[تقرير إسرائيلى ينتقد تعامل نتنياهو مع أسطول الحرية ] بنيامين نتنياهو القدس - (ا ف ب): منذ 1 ساعة 35 دقيقة انتقد تقرير رسمي اسرائيلي صادر عن مراقب الدولة اليوم الاربعاء طريقة تعامل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الهجوم على اسطول الحرية والسفينة التركية مافي مرمرة عام 2010. وقال التقرير الذي نشره مراقب الدولة ميخا ليندينشتراوس اليوم الاربعاء "كانت هناك اوجه قصور مهمة في عملية صنع القرار، بقيادة رئيس الوزراء وتحت مسؤوليته، بشان طريقة التعامل" مع هذا الاسطول الذي كان هدفه كسر الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة. وانتقد المراقب في التقرير المؤلف من 153 صفحة عملية صنع القرار الى ادت الى الهجوم على السفينة التركية. وقتل تسعة ناشطين اتراك في الهجوم الذي شنته قوات كوماندوس اسرائيلية على السفينة التركية مافي مرمرة التي كانت في طليعة اسطول يحمل مساعدات انسانية الى قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار البحري الاسرائيلي المفروض عليه وذلك في 31 مايو 2010. وادى الهجوم الى ازمة كبيرة في العلاقات بين اسرائيل وتركيا، الحليفتين السابقتين، تجلى في قطع العلاقات الدبلوماسية وطرد السفير الاسرائيلي من تركيا وايضا تضرر العلاقات العسكرية بين البلدين. وتطالب انقرة باعتذار رسمي اسرائيلي وبتعويض لعائلات الضحايا. واشار التقرير الى ان نتنياهو لم يجر محادثات رسمية مع الوزراء الكبار حول قضية الاسطول بل اجرى محادثات منفصلة مع كل من وزير الدفاع ايهود باراك ووزير الخارجية افيجدور ليبرمان. واضاف "لم يأمر رئيس الوزراء بعمل تكاملي للموظفين في ما يتعلق بالسياسة الضرورية للتعامل مع الاسطول وبدلا من ذلك كانت هناك اجتماعات فردية ومنفصلة بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع وبين رئيس الوزراء ووزير الخارجية لم يتم توثيقها او تلخيصها. ولم تجر اي محادثات بين رئيس الوزراء واي مجموعة وزراء". واشار التقرير الى ان الاجتماع الوحيد حول الموضوع مع مجلس السبعة (المجلس الوزاري المصغر المؤلف من كبار الوزراء والذي يضم حاليا تسعة اعضاء) جرى فقط "قبل وصول الاسطول" مباشرة واصفا اياه بانه اجتماع "مرتجل بدون اي تحضير." وتابع التقرير انه على الرغم من قول بعض المسؤولين مثل رئيس الاركان السابق غابي اشكنازي وباراك ان الناشطين على متن السفينة قد يكونون مسلحين فانه لم يتم فعل اي شيء لوضع خطة مناسبة للاستجابة. وبحسب التقرير "ظهرت شكوك في المناقشات التي ترأسها وزير الدفاع في ان المسافرين على متن الاسطول مسلحون وفي نقاش لمجلس السبعة قال رئيس الاركان ان الجيش جاهز للتعامل مع الاسطول وقال ايضا ان ليس لديه ادنى شك في انه سيتم استخدام القوة". وردا على تقرير مراقب الدولة، اصدر مكتب نتنياهو بيانا دافع فيه عن سجله في مجال ادارة قضايا امن الدولة مؤكدا ان اسرائيل تتمتع بمستوى من الامن لم تشهده منذ "سنوات عدة". وقال البيان "هذا الامن هو نتيجة مباشرة للادارة المسؤولة والسياسة الواضحة والمحادثات الامنية التي عقدت على مدى السنوات الثلاث الماضية لم يسبق لها مثيل في التوسع والعمق كما يشهد كل من شارك فيها". واشار البيان ايضا الى تقرير نشرته الاممالمتحدة حول اسطول الحرية العام الماضي يدعم الحصار البحري الاسرائيلي على قطاع غزة في موازاة انتقاده استخدام الدولة العبرية "للقوة المفرطة" لمنع وصول الاسطول الى غزة. من جانبها انتقدت النائبة العربية في الكنيست حنين زعبي التقرير وقالت انه تجاهل "عملية القرصنة الاسرائيلية والاعتداء على السفينة وقتل النشطاء". واضافت ان التقرير "يضع المراقب في خانة الشراكة مع المستويين الأمني والسياسي في التستر على الحقيقة". واضافت ان المراقب "تجاهل التحقيق الجدي في الحادث واختار ان يحقق في كيفية اتخاذ الحكومة الاسرائيلية للقرارات وعملها الاعلامي حول الاعتداء على قافلة الحرية". وطالبت السلطات "بالكشف عن اشرطة فيديو تحوي 15 ساعة تصوير والتي وثقها الجيش الاسرائيلي عدا عن الاشرطة الاخرى التي صادرها من ركاب السفينة". وقال مستشار الامن القومي الاسرائيلي ياكوف اميردور اليوم الاربعاء انه ليس متاكدا من ان التعامل مع اسطول الحرية في شكل مختلف كان سيؤدي الى نتائج افضل مشيرا الى ان عملية اتخاذ القرارات تطورت كثيرا منذ الحادث. واشار اميردور الى ان "مراقب الدولة نفسه قال انه ليس متاكدا على الاطلاق من وجود صلة بين عملية مختلفة (في اتخاذ القرارات والقيام بالاستعدادات اللازمة) وتحقيق نتائج افضل". وتابع "اعتقد انه اذا نظرنا الى كل هذه الأحداث سنفهم ان عملية اتخاذ القرارات صارت اليوم افضل بكثير. ان التعامل مع كل هذه القضايا يتم من خلال عملية منهجية لاتخاذ القرارات". من ناحيته، علق وزير الدفاع ايهود باراك على التقرير متعهدا القيام بالتغييرات الضرورية. وقال بيان صادر عن مكتبه "يتقبل وزير الدفاع ايهود باراك الانتقاد وسيعمل على ضمان قيام المؤسسة العسكرية والدفاعية على اصلاح كل ما يحتاج الى اصلاح". واضاف البيان "سيتم القيام بكل ما يجب القيام به". وسارع عدد من المعلقين الاسرائيليين الى وضع تقرير مراقب الدولة المنتهية ولايته في سياق اشمل، وفي هذا الاطار قال المحلل السياسي حنان كريستال في حديث للاذاعة العامة ان "ما يقوله (التقرير) هنا هو ، لا تتخذوا قرارات بشان ايران بالطريقة نفسها بل عليكم تنسيق عملية اتخاذ القرارات".