\r\n ومع ذلك فثمة اوجه للتشابه تجعل المقارنة واردة فيما يتعلق بالكيفية التي عملت فيها الاممالمتحدة في افغانستان. اول وجوه التشابه تلك الانقسامات العرقية والدينية التي تسود كلا البلدين, ومن المفيد هنا ان نتوقف لاستطلاع ما يمكن ان تفيدنا به التجربة الاولى قبل ان نبدأ التجربة الثانية. لو كان لنا لن نعطي درجات تقيم اداء الاممالمتحدة في حالة افغانستان فإن النتيجة ستكون كالتالي: \r\n \r\n * في مجال الامن: \r\n \r\n لا تستحق الاممالمتحدة في هذا المجال درجة اعلى من »ف« وتعني هنا »الفشل« ويكفي ان نستند في ذلك الى كلمة الاخضر الابراهيمي التي القاها بمناسبة مغادرته افغانستان والتي قال فيها: هناك خوف في قلب الافغاني بسبب عدم وجود حكم القانون. ولو تساءلنا كيف وما هي الاسباب التي ادت الى غياب حكم القانون على هذا النحو لوجدنا ان كلا من الاخضر الابراهيمي والاممالمتحدة قد قدما منذ البداية تنازلات قادت الى فقدان الامن في افغانستان. لم يكن حبر اتفاق بون الذي جاء بالحكومة الافغانية الاولى بعد حكومة طالبان الى الحكم عندما خرقت الميليشيات المسلحة ذلك الاتفاق بعد ان سمحت لها الاممالمتحدة بذلك. اذ بقيت تلك الميليشيات في كابول متحدية الاتفاق الذي طالب باجلائها عن العاصمة. \r\n \r\n لقد عملت الاممالمتحدة على بناء الامن في افغانستان خطوة خطوة لكي يتماشى مع عدد من التواريخ المحددة: انعقاد مجلس اللويا جيرغا مرتين, واعلان الدستور, واجراء الانتخابات. \r\n \r\n ان ما تعاني منه افغانستان اليوم من صراعات ومن سيطرة لقطاع المخدرات, ونفوذ مدمر للميليشيات المتنفذة التابعة لامراء الحرب الذين تحولوا الى وزراء في الحكومة يمثل ما انجزته الاممالمتحدة التي تعيش نجاحاتها على الورق وليس على ارض الواقع. \r\n \r\n * في مجال التنمية: \r\n \r\n هنا ايضا لا تستحق الاممالمتحدة اكثر من مرتبة »ف« فقد كانت التوقعات الافغانية بعد سقوط نظام طالبان عالية جدا, بل لعلها كانت عالية اكثر مما يجب, وها هو الشعب الافغاني بعد ثلاث سنوات من سقوط طالبان يعاني من خيبة امل شديدة. فهو لم يشهد الا القليل من التنمية خارج المدن, وفرص العمل شحيحة, والبنية التحتية غير ملائمة, ولم يدخل الحياة الافغانية الكثير من التغيير. ومع ذلك فعمال الاغاثة الدوليون ينتقلون في قوافل من السيارات المكيفة ويعيشون في منازل فخمة التأثيث على مرأى من الافغان المحرومين. \r\n \r\n * الحكم الذاتي: \r\n \r\n هنا نجد ايضا اخفاقا لا يقل عن مثيليه السابقين فقد تم تأجيل الانتخابات حتى شهر ايلول المقبل. ومعظم الافغان غير مسجلين لاغراض الانتخاب. ولا زال من غير الواضح ما اذا كانت الانتخابات ستجرى لاختيار رئيس للجمهورية فقط ام انها ستشمل ايضا اختيار المجالس البرلمانية. \r\n \r\n ان اي انتقاد يوجه الى المجاهدين السابقين الذين تحولوا اليوم الى وزراء او مراكز للنفوذ يقابل في افغانستان بالتهديد بالقتل والمطالبة بالاعتذار, وقد احسن الدستور الجديد للمرأة حين منحها فرصة الحصول على ممثلين عن النساء في كل محافظة. لكن رد الفعل العنيف الذي صدر عن الرجال ازاء قيام احدى المندوبات للمجاهدين يقدم خير مثال على طول المسيرة التي ما زال على النساء الافغانيات قطعها قبل تحقيق المساواة. \r\n \r\n * المصالحة العرقية والدينية: \r\n \r\n كان الفشل في هذا المجال نصيب الاممالمتحدة التي لم تحقق في افغانستان ما يمكن ان يوقف دورة التمييز والشوفينية. بل ان سلبية الاممالمتحدة ازاء هذه الظواهر قد شجع التمييز ضد الباشتون الافغان لانهم كانوا يشكلون العمود الفقاري لحكم طالبان. \r\n \r\n لقد شكلت الاممالمتحدة, منذ بداية تعاملها مع المشاكل الافغانية, الطريق الخطأ التي قادت الى مفاقمة التمييز بدلا من تصفيته حيث انها وقعت في مطب القبول بالتمييز العرقي والديني كأمر واقع, وقدمت احدى الجماعات العرقية على بقية الجماعات لمجرد ان تلك الجماعة كانت موقع اضطهاد في العهد السابق. انه هذا السلوك لا يمكن ان يشكل الا لعبة خاسرة. \r\n \r\n فهو سلوك ليس بمقدوره ان يدرك ان جوهر التمييز العنصري هو النفوذ الذي يسعى ممارسو التمييز الى الاحتفاظ به او انتزاعه من الآخرين. والطريق الذي انتهجته الاممالمتحدة ازاء هذه المشكلة لا يمكن ان يقود الا لمزيد من الصراع حول النفوذ. \r\n \r\n لقد عرفت افغانستان التمييز ضد الناطقين بالبدارية ايام حكم طالبان. لكن الناطقين بها كانوا قد مارسوا التمييز صد الناطقين يالبشتونية قبل مجيء طالبان للحكم. انها دورة نجد انفسنا عاجزين عن فهمها, لكننا ابدا قادرون على تضخيمها ومفاقمتها عن طريق تقبلنا لها, وهو بالضبط الامر الذي فعلته الاممالمتحدة في افغانستان. \r\n \r\n * الاستقرار: \r\n \r\n ان الاستقرار الذي تعرفه افغانستان حاليا هو استقرار هش معرض للتداعي بمجرد مغادرة القوات الدولية البلاد, ويتوقع الافغان تقوض هذا الاستقرار كنتيجة حتمية لوجود النشاط العسكري, والانقسامات العرقية, وصغر حجم المشاريع التنموية واعادة الاعمار. \r\n \r\n ان سجل الاممالمتحدة ومهندسها الكبير الاخضر الابراهيمي يتحدث عن نفسه في افغانستان. وكل ما نرجوه هو ان يكون حظ الاثنين افضل في حالة العراق.0 \r\n \r\n عن: »لوس انجلوس تايمز«. \r\n