هل تصدق أن نقل تلميذ أو طالب من مدرسة الي مدرسة في مديرية التربية والتعليم بالبحيرة يحتاج الي 10 تأشيرات؟.. هذا اذا كان طريقك سالكا. وأوراقك مضبوطة. وأكرمك الله بتأشيرة لا غبار عليها ولا لبس فيها. التأشيرات التي تحتاجها للنقل. تبدأ طبعا بتأشيرة المحافظ. يتبعها خطاب صادر الي مديرية التربية والتعليم يصل بعد ثلاثة أيام غالبا. وهناك تحتاج أولا الي تأشيرة وكيل الوزارة. التي تحال فيها الي المختص. وغالبا ما يكون مدير التعليم العام. وهذا المكتب تحتاج الي الذهاب اليه مرتين. والحصول منه علي تأشيرتين. الأولي يحيلك فيها للجهة المختصة. وفي الثانية تحصل علي خاتم شعار الجمهورية بعد الحصول علي توقيع مدير التعليم العام. ويأخذ التعليم الحكومي العام بعد هذه الخطوة. اتجاها يغاير تعليم اللغات أو المعروف بالتجريبي. ففي الأخيرة. عليك الذهاب الي مدير التجريبيات. ومنه الي رياض الأطفال ان كان ابنك في الروضة أو مرحلة ال "كي جي". ثم تحتاج الي توقيعه من التوجيه المختص. ومنه الي مدير عام تعليم بندر دمنهور أو مدير عام المركز. وفقا لاتجاهك. قبل أن تصل الي المرحلة الأخيرة. والمختصة بمديري المدرستين. حيث تنتهي رحلة التوقيعات بهما. لتبدأ رحلة نقل الملف الي "ملاذه الأخير". بالطبع.. رحلة "الاصلاح والتهذيب" تلك. والتي خاضتها "المساء". لا تقطعها بين مكاتب متجاورة. ولا تتم في دقائق. لكنها في المكاتب المتناثرة بمديرية التربية والتعليم بين طوابقها. وهناك مكاتب خارج المديرية. كمكتب مدير عام تعليم بندر دمنهور. والمدرستان قطعا. وأيضا عليك ان تضع في حساباتك الاجتماعات التي لا تنتهي. سواء بمكتب وكيل الوزارة أو مدير التعليم العام أو مدير التجريبيات. فالاجتماعات دائمة ومستمرة. وعليك الانتظار. خاصة أنه ليس في مقدور أحد أن يقوم بعمل أحد آخر.. التوقيع يبدو وكأنه "صك سلطاني". ليس من حق أحد غير صاحبه. التفكير فيه. المهندسة نادية عبده. محافظ البحيرة. سبق أن أعلنت عن انشاء 9 مراكز تكنولوجية لخدمة المواطنين بالديوان العام والوحدات المحلية لمراكز دمنهور وكفر الدوار وكوم حمادة وايتاي البارود وأبو حمص وشبراخيت والدلنجات ووادي النطرون. لتسبق بذلك المديريات الخدمية. والتي من المفترض أن تبادر لتبني مثل هذه الفكرة. للقضاء علي البيروقراطية وتحقيق الانضباط والاصلاح الاداري فضلا عن تطوير ورفع كفاءة أداء الخدمات المقدمة للمواطنين.. كل من بداخل مديرية التربية والتعليم. باستثناء وكيل الوزارة. يرفضون الحديث. ويؤكدون ان لديهم تعليمات صريحة وواضحة. بعدم التصريح للصحف أو وسائل الاعلام. أما المواطنون. فلا شيء يهون عليهم ما يلاقون. سوي "الفضفضة". حيث طالبوا بايجاد حل لهذه الدورة المكتبية التي لا طائل منها. يقول محمود يسري النمر: الأمور غالبا في يد المدارس. ومن يستطيع أن يدبر أموره في المدرسة. ستصبح كل الأمور ميسورة بعد ذلك. سواء كان الأمر تحويلا أو تقديما. والناس لا تعرف نظاما محددا ولا خط سير معينا يمكنها السير عليه في أمر التقديم أو التحويل. وصف محمد صبحي. ما يحدث بالعبث. مؤكدا ان الناس تئن من أشياء كثيرة. وليست في حاجة لمعاناة اضافية في أشياء بسيطة. مؤكدا ان التقديم لأحد الأبناء في مدرسة أو تحويله الي أخري. يعد فاصلا من المعاناة. مطالبا المهندسة نادية عبده محافظ البحيرة. ومحمد سعد وكيل وزارة التربية والتعليم. بوضع حد لمعاناة الناس. قال محمد ادريس: المحافظة أعلنت منذ أيام عن انشاء مراكز الكترونية في عدد من المدن والمراكز لانجاز طلبات الناس آليا. والأولي بذلك مديرية التربية والتعليم. ولو حدث. فان ذلك سيقضي علي أشياء كثيرة. والأهم انه سيقضي علي المحسوبية. يري محمود نايف الجارح. ان ما يحدث. لابد أن تتصدي له ارادة ورغبة حقيقية في التغيير. رافضا ان نظل نراوح أنفسنا. وأن ننجز أمورنا في عام 2017. بنفس الطريقة التي كان آباؤنا وأجدادنا ينجزون بها أمورهم.