الطيران المدني عاني من سنوات عجاف وكان قاب قوسين أو أدني من الانهيار رغم أنه يملك التاريخ والريادة ورغم ذلك استطاع أن يواجه كافة الأزمات التي لحقت به باصرار رجاله المخلصين الذين رفضوا الاستسلام للواقع المرير وواصلوا الليل بالنهار من أجل البقاء وبخاصة في سوق النقل الجوي والحفاظ علي مكانته في ظل التحديات والصراعات الدولية. وكانت البداية في مارس 2002 عندما تولي الفريق أحمد شفيق مهام وزارة الطيران المدني التي تم فصلها عن وزارة النقل وأصبحت وزارة مستقلة منذ ذلك التاريخ وحتي الآن. نجح الرجل بفكره وعلمه وبمعاونة رجاله أن ينهض بهذا المرفق الحيوي بعد أن أحدث بداخله ثورة سواء في التخطيط أو الفكر أو أداء العاملين فكانت الانطلاقة الكبري في جميع أنشطته وظهر الطيران المدني في ثوب جديد سواء في المطارات أو النقل الجوي وتمكن من أن يتبوأ مكانته الطبيعية بعد أن كان علي حافة الهاوية فنال الجائزة الكبري بشهادة الهيئات والمنظمات العالمية واستمرت النهضة بكافة أنشطته فتحققت الأرباح بالملايين وانعكس ذلك علي زيادة المستوي المعيشي لكافة العاملين التي زادت أجورهم بشكل كبير. وجاءت ثورة 25 يناير 2011 واستشعر الجميع أن الحياة تغيرت والقادم سيكون الأفضل في شتي المجالات لأنها ثورة شعب انتفض من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية فتتحقق له ما أراد حيث سقط النظام بكامله واستبشر الجميع خيراً لكن الواقع كان مريراً عندما احكمت جماعة الإخوان الإرهابية قبضتها وهيمنتها علي كافة مؤسسات الدولة واعتلي أحد أفرادها حكم البلاد. الطيران المدني شأنه شأن كافة الأنشطة الاقتصادية التي تأثرت بشكل كبير خلال عام من حكم الإخوان والسبب في ذلك يرجع إلي احكام قبضة جماعة الإخوان الإرهابية علي هذا المرفق الحيوي بتعيين مسئولين لا حول لهم ولا قوة يفتقدون الخبرة والكفاءة.. فقد أتوا بموظف من القاع لم يتبوأ منصبا قياديا طوال عمله ليتولي رئاسة الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية وآخر عليه تحفظات ليتولي رئاسة الشركة القابضة لمصر للطيران واعتبروا الطيران المدني مغنما لهم وبدأوا يخططون لاستغلاله لصالحهم بشتي الطرق لولا إرادة الله التي أوقفت هذا الزحف الإخواني في لحظة حاسمة من تاريخ مصر. قامت ثورة 30 يونيو المجيدة وامتلأت شوارع مصر المحروسة بملايين المصريين الشرفاء يطالبون برحيل المعزول ووقف الجيش بجانب المصريين وانتهت أسطورة الذين استخدموا الدين من أجل مصالحهم رغم كل وسائل العنف التي استخدموها وتحررت مصر بدماء المصريين الزكية التي روت الأرض الطاهرة وعين المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيساً مؤقتا للبلاد بعد أن تم تحديد خارطة المستقبل والتي بدأت بالدستور ثم الانتخابات الرئاسية حيث أصبح لمصر رئيس ودستور ولم يبق سوي الانتخابات البرلمانية وبذلك تنتهي خارطة المستقبل ونبدأ عهداً جديداً في ظل وجود رئيس وطني يعشق بلده نال حب الجميع عن استحقاق.. ولكن دعونا ننتظر ونترقب عن كثب مسيرة الإصلاح والتنمية التي تنتظر مصر بشرط أن يتعاون الجميع معه ودعونا جميعا نبني الوطن من جديد بعد أن تخلصنا من السوس الذي كان ينخر في أعمدة البنيان حتي أوشك علي السقوط.. دعونا نستعيد الثقة في إمكانياتنا وخبراتنا من جديد.. دعونا نعمل في صمت ونحقق النجاحات.. فكم من دول وقعت واستطاعت أن تقوم من جديد وتكون قوية.. دعونا نصطف حول رئيسنا الوطني.. والجندي الثائر الذي أبي أن يصمت علي خيانة الوطن الذي أقسم علي الدفاع عنه. علي العموم الإصلاح قادم بشرط اختيار الكفاءات وأصحاب الخبرة لتولي المناصب القيادية وأن نترك القيادات تباشر مهامها دون ضغط أو تأثير علي قراراتهم. منذ ثورة 30 يونيو شاهدنا حكومتين الأولي برئآسة د. حازم الببلاوي والثانية المهندس ابراهيم محلب بعض الوزراء يؤدون عملهم بشكل مرض والبعض الآخر لا وجود لهم لكن يحملون لقب وزير ولا مانع من وزير سابق المهم أنه أعتلي منصب الوزير.. بعض الوزراء في حكومة محلب الأولي يعملون في صمت ولا يحبون الشو الإعلامي ويحققون نجاحات.. البعض الآخر يلجأ إلي إعلان احصائيات مضروبة.. وتصريحات مغلوطة ويعلق اخطاءه علي شماعة الآخرين.. لكن حقاً يجيد اللعب بشتي أنواعه. أما في الطيران المدني فمنذ ثورة 25 يناير حتي الآن تم تعيين 7 وزراء للطيران المدني في 4 سنوات فقط آخرهم الطيار حسام كمال أبوالخير وهو حقاً يستحق الاشادة والتحية لأنه يبذل مجهوداً خارقاً من أجل نهضة أنشطة الطيران المدني ويملك كافة أدوات النجاح والأهم حب العاملين له ولذلك رأينا انطلاقة في كافة الأنشطة. وأقول له لقد بذلت جهدا متميزا خلال فترة توليك مهام وزارة الطيران المدني وسواء تم تجديد الثقة في التشغيل الجديد أي إنهاء المهمة فقد كنت مثالا يحتذي به في الأداء والفكر والخبرة والتواصل مع العاملين. وأخيراً أقول لرئيس مصر عبدالفتاح السيسي أعانك الله في مهمتك الصعبة.. وأعانك علينا جميعاً.