انتهت خدمة بوب برادلي مع منتخب مصر. نهاية غير سعيدة له. ولكل المصريين.. بعد الفشل في التأهل لمونديال البرازيل.. وكأن بطولة كأس العالم اصبحت محرمة علي الفراعنة. منذ مونديال 1990 في ايطاليا.. وسواء قام اتحاد الكرة المحترم بتكريم الرجل. أو لم يكرمه. وسرحه "سوكيتي".. فهذا لا يهم.. لأن ما يهمنا ان نتعلم مرة من كل تجاربنا الفاشلة. ونحصل علي تحليل علمي. وليس تبريراً أو تفسيراً. عن عجز منتخب مصر في التأهل للمونديال.. ليس مع برادلي وحده. ولكن مع كل من سبقوه. بداية من الجوهري الذي فعلها مرة ولم يكررها. مرورا بالخواجة تارديللي ومحسن صالح وحسن شحاتة "صاحب بطولات الأمم الثلاث" .. حتي جاء برادلي. وجاءت معه الظروف السيئة جداًً. وبغض النظر عن هذه الظروف. فنحن عندنا عجز مزمن في هذه البطولة. وأقصد تحديدا في تصفياتها. فتتعثر ونتعثر. حتي نعجز عن اجتيازها. مهما كانت الظروف مواتية.. هناك ملحوظة شديدة الأهمية. وتحتاج ان تكون بداية لهذا التحليل المنشود. وهي أن أغلب المنتخبات التي تأهلت للمونديال في البطولات الأربع الأخيرة. هي من دول الغرب الأفريقي. بينما الشمال الأفريقي تكاد مشاركته تكون محدودة جدا. رغم ان الهيمنة عالية جدا من دول الشمال الافريقي في بطولات الأندية.. هذه الملاحظة يمكن أن تكون قاعدة للدراسة التي ننشدها. كي نصل إلي تحليل أسباب عجزنا عن الوصول إلي المونديال.. وحتي لا يفوتنا الوقت ويسرقنا الزمن. ادعو المسئولين في اتحاد الكرة أن يشكلوا بأسرع ما يمكن لجنة خبراء. يكون دورها الوحيد هو تقديم دراسة تحليلية وان تستعين هذه اللجنة الفنية بتقارير المديرين الفنيين السابقين لمنتخب مصر.. وأظن ان رئيس المجلس الأعلي للشباب والرياضة السابق الدكتور عبدالمنعم عمارة سبق أن شكل لجنة مشابهة. ولكني لا أعرف ماذا فعلت أو قدمت.. وربما تكون لديه الاجابة. لو سعي إليه رجال الجبلاية. طبعا هذه الدعوة.. سوف تذهب في الهواء. لأن الأخوة في الجبلاية غارقون لشوشتهم في صراعهم مع لجنة الأندية استعدادا للموسم الكروي. وفي لجنة البث. وفي الانقسام حول مشكلة أحمد عبدالظاهر. وفي تكريم برادلي من عدمه.. ثم ندخل في الحسابات الخاصة جدا لاختيار المدير الفني الجديد للمنتخب. مع الضغوط الداخلية والخارجية. لاختيار هذا المدرب أو ذاك.. مع المساومات والمواءمات. لأن هذا الموضوع سيكون الشغل الشاغل في الجبلاية خلال الأيام المقبلة.. فلا تنتظروا خيرا من هذا الاتحاد. إذا لم يفق ويتخلي عن توافه المشاكل. وينظر بجدية في خيبتنا الكبري.. لأنها ليست خيبة برادلي وحده.. بل خيبة مصرية أزلية.. فالمنظومة كلها منيلة بستين نيلة!!