منذ أن تولي سمير امبابي مهام وزارة الطيران المدني في حكومة د. هشام قنديل أول وزارة بعد انتخاب د. محمد مرسي رئيساً للجمهورية قوبل اختيار امبابي بارتياح أغلبية العاملين في كافة أنشطة الطيران المدني فالجميع كانت لديهم رغبة في أن يتولي الحقيبة الوزارية للطيران المدني أحد أبنائها الذين يتوفر لديهم الخبرة والكفاءة والتواصل مع العاملين علي مدي سنوات ونجاحات متلاحقة في كل المحطات التي شغل بها مناصب قيادية. قضي سمير امبابي 37 عاماً في مصر للطيران منذ أن كان موظفا صغيراً وتدرج في مناصب عديدة وتبوأ علي مدار هذه السنوات مناصب قيادية تميز خلالها بالكفاءة والعلاقات الطيبة مع الجميع سواء العاملين في الطيران المدني أو الأجهزة العاملة من مختلف التخصصات ولذلك كان اختياره لتولي وزارة الطيران المدني نتاج نجاحات عديدة حققها وسمعة طيبة لا يختلف عليها اثنان واطمئنان من القيادة السياسية في قدرته علي النهوض بالطيران المدني في مرحلة غاية في الصعوبة نظراً للأحداث السريعة والمتلاحقة التي أعقبت ثورة 25 يناير.. وبالفعل كانت البشائر الأولية ان الرجل لديه برنامج وأفكار للتغلب علي المحنة بحلول متعددة وإصرار علي أن ينهض بهذا المرفق الحيوي وتعويض الخسائر التي لحقت به لأنه يدرك تماماً أن المقاعد والمناصب لا تدوم لأحد.. انما النجاحات هي التي تبقي دائما وتنسب إلي أصحابها. لقد واجه أمبابي أول محنة بعد أن تولي المهنة الصعبة عندما اضرب المضيفون الجويون عن العمل وتسببوا في خسائر مالية وتم احتواء الأزمة وعادت المياه إلي مجاريها وأدرك الجميع أن المصلحة العامة يجب أن تغلب علي المصالح الشخصية وخاصة أن الوزير يؤمن بالحوار البناء وحصول الجميع علي حقوقهم المشروعة وبدأنا نجني ثمار الاستقرار والهدوء ودوران عجلة العمل والحفاظ علي مكانة الطيران المدني في المحافل الدولية.. وكانت المحنة الثانية عندما اضرب العاملون بمطار شرم الشيخ واغلق المبني "2" ونقل الحركة الحيوية إلي المبني "1" مما أدي إلي تكدس الركاب بسبب زيادة الحركة عن طاقته الاستيعابية ثم سرعان ما تم انتهاء الاضراب يوم الثلاثاء الماضي بعد 24 ساعة من بدايته بعد تدخل المهندس وائل المعداوي رئيس الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية واللواء جاد الكريم رئيس شركة المطارات وما يثير الدهشة أن المضربين قد طلبوا حضور وزير الطيران المدني ولن يدركوا أن الرجل منذ أن تولي منصبه لم يضع حاجزاً بينه وبين العاملين في مختلف أنشطة الطيران المدني.. كل موظف يرغب في مقابلته يستطيع أن يقابله بلا حواجز وهذا لأول مرة في الطيران المدني لأن امبابي رفع شعار لا للحواجز بين الوزير والعاملين معه.. وقد حدث ذلك فوراً لأنه يدرك أن من حق أي موظف أن يعرض مظلمته فإن كان له حق فدوره أنه يعيد له حقه وإن كان ليس له حق فلابد أن يقتنع الموظف بذلك وهنا يشعر الجميع أن الوزير ليس بعيداً عنهم وبخاصة عند الشدائد..ولذلك أنا أعتب علي العاملين بمطار شرم الشيخ اضرابهم لأن الاضراب له اضرار جسيمة بعيداً عن الخسائر المالية فإننا نفقد جزءا لم يكن بالقليل من السمعة وهذا لا يرضاه أحد لكن هذه سنة الحياة يوم حلو.. ويوم مر لكننا نتمني أن نتذوق حلاوة الأيام بعد أن انضم الجميع دون استثناء إلي طابور العمل من أجل رفع راية الطيران المدني المصري في المحافل الدولية والحفاظ علي مكانته الدولية التي تحققت بسواعد رجاله المخلصين وأقول للوزير سمير أمبابي استمر في مشوارك وتحقيق أهدافك وقد عاهدناك علي النجاح وتحقيق رغبات العاملين بما يحقق لهم الاستقرار وخاصة أن النتائج تؤكد أنهم يسيرون علي الدرب ولديهم اصرار علي نهضة الطيران المدني.