يعاني سوق الإنتاج الدرامي للموسم الحالي من تذبذب نوعاً ما فيقع المنتجون تحت ضغط شديد وتأثر السوق الدرامي بعوامل كثيرة منها عدم سداد مديونيات الفضائيات لشركات الإنتاج وعدم التزامهم بسداد المبالغ المحددة في مواعيدها نظير عرض الأعمال علي شاشتهم وحركة الإعلانات التي تؤثر بشكل كبير علي معدل ضخ الأموال بالقنوات والتي بدورها تؤثر علي السوق الدرامي وتتحكم في دفع أو إعاقة المنتجين عن تقديم أعمال درامية جديدة. فضلاً عن ارتفاع أجور الفنانين الخيالية التي فاقت الحد التي تساهم في ارتفاع ميزانية العمل. "المساء" رصدت في هذا التحقيق حركة سوق الإنتاج الدرامي في ظل تعثر هذه الشركات فضلاً عن رؤية الفنانين والمنتجين للموسم الدرامي الجديد حيث أجمعوا علي أن شهر رمضان المقبل سيشهد تقلصا واضحا في الإنتاج الدرامي وقلة في عدد الأعمال المنتجة هذا الموسم وصلت حتي الآن إلي 20 عملاً مقارنة بالأعوام السابقة. مؤكدين أن الدولة عليها عبء كبير في حل هذه الأزمة وأن تعود شركات الإنتاج الحكومي وتسيطر علي سوق الإنتاج خاصة بعد تراجع عدد كبير منها. يقول المنتج يوسف عثمان نائب رئيس قطاع الإنتاج الأسبق ونقيب السينمائيين الأسبق أصبحت العلاقات الإنتاجية في السنوات الأخيرة بها خلل شديد وبالتالي انسحب عدد كبير من المنتجين الجادين والمحترمين من السوق الدرامي ولا نجد علي الساحة سوي شركات الإعلان التي تشارك في الإنتاج وأصبحت "مافيا" وعدد قليل من المنتجين الدخلاء علي الإنتاج الذين يستخدمون أساليب غير مشروعة. فضلاً عن تدخل شركات الإعلان في اختيار النجوم إلي أن وصلت أجور الفنانين من 20 إلي 40 مليوناً وأصبحت ميزانية المسلسلات تصل إلي 80 مليوناً وأكثر فضلاً عن الأساليب غير المشروعة في الإنتاج التي جعلت الميزانية تتضخم ولاسيما أنني أري أنها مؤامرة من شركات الإعلان والقنوات الخاصة من أجل تقليل دور التليفزيون ومدينة الإنتاج. أضاف: لابد من تعاون جهات الإنتاج الحكومي المتمثلة في مدينة الإنتاج وقطاع الإنتاج وصوت القاهرة خاصة أن ميزانية هذه الجهات تتعدي المليارات والدولة تساند هذه الشركات علي مستوي جيد حتي يكون هناك توازن في الإنتاج ومردود الأعمال الجيدة أهم بكثير من الربح ولا تجري وراء الإعلان. يتفق معه المنتج محمد زعزع ويقول: للأسف الشديد لا يوجد سوي قناة mbc فقط الملتزمة مع المنتجين وهذه القناة تستحوذ فقط علي الأعمال الدرامية الكبيرة أما باقي القنوات المصرية والعربية لا تلتزم بسداد المديونيات ويضيف أصبحت القنوات تشترط علي المنتجين اسم النجوم الكبيرة التي تتقاضي مبالغ باهظة لكي تشتري العمل بدلاً من الاعتماد علي وجوه جديدة وبالتالي سيكون هناك تقليص للأجور ولا تعتمد علي الفنانين الذين يدعون أنهم نجوم. قال محمد العامري رئيس شركة صوت القاهرة ما يحدث في الدراما سواء كان علي الإنتاج الخاص أو الحكومي خاضع في النهاية للبيع والشراء بعدما تعرضت شركات كثيرة لخسائر فادحة. أضاف تكلفة المسلسلات والأجور عالية جداً خلقها الإنتاج الخاص لكي يعتمد المنتج علي بيع عمله لقناة واحدة فقط تتحكم في السوق وبالتالي حدث الأزمة التي إذا استمرت سوف تقل الأعمال الدرامية المصرية من عام لعام وهنا يكون البديل المسلسلات التركية والهندية المدبلجة باللهجة الشامية ثم بعد ذلك ينضم الإنتاج الدرامي إلي السينمائي والغنائي. أوضح: سوف ينافس صوت القاهرة بعملين هما "نجمة سينا" و"طلعت حرب" حيث إن الموضوع هو البطل وحرصنا علي التفاوض مع مخرجين كبار مع المخرج شريف عرفة ووائل إحسان وهنا نستطيع أن نصنع منتج قابل للمنافسة. أما بالنسبة لمدينة الإنتاج الإعلامي فقد أعلن أسامة هيكل رئيس المدينة: تعرضها لخسائر من الإنتاج الدرامي ولن تدخل المدينة في إنتاج أعمال ذاتية هذا العام والاكتفاء بالمشاركة الإنتاجية التي رصد لها 60 مليون جنيه بشرط أن يكون العمل مسوق لتجنب أي خسائر أخري خاصة أن معظم القنوات في خطر بسبب احتكار بعض الشركات الكبري لسوق الإعلانات. الفنان حسن يوسف يقول: رفعت يدي عن الإنتاج وتوقفت وما يحدث في الإنتاج الدرامي أمر طبيعي وبدلاً من أن تلتزم القنوات بسداد المديونيات للمنتجين تقوم بإنتاج برامج يتم تصويرها خارج مصر بميزانيات ضخمة. يضيف سوق الإنتاج في الفترة الحالية يعاني من ارتباك وينعكس بالسلب علي إنتاج أعمال قوية وجيدة وبالتالي تقل الأعمال الدرامية. الفنانة فردوس عبدالحميد الحالة التي وصلت إليها الدراما نتيجة تراكم سنوات بسبب إنتاج أكثر من عمل في وقت واحد مما جعل شركات الإعلان لا تستوعب إعلان منتجاتها علي أكثر من 50 مسلسلاً وهنا المنتج تحمل أعباء كثيرة مادية ولم يحصل علي العائد. أضافت: 20 عملاً في موسم رمضان كاف جداً بعدما ضاق الجمهور من الزحمة وعدم الفهم فضلاً عن الوجوه الكثيرة المكررة في أكثر من عمل في السنوات الأخيرة وأؤيد بشكل قوي لفكرة تقليص الأعمال التي تدخل في المنافسة الرمضانية مقابل توزيعها علي باقي مواسم السنة. المخرج أحمد النحاس: حتي الآن لم أحصل علي مستحقاتي من القنوات عن مسلسل "وجع البنات" فضلاً عن أن معظم شركات الإنتاج مديونة للبنوك وباعت الأعمال للقنوات ولم يجمع فلوسه من السوق حتي هذه اللحظة حتي نستطيع إنتاج أعمال أخري. أشار إلي أن سرقة الأعمال وعرضها علي القنوات دون مقابل كبدت لنا خسائر فادحة والدولة لا تضع قوانين ضد هذه القنوات وأعتقد أن الفترة المقبلة وخاصة في شهر رمضان المقبل والذي يعتبر أهم موسم بالنسبة للمنتجين سيشهد أقل عدد من الأعمال مقارنة بالعام الماضي.