الكلمة بالعكس بل يبحث عن الشرعية والدستور واحترام القانون فهذا حاكم يحترم إرادة الشارع وينزل علي حكمه فالأوضاع تبشر بالخير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.