صناعة الطيران المدني في غاية الحساسية .. استثماراتها ضخمة وعوائدها ضئيلة لذلك نجد هناك حذراً من قبل رجال الأعمال في اقتحام هذه الصناعة من هنا نجد معظم شركات الطيران الموجودة في سوق النقل الجوي وراءها دول و رجال أعمال كبار يمتلكون خزائن ممتلئة بالأموال تغزو هذه الشركات الأسواق معتمدة علي جذب العقول والخبرات المهاجرة بعد تقديم اغراءات مالية تلتقط أبصارهم.. نفس الحال بالنسبة للمطارات فهناك مطارات عالمية يشار اليها بالبنان ومطارات لا حول لها ولا قوة تحتاج الكثير والكثير لكي تصبح مطارات بالشكل الطبيعي. مصر لها الريادة في الطيران المدني فهي كانت من أوائل الدول التي وقعت علي وثيقة انشاء منظمة الطيران المدني بشيكاغو في ديسمبر 1944 ومن الدول المؤسسة لمجلس الطيران المدني الافريقي "افكاك" وانضمت إلي الاتحاد الدولي للنقل الجوي "اياتا" منذ انشائها في ديسمبر 1945 ومن أولي الدول المؤسسة لاتحاد شركات النقل الجوي الأفريقية "أفرا".. هذا دليل قاطع علي أن مصر لها الريادة في الطيران المدني ولأسباب ابتعدت وافسحت الطريق أمام دول لتنهض بنفسها لكن سرعان ما استيقظت من أجل تاريخها واستعادت ريادتها مرة أخري وأصبحت في مصاف الدول العالمية التي لديها مطارات دولية وشركات طيران عالمية بشهادة المنظمات والهيئات الدولية. اليوم تبدأ صفحة جديدة للطيران المدني في عهد المهندس حسين مسعود وزير الطيران المدني في حكومة الانقاذ الوطني من أجل رخاء وازدهار كافة الأنشطة والحفاظ علي مكانة مصر الدولية والتي أصبحت مثار اعجاب الجميع بعد ان حصلت معظم الأنشطة علي شهادات عالمية تؤكد الكفاءة والجودة. الوزير الجديد كعادته لا يعرف اللف والدوران.. يعشق الصراحة وان كانت الصراحة لا تعجب البعض إلا أنها محل احترام الجميع.. في أول لقاء صحفي له تحدث في كافة القضايا التي تتعلق بالطيران المدني وسياسة التقشف وخطط إدارة الأزمة التي يعاني منها الطيران بسبب الأحداث التي وقعت بعد ثورة 25 يناير وتسببت في انخفاض الحركة الركابية وتشغيل رحلات الطيران ورغم ذلك شدد علي الحفاظ علي حقوق العاملين لرفع مستوي المعيشة وأيضا استمرارية تنفيذ كافة المشروعات والصفقات وتسديد كافة الالتزامات المالية في مواعيدها المقررة واستعداد مصر للطيران لتنظيم رحلات إلي إيران بشرط صدور قرار سياسي. علي العموم المهندس حسين مسعود رجل يحمل في جعبته آمالاً للطيران المدني في المرحلة القادمة ولديه القدرة علي ان يصل بهذا المرفق الحيوي الي بر الأمان رغم الأمواج العاتية التي تحيط به من كل جانب.. لديه رغبة في أن ينجح في مهمته الصعبة دون أن يتعثر مهما كانت المحن والصعاب لأنه يدرك جيداً أن الرجال معادن ومواقف والتاريخ سيذكر كل من قدم نجاحاً ملموساً.. صفحات التاريخ لا تتجاهل العظماء وكل من ساهم في تقديم انجاز.. المهم أن تهدأ النفوس وننبذ الخلافات.