يعيش صناع الدراما المصرية حالة من القلق علي أعمالهم المقبلة, في ظل الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد, وأن معظهم فشلت أعمالهم التي عرضت في رمضان الماضي, ولم يحصلوا علي أموالهم من القنوات الفضائية التي سوقتها. مما جعلهم في أزمة وخوف من الخسائر الفادحة التي عادت عليهم, وبالتالي قرر بعضهم عدم إنتاج أي أعمال في هذه الفترة, وألا يفكروا في ذلك إلا بعد انتهاء هذه التوترات وحل أزمة السوق الدرامية. ويقول المنتج صفوت غطاس, الذي قرر عدم إنتاج أي مسلسلات حاليا: إن سبب خروج المنتجين من إنتاج الدراما في العام الجديد يرجع إلي تدهور الأحوال الاقتصادية والسياسية للبلد, كما أنه يوجد كثير من المديونيات علي المحطات الفضائية والتليفزيون المصري, مما تسبب في خوف المنتجين من الدخول في إنتاج دراما أخري تسبب لهم أزمات أكثر, وحتي لو قاموا بالمجازفة وأنتجوا أعمالا جديدة من سيقوم بشرائها, فهي المحطات نفسها التي عليها مديونيات للمنتجين وبالتالي لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين, خاصة أن الفضائيات من المفترض أن تسدد ما عليها من أموال خلال سنة ونصف السنة, ولكن لا توجد لديهم مصروفات لتسديدها, وبالتالي سيتم الانتظار حتي نري ما سيحدث خلال الفترة المقبلة. وأوضح المنتج أحمد الجابري أنه لا يصح إنتاج أي مسلسلات في هذه الفترة السيئة, حيث إن الإنتاج أصبح مكلفا للغاية في هذه الفترة المتعثرة التي لا توجد لها أي معالم خاصة, وأن الظروف الإنتاجية كلما استقرت عادت مرة أخري للتدهور, كما أن هناك كثيرا من القنوات لم تسدد ما عليها من مستحقات, مؤكدا أن الدراما التركية تعتبر من أهم أسباب ضعف الإنتاج في مصر, لأنها دخلت علي الساحة الفنية المصرية وأصبحت المنافس الأقوي لها, والأسوأ من ذلك أن الدولة أصبحت متفرجة, ولا تفعل شيئا, كما أن المحطات الفضائية تفضل أن تنفق أموالها علي التركي الذي يحقق أرباحا أكثر من المصري. وأضاف الجابري قائلا: إن الجو العام لا يسمح بالإنتاج بسبب التدهور الدائم في كل المجالات, وبالتالي فهناك فوضي وعدم انضباط, وأن أكثر ما يحزنه أنه أصبحت مدينة الإنتاج الإعلامي محاصرة, والخوف من محاصرة الاستوديوهات أكثر دون أي دفاع من أحد. وأشار المنتج أمير شوقي إلي أن الأحداث السياسية الحالية لم ولن تؤثر علي الإنتاج تماما, لأن تدهورها لم يمنع المنتجين من التصوير في الشوارع, أو بيع أعمالهم, فالأزمة الإنتاجية التي يعانيها المنتجون موجودة منذ عام2010 بسبب مديونيات القنوات الفضائية, فهي تريد أن تحصل علي أعمال درامية دون مقابل, ولا تواظب علي دفع المستحقات المالية في مواعيدها, مما أدي إلي هذه الأزمة, وبالتالي أصبحت الحجة المتوافرة حاليا هي تدهور الأحوال السياسية, لأنهم لم يجدوا مبررات لتأخرهم في الدفع, مؤكدا أن الفضائيات أصبحت تهتم بالتوك شو أكثر من المسلسلات, لأنها تجلب لها الربح أكثر, كما أن الفضائيات القديمة أصبحت تنافس الجديدة في المذيعين الأشهر والأفضل. وأكد المنتج محمد فوزي أنه سينتج أعمالا هذا العام, وهو مرتعب من الخسارة في ظل هذه الظروف المتوترة, خاصة أنه يدخل الخريطة الرمضانية الجديدة بعملين هما مولد وصاحبه غايب و ميراث الريح بنجوم كبار, وبالتالي فهو يريد أن يضمن الإعلانات والقنوات دون خسارة, لأن هذه الأعمال تتكلف كثيرا في إنشاء الديكورات, وأجور النجوم والعمال والفنيين, وبالتالي يجب أن تحقق أرباحا مقابل ذلك, كما يجب أن يجازف المنتجون لأن المجازفة أفضل من الخوف والجلوس في البيوت دون عمل, وهذا يساعد أعداء النجاح علي الانتصار دون وجه حق.