قلنا بدل المرة ألف مرة إننا نرفض رفضاً تاماً التدخل في شئوننا الداخلية من أي مصدر كان وبأي شكل يكون.. بالضبط مثلما لا نتدخل نحن في الشأن الداخلي لأي دولة. وقلنا ومازلنا نقول إننا قد نقبل النصيحة من الأصدقاء ولكن لا نقبل أبداً أن يدس أحد أنفه في شئوننا بأي طريقة. قالها الرئيس حسني مبارك مئات المرات.. ناصحاً تارة. ومنبهاً تارة أخري. ومحذراً تارة ثالثة.. ثم توالي المسئولون علي اختلاف مناصبهم في قولها في وقائع متعددة. وبالأمس.. أكدها مجدداً صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري الأمين العام للحزب الوطني في مجال رده علي تصريحات مايكل بوزنر مساعد وزير الخارجية الأمريكي حول الانتخابات البرلمانية القادمة. *** لقد أعلنها الشريف مدوية أن الحزب الوطني يرفض بشدة أي تدخل أجنبي في الشئون الداخلية لمصر أياً كان مصدره أو شكله. أطلق الشريف العديد من الرسائل النارية لعل الجانب الأمريكي يفهم ولو مرة ويعي ولو للحظة أنه يتجاوز "خط الصداقة" وأن هذا التجاوز مرفوض رفضاً تاماً.. وتتلخص هذه الرسائل الموجهة لكل الأطراف في: * أولاً: إن الانتخابات تتم وستجري وفقاً للقانون. * ثانياً: إن هذا القانون وضع الضوابط اللازمة لإدارة انتخابات شفافة ونزيهة. * ثالثاً: إن هذه الانتخابات ستتم تحت اشراف اللجنة العليا ومتابعة منظمات المجتمع المدني المصرية. * رابعاً: إن أحد التقاليد الراسخة للعمل السياسي في مصر أنه عمل وطني لا تحركه إرادة خارجية. * خامساً: إن هذا الموقف لا يخص الحزب الوطني فقط.. لكنه محل توافق بين الأحزاب المصرية. * سادساً: إن الحزب يتطلع إلي انتخابات تنافسية حرة مع الأحزاب السياسية. * سابعاً: ضرورة عدم خلط الدين بالسياسة وعدم توظيف الدين لأغراض سياسية. * ثامناً: الالتزام بالمبادئ والقواعد التي حددها الدستور والقانون لتنظيم الانتخابات. * تاسعاً: رفض الحزب استخدام بعض العناصر مناخ الحرية للتحايل علي الشرعية أو الخروج عنها. * عاشراً: التأكيد علي دعوة الرئيس مبارك إلي وحدة الوطن والمواطنين وإعلاء قيمة المواطنة وأن المساس بالوحدة الوطنية هو أمر مرفوض تماماً وأن علي كل القوي الوطنية فضح دعاة الفتنة وكشف أهدافهم. *** ليت الجانب الأمريكي يدرس جيداً تلك الرسائل العشر ولا يتجاوز حدوده مرة أخري.. ألم يخجل من نفسه؟! وليت العناصر إياها التي ستحاول التحايل علي الشرعية وتخرج عليها تفكر ملياً قبل أن تقدم علي ذلك. وليت دعاة الفتنة يتنبهون جيداً إلي مغزي دعوة الرئيس حتي لا يندموا.. ولات ساعة مندم. ثلاث مرات قلت "ليت" لأنها ثلاثة خطوط حمراء نحذر جميعاً من الاقتراب منها لأن من اخترق.. احترق. وساعتها سنقول للمحترق: جنت علي نفسها براقش!