أوقاف مصر لا تقتصر على الأراضى والعقارات الموجودة داخل مصر، فهناك أوقاف مصرية فى دول خارجية، وتحديداً فى اليونان والسعودية وتركيا. فى اليونان تقدر الأوقاف المصرية بمليارات الدولارات، وتضم 15 قطعة أرض ومتحف محمد على باشا، وقصر والد محمد على، وأراضى زراعية مساحتها تزيد على 100 ألف متر مربع وقبر والد محمد على، والمدرسة البحرية على بحر إيجة التى بناها محمد على عام 1748، بخلاف بساتين شجرية نادرة .. وظهرت أوقاف محمد على باشا على شكل مجمع معمارى ضخم يعرف باسم «الايمارت» واستخدم كدار إطعام للفقراء بالمجان حتى عام 1923، وتبلغ مساحته حوالى 4160 متراً مربعاً. هذا المجمع تحول إلى مزار سياحى يحمل نفس الاسم، واتفقت الحكومتان المصرية واليونانية على عدم بيعه وتقرر تأجيره بشرط إصلاحه لإعادته كما كان. أما بالنسبة لمنزل محمد على فيقع على بعد أمتار من المجمع، على مساحة 330 متراً، ويستخدم المنزل متحفاً ومزاراً مفتوحاً للعامة. وإيرادات الأوقاف المصرية فى اليونان تبلغ 70 ألف يورو فى العام، وهى حصيلة تأجير 5 قطع من أملاك الأوقاف، والباقى ومقداره 10 قطع فغير مستغلة. وقصر محمد على والمنزل المجاور له (مساحته 300 متر مربع ويتكون من طابقين) والحديقة التى تحيط به وتزيد مساحتها على 2000 متر مربع يتم تأجير كل ذلك بمبلغ 15 ألف يورو سنوياً، أى حوالى 1250 يورو شهرياً، وهو ما يعادل 41.6 يورو يومياً وهو مبلغ لا يزيد على إيجار كشك صغير الحجم فى اليونان. وفى السعودية توجد أملاك عديدة تتبع الأوقاف المصرية منها أراضى توسعات الحرم المكى ذاته، ومنها أيضاً وقف باكير اغا الخربوطلى والذى كان والياً على مكة فى وقت من الأوقات واشترى أراضى مساحتها 20 ألف متر مربع بحى المسفلة بمكةالمكرمة، وقدرت الحكومة السعودية قيمة التعويض للورثة ب 100 ألف ريال سعودى للمتر الواحد، أى ما يقرب من 20 مليار ريال لقطعة الأرض، وذلك من أجل إجراء توسعات للحرم المكى، وتم إيداع قيمة التعويض بالفعل ببنك «الراجحى» بالسعودية لحين ظهور الورثة، ووقف عمر مستحفظان، ووقف آل جلبى ووقف صالح باشا فريد وزوجته، ووقف محمد جلبى الخروطلى، ووقف إبراهيم بك الكبير ومساحته حوالى 20 ألف متر مربع ووقف تكية الاغوات وأوقاف الأشراف، ووقف زين الدين القاضى. وقف «عمر مستحفظان» فى منطقة جبل عمر بمكةالمكرمة، وقامت السعودية بتسوية الجبل بالأرض من أجل إجراء توسعات بالحرم المكى. ووقف عائشة هانم صديقة حرم صالح باشا فريد بالمدينة المنورة، ومساحته حوالى 25 فداناً بمنطفة كامل العنبرية بالمدينة المنورة. وفى تركيا توجد أوقاف مصرية عديدة فى مقدمتها وقف محمد كتخدا الخربوطلى بخلاف قصور وأراضٍ زراعية من زمن محمد على. واتهم بلاغ المحامى صبحى عبدالحميد، والذى حمل رقم 982 لسنة 2014 عرائض النائب العام، أن الدكتور طلعت عفيفى، وزير الأوقاف الإخوانى فى عهد الرئيس المعزول، والإخوانى عبدالرحمن البر مفتى الإخوان عقدا صفقة مع وزير الأوقاف التركى، محمد كورماز أثناء زيارته القاهرة فى عهد المعزول محمد مرسى وسلموه جميع عقود الملكية الخاصة بأموال وممتلكات هيئة الأوقاف المصرية، تنفيذاً لاتفاق المعزول الإخوانى مرسى مع رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، وأكد البلاغ أن قرار التنازل عن ممتلكات الأوقاف المصرية لحكومة أردوغان جاء بعد توقيع قرض المليار دولار المقدم من تركيا لمصر فى عهد الإخوان، وكان من بين الشروط غير المعلنة تسوية النزاعات القضائية فى المحاكم المصرية والتركية بشأن ممتلكات الأوقاف المصرية فى تركيا، والذى يضم أراضى زراعية وقصوراً أثرية تاريخية من عصر محمد على.. ولا يزال البلاغ فى أدراج النائب العام.
