أصدر رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني قرارًا بتعيين رئيس جديد لجهاز المخابرات، واعتبر المراقبون ذلك التحرك بادرة تدل على تحسّن العلاقات بين واشنطن وإسلام آباد بعد 15 شهرًا من التوتر. وقال بيان صادر عن مكتب جيلاني: "تم تعيين الجنرال ظهير الإسلام - الذي يشغل حاليا منصب قائد الفيلق الخامس أحد أهم فيالق الجيش والذي يتمركز في كراتشي كبرى مدن باكستان ومركزها التجاري- مديرًا عامًا جديدًا لأجهزة المخابرات"حسب الجزيرة نت. هذا ويتسلم المدير الجديد مهام منصبه خلفًا للرائد جنرال أحمد شجاع باشا الذي يشغل المنصب منذ عام 2008 وشهد واحدة من أصعب الفترات في تاريخ العلاقات الأمريكيةالباكستانية. وقال مراقبون: "يمثل رحيل شجاع باشا مبعث ارتياح للمخابرات الأمريكية التي كانت على علاقة فاترة به وأصبحت العلاقة أكثر توترا بعد قيام قوات أمريكية خاصة بتحديد مخبأ زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وقتله في بلدة تقع على مسافة ساعتين فقط بالسيارة من مقر المخابرات الباكستانية بإسلام آباد في مايو العام الماضي". وكان وجود بن لادن في باكستان لفترة يقدرها البعض بنحو خمسة أعوام قد أزعج واشنطن من جهة أن الوكالة الرئيسة للمخابرات الباكستانية كانت تؤوي العدو رقم واحد للولايات المتحدة أو أنها كانت تتعاون معه. وشهدت باكستان أزمة خطيرة في العاشر من أكتوبر الماضي عندما كتب رجل الأعمال الباكستاني منصور إيجاز في صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن دبلوماسيا باكستانيا كبيرا طلب تسليم مذكرة لوزارة الحرب الأمريكية تناشد الولاياتالمتحدة تقديم المساعدة لدرء خطر انقلاب عسكري محتمل في أعقاب الغارة التي قتل فيها بن لادن. وأوضح إيجاز في رسائل نصية نشرت في صحيفة باكستانية محلية أنه بعد الغارة على بن لادن حصل باشا على دعم من حكومات معينة لإزاحة الرئيس آصف علي زرداري. ويتزامن تعيين مدير جديد للمخابرات الباكستانية مع تهديد حركة طالبان باكستان بمهاجمة مسئولين في الحكومة والشرطة والجيش إذا لم يتم الإفراج عن الأرامل لأسامة بن لادن من سجن باكستاني.